طوفانُ الأقصى.. إعلان الكَون أنَّ عدالةَ اللهِ قادمة.

لم يكن مُجَـرّد عمليةٍ عسكريةٍ عابرة، بل الطور الأول من الطوفان الكوني المنتظر، والشرارة التي فجّرت سكون الكون، وأعلنت أن مرحلة الحُكم الإلهيّ قد بدأت.

لقد بلغ العالم نقطة اللاعودة، وتكشّفت الأقنعة عن وجوهٍ كانت تدّعي الإنسانية وهي تغمس يدها بدماء أطفال غزة.

 

غزَّةُ... حينَ خرج الطوفانُ من تحتِ الأنقاض:

لم يعد نوحٌ يبحث عن خشبٍ لصناعة سفينته... لقد صنعَ أهل غزة طوفانهم من تحت الركام.

من رمادِ البيوت، من دمع الثكالى، من عظام الشهداء... خرج الطوفان.

لكنه لم يأتِ بماء، بل بـصواريخ تُصيب ولا تُخطيء، وبـمسيّراتٍ تشقّ سماءَ الكيان، وبزلازلَ تُفجّرُ الأرض تحت أقدام الطغاة.

غزّةُ لم تكن مُجَـرّد ساحةٍ للمعركة... بل كانت الرمز والرسالة.

أرادوا محوها، فكتبت التاريخ.

أرادوا تهجيرها، فهُجّر المستوطنون.

أرادوا تركيعها، فركع المشروع الصهيوني أمام صمودها.

حين يقودُ المظلومُ معركةَ العدلِ الكونيّ، لا يحتاج صاحبُ الحقِّ إلى اعتراف دوليٍّ مزيّف، بل إلى شرفِ المقاومة.

طوفان الأقصى لم يأتِ ليطالبَ بحقّ، بل ليأخذَه بقوة السماء.

من جرحِ الطفلِ الفلسطيني خرج البركان، ومن ضميرِ أُمٍّ ثكلى وُلد الزلزال.

هكذا عادت سُنّة نوح، لا على هيئة سفينة، بل على هيئة طوفانٍ ثوريٍّ سماويٍّ، لا يُبقي ولا يذر.

 

إيران.. حينَ تصرخُ القلاعُ بالعقيدة:

بينما هرولَ المطبِّعون نحو سرابِ "السلام"، بقيت إيران القلعةَ الوحيدة التي لم تهتزّ.

قصفت "إسرائيل" أراضيها، فكان الردّ عقيدةً على هيئة صواريخ.

انطلقت الشهب الإيرانية من عمق الأرض، تتهادى فوق سماء يافا المحتلّة، معلنةً أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى.

كان الردُّ الإيرانيّ تجليًّا من تجليات "بشارة الفتح":

قصفٌ مباشرٌ لقاعدة أمريكا في "العديد"

لم تكن الضربة ردًّا.. بل إعلانٌ أنَّ السماء قد فتحت أبوابها، وأن العدالة نزلت نارًا لا مطرًا.

أرادت أمريكا أن تُرهب إيران والعالم، فضربت بصواريخ الشبح من بعيد، لكنها فجّرت بوابةَ الجحيم.

سقط الردع الأمريكي، وتحوّلت القواعدُ الأمريكية إلى أهدافٍ مكشوفةٍ في صحنِ النار، وانكشف مشروعَها الإمبراطوري في المنطقة.

إنّها بداية عهد الحساب.

 

"بشارة الفتح"... حينَ نطقَ الحديدُ وسكتَ الكلام:

في قلب هذا البركان الجيوسياسي، لم تعد القوانين الدولية تحكم، بل تحكم السماء.

لم تعد الأمم المتحدة مظلّةً للحقوق، بل غرفة عمليات استخباراتية تدير الحرب لصالح العدوّ.

كلّ نارٍ تحت أمر الله... وكلّ ظلمٍ يُقابِله الآن حكمٌ إلهيٌّ منفّذٌ في الأرض.

كلُّ من خذل فلسطين سيُخذل، وكل من سكت عن المجازر سيكون له في العذاب نصيب.

 هذا وعدُ الله.. ووعدُ الله لا يُخلف: "إن سكان غزّة، الذين أرادوا تهجيرَهم، ظلّوا صامدين كالصخر، بينما المستوطنون الذين اغتصبوا الأرض باسم الحق المزيف، يفرّون منها كمن يفرّ من الطاعون.

تلك العدالة الإلهية حين تُنفّذ، لا تحتاج لمحاكم، ولا تنتظر قرارات أممية.

أثبتوا في مواقعكم، فالفتحُ بدأ، والطوفان لن يتوقّف إلا حين تطهُر الأرض من الظلم.

ولأنّ وعدَ الله حَقٌّ لعباده المتحركين.