||صحافة||

أعلنت هيئة الموانئ والملاحة التابعة لوزارة المواصلات "الإسرائيلية"، أمس، إغلاق ميناء إيلات كلياً اعتباراً من الأحد المقبل، مُرجِعة ذلك إلى عجزه عن تسديد الديون المتراكمة، وتكرار هجمات قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، فيما واصلت «أنصار الله»، أمس، قصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ.

وجاء القرار بإغلاق أحد أهم الموانئ "الإسرائيلية"، بعد ساعات من إعلان قوات صنعاء على لسان متحدّثها، العميد يحيى سريع، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت ميناء إيلات بطائرة مُسيّرة، وموقعين حيويين في منطقة النقب بطائرتين مُسيّرتين. ووفق مصادر إعلامية عبرية، فقد قامت بلدية إيلات بالحجز على حسابات ميناء إيلات البنكية، ما جعل الميناء الذي كان يستقبل معظم واردات المركبات وسلعاً ومنتجات أخرى، وعبره يتم تصدير كميات كبيرة من المعادن والبضائع المختلفة، غير قادر على الاستمرار في العمليات اللوجستية والإدارية، بعد تعرّضه لحصار يمني لنحو 18 شهراً.

وأكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن «إعلان إغلاق الميناء تحصيل حاصل، وأن الإغلاق المفروض من قبل القوات البحرية والجوية التابعة لصنعاء، جرى في أعقاب إعلان الأخيرة دخول معركة الإسناد لقطاع غزة ومنع وصول كلّ السفن والإمدادات إلى إيلات». إلا أن المصدر اعتبر، «إعلان الكيان اعترافاً بمدى تأثير عمليات الإسناد اليمنية عليه، وفاعلية الحصار اليمني في الضغط على اقتصاده».

في غضون ذلك، زعم جيش العدو أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن مساء أمس، في اتجاه النقب. وقالت وسائل إعلام عبرية إن صفارات الإنذار أُطلقت في مناطق واسعة في النقب والبحر الميت.

ويأتي ذلك في وقت لا يبدو فيه أن تعويل الحكومة الإسرائيلية على عودة العمليات الأميركية ضد القوات اليمنية في البحر الأحمر، سيؤتي أكله. وفي هذا الإطار، قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن «الحكومة الإسرائيلية طلبت رسمياً من الولايات المتحدة استئناف الغارات ضد الحوثيين، وطرحت فكرة إنشاء تحالف عسكري دولي لتعزيز أمن الملاحة البحرية». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني، رفض الكشف عن اسمه، تأكيده الحاجة الملحّة إلى تحالف أوسع «يوجّه رسالة رادعة إلى الحوثيين، بعد إغراقهم سفينتين وخطفهم طواقمهما خلال الأسبوع الماضي».

ومن خلال التصريحات الأميركية في شأن البحر الأحمر، يبدو أن البحرية الأميركية غير متحمّسة للعودة إلى المغامرة مرة أخرى، بعد إقرار عدد من قادتها أخيراً بتعاظم خسائرها خلال العمليات التي خاضتها مع القوات التابعة لصنعاء، على مدى العام ونصف العام الماضييْن. وفي هذا الإطار، أكّد الفريق القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأميركية، جيمس كيلبي، في تصريحات إلى موقع «بيزنس إنسايدر» العسكري، أن القوات الأميركية استخدمت كميات «كبيرة للغاية» من ذخائر الدفاع الجوي في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ألقى بظلاله على الجاهزية التشغيلية وموارد الصناعة الدفاعية.

وأضاف أن المواجهة في البحر الأحمر كشفت عن فجوة مالية متزايدة بين كلفة التهديدات القادمة، خصوصاً من الطائرات المُسيّرة والصواريخ المنخفضة الكلفة وبين الأسلحة الباهظة التي تستخدمها واشنطن لاعتراضها، مشيراً إلى أن هذه المعضلة باتت تمثّل «أولوية عاجلة» في الخطط العملياتية الأميركية. ولفت إلى أن «حجم الهجمات فاق التوقّعات وأدّى إلى استنزاف كبير في الذخائر والموارد». وأشار المسؤول الأميركي إلى أن البحرية الأميركية شاركت أخيراً في اعتراض صواريخ إيرانية باستخدام صواريخ «SM-3» المتطورة والتي تراوِح كلفتها ما بين 10 و30 مليون دولار للواحد، ما يعكس حجم الإنفاق الهائل في مواجهة تهديدات تُوصف بأنها منخفضة الكلفة وعالية الفعالية.

 

الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد