الشاعر/ أبو زيد النعمي
هذا مقام العلم والعلماء
فاخفض جناح الشعر والشعراء
في حضرة (الهادي) الذي بقدومه
أحيا كتاب الله في الأنحاء
ومع ابن بدر الدين تحت لوائه
ولواؤه والله خير لواء
وأمام ما يجري بغزة نلتقي
بفضيلة العلماء والخطباء
وإلى الخليلي في عمان تحية
وإشادة منا وطيب ثناء
والصادق المفتي بدولة ليبيا
ذي الموقف المسؤول والبناء
وتحية منا لمفتي شعبنا
ولضيفنا الآتين من صنعاء
وتحية للعاملين بعلمهم
في البأس والبأساء والضراء
من جاهدوا في الله حق جهاده
بالنفس والأموال والأبناء
صدعوا بقول الحق لم يتأثروا
بوسائل التهديد والإغراء
للسيد العلم المجاهد سلموا
فبهم تباهي الأرض كل سماء
وله استجابوا طاعة ومحبة
ومضوا بوعي راسخ وولاء
هم علمونا هم أناروا دربنا
وهم النجوم بحالك الظلماء
حملوا السلاح تأسيا بالمصطفى
واستعذبوا في الله كل عناء
فرضاه غايتهم وهم من أجلها
يتحركون بخشية ورجاء
ويبلغون هداه لا يخشون من
أحد بكل شهامة وإباء
أخذوا من الذكر الحكيم علومهم
وتسلسلوا الأحداث باستقراء
وإلى ميادين النزال تصدروا
في كل تضحية وكل عطاء
في عزم حيدرة وعز محمد
برزوا بكل كتيبة خشناء
ليترجموا العلم الشريف مواقفا
عملية قد عمدت بدماء
ولقد تصدوا عبر كل وسيلة
للهجمة الفكرية الشعواء
برزوا لكل ثقافة مغلوطة
بثقافة القرآن والقرناء
جعلوا المساجد والمنابر جبهة
فغدت تقوم بدورها البنّاء
إذ للمساجد قيمة ومهمة
قامت على العلماء والخطباء
فإذا أتت فرعا لمسجد أحمد
ملأت نفوس الناس بالأضواء
وغدت قلاعا للجهاد حصينة
معمورة برجالها العظماء
وإذا المساجد لم تُفعل هكذا
كانت ضراراً أُسست كغطاء
كفرا وتفريقا وإرصادا لمن
قد حارب الباري من الأعداء
تأتي بكل مكفر ومُحرٍِف
وبكل منحرف من الفقهاء
والعلم مسؤولية عملية
ووسيلة للغاية العلياء
والعلم إما ضار أو نافع
هذا الدواء وذاك عين الداء
وبغزة وكفى بغزة شاهدا
فيها تبين حقائق العلماء
ومعاشر العلماء إن لم يعملوا
بالعلم كانوا مصدر الإغواء
كم عالم صبغ الحياة بضعفه
فنتاجه نسخ من الضعفاء
من كل فدم قد تجمد حيرة
وتنازعته شتائت الآراء
لا وعي فيهم لا اهتمام كأنهم
خشب مسندة بكل فِناء
فيهم ترى الظلمات تركب بعضها
ومظاهر الأمية الجهلاء
أمية في الوعي والمفهوم
والأفكار لا بقواعد الإملاء
غرقوا لدى باب الوضوء فضيعوا
فيها حدود الوجه والأعضاء
وتوسعوا في هامشيات فما
رجعوا إلى القرآن باستهداء
فتوجهوا نحو الحياة بنظرة
مغلوطة وبصائر عمياء
لم يأمروا فيها بمعروف ولا
عن منكر ينهون أو فحشاء
وجهاد "إسرائيل" أعظم واجب
في نصرة الإسلام والضعفاء
وفعالها والله أعظم منكر
يجري على الدنيا بلا استثناء
سكتوا وغزة تستغيث بهم فلم
يتفوهوا حتى ولو بدعاء
يا قومنا هذا عدو صائل
في بحرنا والبر والأجواء
أتموت غزة في الحصار ولم يجد
منكم لها أحد بشربة ماء
إن اليهود هم الأشد عداوة
يا قوم فاتجهوا لهم بعداء
ويهود تسعى لاستباحتكم فكم
