الشاعر / جميل-الكامل
قعدوا وغزَّةَ تُستباحُ جَهَارا
يتصَبَّبُونَ مذَلَّةً ، وَ صَغَارا
واستمرؤا عهر السكوت وأطلقوا
حبل الكلام بغيرها استهتارا
أطفال غزة يقتلون مجاعةً
والأمهات من الصراخ حيارى
يتضورون من المجاعةِ حالهم
يدمي الصخور ، ويُنطِقُ الأحجارا
أأخوة الإسلام منكم تقتضي
أن تصرفوا عن غزة الأنظارا ؟!!
قد كان صَمتكُمُ أخف مضاضةً
من قولِ زورٍ يخدمُ الكفارا
في هِرَّةٍ أدخلتمُ امرأةً لظى
وملئتُمُ بحديثها الأمصارا
أترون أضلاع الصغار تُعدُّ من
فوقِ الثيابِ ولاترونَ النارا
شعبٌ يبادُ ، وكلُّ أعرابِ الخنا
، والمسلمون يطبعون جهارا
ومن السواكِ أو الإزارِ قَضيةً
كُبرى صنعتم خائضينَ غمارا
وتركتُمُ ذكرَ الجهادِ..لأنكم
ستُذكرون الأمةَ الأخطار
دجنتموها ألف عامٍ للعدى
وأضعتمُ من سيرها أعمارا
كفو الوقاحةَ تستباحُ بلادُكُم
ليلاً أمامَ عيونكم ، ونهارا
وعن النجاسةِ تخطبونَ وأنتمُ
من نجَّس الأذهانَ ، والأفكارا
كُفُّوا (زناكم) بالكلامِ تحشَّموا
آذيتمُ الأسماعَ ، والأبصارا
أطفالُ غزةَ يقتلونَ ؟! أكلما
قلنا استحوا ضاعفتمُ الإصرارا
لاعذرَ للنَّاسِينَ غزَّةَ مُطلقاً
مهما النفاقُ سيخلقُ الأعذارا
لو أن لي فتوى لقلت لتجعلوا
في غزة التَّسبيحَ ، والأذكارا
ولتملؤا - مما يشوبُ جهادنا
في نصرِها - أوقاتَنا استغفارا
لاتغفلُوا مأساتِها ، في مَحفلٍ
واذكوا الورى من نارها استنفارا
لاتقبلوا خطبَ ( الكيانِ ) بمسجدٍ
ولتسكتوا الكهانَ ، والأحبارا
يعني تغافلهم لغزة أنهم
يتبادلون مع العدى الأدوارا
إن لم يؤوبوا من دجى تضليلهم
ياقومنا فلتعلنوا الإنكارا
لا لغوَ في إنكارِ ماهو منكرٌ
اللغو أن تتقبلوا استحمارا
خطبٌ عليها العارُ عارٌ كلها
زادت إلى استعمارنا استعمارا
لاتنصتوا في مسجدٍ لمنافقٍ
تخفي عمامةُ رأسه الزنارا
همجٌ قروناً ينشرون رؤوسنا
بسدى تفاهاتٍ جلبن العارا
لافرق عندي صالحٌ في منبرٍ
بحديثهِ يبقي العقولَ سكارى
أوطالحٌ في شارعٍ يغوي الورى
بضلاله جهرا فيفتح بارا
سرُّ اجتناب الخمر قيل لأنها
تغوي العقول وتذهبُ الأفكارا
والأمةُ ال قاموا على توجيهها
سكرت وأشبعت الحياةَ دوارا
لا تخطبوا إلا لنصرةِ غزةٍ
مأسآتها لاتقبلُ الإيثارا
خذلانُ غزةَ لعنةٌ ستصيبُنا
في حينِ نحنُ هنا ندير حوار
قسماً بمن عنهم أصمَّ قلوبَكم
أن البغاءً أقلَّ منكم عارا
أن الحديثَ بغيرِ غزةَ جرمُه
لَيَفوقُ جُرمَ الصامتينَ مِرارا
أين العروبةُ أين أعرابُ الخنا
ما للجيوشِ غدت هنا أصفارا
ياقادةَ العهرِ العُرُوبيّ الذي
أزرى بوصمةِ عارِهِ الأقطارا
زعماء -إسرائيلُ كم بالت على
هاماتهم -وهمُ أجلُّ وقارا
لم يجرؤوا أن يفتحُوا أفواههم
أو يصدرون لِبَولِها استنكارا
عَرَبٌ تَبرَّئت العروبةُ جهرةً
مِن ذلِّهِم واستثنتِ الأنصارا
واستثنتِ اليمنَ الذي رغم الأسى
شعباً ، وجيشاً أعلن استنفارا
نصرا لغزةَ خشيةً من حملهِ
كالمسلمين مدى الحياةِ العارا
يا آل ياسر غزةَ المجدِ التي
إصرارهم بهر الورى إبهارا
لا لا نقول الصبر قطُّ لمعشرٍ
الصبر خَرَّ أمامهم إكبارا
لكن نقول ترقبوا النصر الذي
وعد المليك ضحىً به الأبرارا
سترون عقبى صبركم ويرى هنا
الأعرابُ عقبى الصمتِ داراً ، دارا
عرَّفتمونا بالشعوب وضعفها
وبعجزهم وبقبح من يتوارى
وكشفتمُ كذب الذين كم ادعوا
زيف التحضر إذ بدوا أشرارا
وفضحتمُ صهيون ، أمريكا ، ومن
في فلكها حيث استدارت دارا
وظلامهم يطغى ويخرج قبحه
ويبيد غزةَ نسوةً ، وصغارا
قصفاً بلا استثناء كل دقيقة
جوعاً ، وتعطيشاً ، لظى ، وحصارا
وكم ادعت والغرب إنسانيةً
نُسفت وطارت في الهواء غبارا
ومنافقين تدثروا بصلاحهم
وحقيقةً ظهروا لنا فجارا
وفَضحتمُ عهر الزعامات التي
قامت لتبني حولكم أسوارا
وغثاء ملياري نَذلٍ ، صامتٍ
ولُّوا عداهم في الوغى الأدبارا
عامين غزَّة تنتقي أبطالها
وتغربلُ الأنذال ، والأحرارا
عامين أظهرهم لنا غربالها
في كل عامٍ أسقطت مليارا
عامين للأجيال تكتب حزنها
بدمائها وتسطِّر الإصرارا