في لحظة شديدة الحساسية من تاريخ المنطقة، تتبدَّى الأخطاءُ الكبرى التي تهدّدُ حاضرَ الأُمَّــة ومستقبلَها.

فبينما تستعرُ نيرانُ العدوان الإسرائيلي–الأمريكي على فلسطينَ، وتُبادُ غزةُ تحت أنقاضِها، يُرادُ للعالم العربي والإسلامي أن يصمُتَ... أَو ما هو أسوأ: أن يُشارَكَ.

من السذاجة – أَو التواطؤ – أن تُخدَعَ بعضُ الأطراف في المنطقة بالمزاعم الأمريكية التي تروِّجُ للخطر الإيراني، بينما تتجاهلُ الخطرَ الحقيقيَّ الذي دمّـر العراق، واحتل أفغانستان، وأحرق سوريا واليمن، ويُحاصِرُ ويبادُ أبناء غزة وَفلسطين منذ عقود.

إن انخراط بعض الدول في حملات التحريض ضد إيران، أَو تبرير العدوان عليها، لن يخدم سوى مشروع الهيمنة الصهيوأمريكية، ولن يجلب للمنطقة سوى الخراب والتمزق.

بل إن العدوّ الحقيقي يراهن اليوم على تفكيك ما تبقى من وَحدةِ الأُمَّــة، عبر زجّها في معاركَ داخلية، وصراعات عبثية تخدمه وحده.

على الشعوب والنخب الواعية أن تدركَ أن معركةَ فلسطين ليست معزولةً، وأن العدوانَ على إيران أَو اليمن أَو غيرَهما هو استمرارٌ لنفس المشروع الاستعماري، بأدوات مختلفة.

كما أن بقاءَ القواعد الأمريكية على أراضي بعض الدول العربية يمثِّلُ خنجرًا في ظَهْرِ السيادة الوطنية، ومِظلةً مفتوحةً لكل أشكال التدخل والابتزاز. فهل يُعقل أن تُبنى قواعدُ أجنبيةٌ على أرض عربية، وتُستخدَمَ لضرب دول شقيقة، باسم الحماية والتحالف

ما تحتاجه الأُمَّــة اليوم هو إعادةُ ضبط البُوصلة.. وتوجيهها من جديد نحو العدوّ الحقيقي: أمريكا و(إسرائيل). فما بين غزة، وصنعاء، وبغداد، وطهران، قصةٌ واحدة... عنوانها نحن مستهدفون جميعًا.