قتلت وكم قامت بسفك دماء
والحرب بين الكفر والإسلام يا
للمسلمين لهجمة شعواء
ونساؤكم أسرى بأيدهم فكم
من اغتصابات ومن إيذاء
والمسجد الأقصى يناديكم لقد
أقصيتموني أيما إقصاء
والدم يُسفك والمجاعة حولكم
يا للرجال لصبية ونساء
إن لم يكن دين يوحدنا وما
من ذرة لقرابة وإخاء
فتعاملوا معهم بإنسانية
وتصرفوا بالفطرة البيضاء
لكنهم عشقوا القعود وغيرهم
عشق الجهاد وساحة الهيجاء
ماتوا سكوتا في زوايا صمتهم
وهنالك استغشوا بكل غشاء
متنصلين وخانعين وقد دعا
داعي الجهاد لهم بكل نداء
واستهلكوا الأعذار تلفيقا فما
من علة يبقون للخرقاء
ليشاركوا في إثم كل جريمة
بسكوتهم عن هجمة ودماء
علم بلا عمل وإنسانية
شربت دم الأطفال شرب الماء
والله يبلو بالصراع عباده
ليميز طيبهم من الخبثاء
يا ليت شعري أي علم عندهم
بل أي معضلة وأي وباء
إني لأعجب من مواقف بعضهم
ولما يفوه به من البغضاء
فالبعض في التثبيط يسعى دائبا
ويبرر التطبيع دون حياء
والبعض تشكيكا وتشويها أتى
يبدي إسائته إلى الشهداء
والبعض في الترفيه قد هزوا اللحى
طربا ومحسوب من القراء
والبعض إن ذُكر الجهاد رأيتهم
يتلونون تلون الحرباء
والبعض للإنصاف ألقى عنده
روح الجهاد تفور في الأحشاء
هو غير راض بالقعود وإنما
قد خالطته دسائس الخلطاء
متأثرا بالشائعات وقد أتت
شبها مزخرفة بكل طلاء
والبعض زيديا يسمي نفسه
والفعل مختلف عن الأسماء
قد غلقوا باب الجهاد وقابلوا
آياته بالرفض والإلغاء
وكأن زيدا لم يجاهد لا ولم
يبعث رسالته إلى العلماء
والبعض منغلق تماما تلقه
في الحالة البقرية العجفاء
والبعض لا يدري بما يجري فلم
يشهد بيوم نشرة الأنباء
والبعض منهم قد تجمد خيفة
وعمى وذلك ميت الأحياء
والبعض منحرف تماما مخلد
للأرض في تبعية الإهواء
والبعض حاخام صريح واضح
متصهين علنا بدون خفاء
متوجها بالدين حيث توجهت
أذناب أمريكا من الرؤساء
قالوا لقد كفرت حماس وكفروا
من قام ينصرها ولو بدعاء
وأطع ولي الأمر مهما كان
منبطحا لأمريكا بدون مراء
حتى ولو أبصرته يزني فقد
غفر الإله معاصي الزعماء
وبأمره جاهد وكيف وأمره
أمر اليهود أخصه بولائي
وترامب رب ملوكنا وإليه هم
يتقربون بطاعتي ودمائي
هذي النماذج بالضلال تحركت
وتصدرت للدرس والإفتاء
قد حرفوا الدين الحنيف ووظفوا
عنوانه في خدمة الأعداء
لبسوه بالمقلوب ثم توجهوا
عكسا بكل عداوة وولاء
سلم لأمريكا و"إسرائيل" قد
صاروا لهم من أبرز العملاء
حرب لأمتنا ودين محمد
والآل والقرآن والشرفاء
وبعين أمريكا وإسرائيل قد
نظروا لأمتنا بكل عداء
ولهم أباحوا قتلنا وحصارنا
وتلذذوا بالدم والأشلاء
ومع اليهود تحركوا طوعا إلى
تطويعنا بعواصف هوجاء
ولقد أباحوا المنكرات توجهاً
بالدين حسب هواية الأمراء
ولصفقة القرن اللعينة باركوا
وتبركوا بالطلعة الشقراء
ليقدموا الإسلام عن أفكارهم
وسلوكهم بالصورة الشوهاء
هم جاهلية عصرنا الكبرى وهم
أرباب كل ضلالة وشقاء
لا تخدعنك لحيةٌ ممشوطة
كل التهود في اللحى الحمقاء