لم تكن الأحداث الكبرى التي نعيشها مُجَـرّد مشاهد عابرة على شاشة الواقع.

بل دروسٌ إلهية تعرض علينا، يختبرُنا اللهُ من خلالها، ويعلّمنا، ويؤهِّلُنا، ويوقظُ فينا البصيرة.

فاللهُ سبحانَه لا يمكِّنُ أُمَّـةً في الأرض حتى يبصِّرَها.

ولا يضع السيفَ في يد قوم حتى يهيِّئهم.

ويكشف لهم مواضع الضعف.. ومنافذ الاختراق..

ويريهم من أين تُؤتى الأُمَّــة، وأين يزرع العدوّ سمومَه، وكيف تكون الضربة في العمق… لا على السطح!

إنه عرض مباشر من الله...

شاشةٌ مفتوحة أمام أعيننا، مملوءة بالدروس والعِبر.

لمن كان له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد.

في لبنان وسوريا وإيران، كشف العدوّ أوراقه…

وأراد الله أن يُبصّرنا بخبث العدوّ، لنحذر ونستعد للتمكين.

كل هذه الأحداث ليست مُجَـرّد وقائع…

بل رسائل ربانية، بصائر ميدانية، أراد الله أن نراها لنفهم:

كيف يتحَرّك العدوّ.

كيف يخطط..

كيف يتسلّل.

وكيف يزرع خلاياه، ويغرس سُمّه في الجسد الواحد.

الله لا يريدنا أن نقاتل بجهل.

بل يريدنا أن نقاتل ببصيرة.

وأن نضرب بيدٍ من حديد، ووعيٍ من نور.

إنه يُعلّمنا اليوم؛ كي لا نُفاجأ غدًا.

يُرينا الوجوه المتلونة، والأدوات المزروعة.

ويكشف لنا الأقنعة، حتى لا يُغدر بنا ونحن نظن أننا في مأمن.

وأراد لنا أن ننتبه.

أَلَّا نغفل.

أن نُبصِر أعماق المعركة، لا سطحها…

فنعد العدة.

ونحرق أوراق العدوّ السوداء التي زرعها بيننا،

قبل أن يحرق بها مواقفنا وأمننا من الداخل.

وهو سبحانه يربينا على الحذر.

لا لنخاف… بل لنفهم.

لا لنتراجع… بل لنُحسِنَ الضربة.

الحذر لا يعني التراجع، بل يعني أن نكون مستعدين.

والمعركة المقبلة ليست فقط في الميدان،

بل في العقول والقلوب والوعي.

فمن لم يتعلّم من هذه الشاشة المفتوحة،

سيكون أول من يُخدع في ساحة المواجهة!

ختامًا...

إننا نؤمن أن ما يجري اليوم ليس إلا إعدادًا إلهيًّا لمن اختارهم الله للتمكين والنصر..

ولن يغلب قومٌ أبصروا العدوّ، ووعوا طريقهم، وفهموا سنن الله في التمحيص والتربية.

﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

فامضِ يا يمنَ الإيمان، خلفَ قيادتك الربانية…

ببصيرة لا تنطفئ، ويدٍ من حديد،

وامض كما أمرك الله، وكنْ حَيثُ أرادك أن تكون.

فهي سفينة النجاة لهذه الأُمَّــة.

والنصر وعد لا يتخلف.

ووعد الله حق.

"وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين"..