ولهذه الاسباب وغيرها حزب الله لن يسلم سلاحة؟
بعد اكثر من أربعة أشهر على اعلان التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان و كيان العدو الإسرائيلي، ومع كل أسبوع يمضي منذ ذلك التاريخ ويسجل فيه اعتداء أو عدوان إسرائيلي جديد على لبنان، في جنوبه أو بقاعه أو ضاحيته ، يتأكد أكثر وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الاتفاق الذي تم برعاية أمريكية، فاقد للتوازن والتكافؤ بسب الخروقات كيان العدو إسرائيلي.
من يعرف أيديولوجية حزب الله وطريقة مقاربته للأمور يدرك أن الحزب قدم مكرهاً في الأشهر الأخيرة الكثير من التنازلات، حين فوض الدولة اللبنانية، وقررت قيادته الإلتزام بعدم الرد على الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، واحتلال إسرائيل المستمر للنقاط الخمس، واستباحتها في كل يوم لسيادة لبنان براً بحراً وجواً.
يقول متابعون بان عدم الرد من قبل الحزب يعتبره البعض ضعفاً نتيجة ما تلقاه من ضربات شبه قاضية، في حين يقرأ فيه البعض الآخر تكتيكاً والتقاط أنفاس من الحزب إلى حين استعادته لقدراته البشرية والعسكرية. ويقول آ خرون ربما كان كلا التقديرين صحيحاً. لكن ثمة أمراً أساسياً وهو أن ما يتقدم أولويات حزب الله راهناً هو الحفاظ على "سلاحه الأبيض ليومه الأسود".
تصر إسرائيل وخلفها أمريكا على الضغط باتجاه تسليم سلاح حزب الله. ولا تكل أو تمل من رصده ومحاولات استهدافه سواء كان في مخبأ أو مخزن أو محمولاً او منقولاً، وتستهدف عناصر الحزب وكوادره مستعينا بجواسيس ومعلومات مصدرها للأسف قيادات وكوادر حزبية لبنانية مرتبطة بالسفارة الأمريكية والسعودية وبعضها مرتبطة مباشرة بالإسرائيلي على رأسها المجرم سمير جعجع وشلته وقيادات وكوادر من حزب الكتائب ، يحصل كل ذلك فيما يلتزم حزب الله سياسة عدم الرد، وقد فوض الدولة اللبنانية الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بالطرق الدبلوماسية، واحتفظ لنفسه بحق الرد في الوقت المناسب او حين تسمح الظروف، مبقياً الباب مفتوحاً على عودته للعمل العسكري ولو بعد حين.
يرفض إعطاء ذريعة
يرفض حزب الله إعطاء ذريعة للعدو الإسرائيلي للإمعان في عدوانه على لبنان، وتحميل اللبنانيين، وخصوصاً البيئة الحاضنة، المزيد من الأعباء وهم لم يستفيقوا بعد من هول المجازر والدمار الذي نتج عن الحرب الأخيرة، لكن سياسة الرد التي ينتهجها لا تعني بالضرورة موافقته على نزع سلاحه لاسيما في ظل الأجواء الحالية التي تنذر بالانفجار، ويعتبر أن للسلاح دوره ليس في مقارعة العدو الإسرائيلي والرد على اعتداءاته فحسب، بل لرد أي خطر محتمل في ظل ما يسجل من تطورات دراماتيكية في سوريا وانعكاسها المباشر وغير المباشر على لبنان حالياً ومستقبلاً، وبعدما تم قطع شرايين التواصل والإمداد بين ايران والحزب عبر سوريا بحيث لم يعد لدى الحزب القدرة على التزود بالسلاح متى دعت الحاجة. عوامل وأسباب تجعل الحزب يفكر مائة مرة قبل أن يبدي مرونة في موضوع التفاوض حول السلاح.
وكيف للحزب أن يسلم سلاحه وهو القائم في وجوده على فكرة التسلح والمقاومة ضد عدوان واطماع ومشروع كيان العدو الإسرائيلي الأمريكي في الاحتلالي. وحتى في ذروة انغماس حزب الله بالحياة السياسية اللبنانية بقي سلاحه من العناصر الأساسية التي يستمد منها الوهج وفائض القوة، إلى جانب حاضنته الشعبية المقتنعة عقائدياً بقدسية هذا السلاح كما بدور الحزب نفسه.
يؤكد مراقبون بان مسيرة حزب الله كتنظيم مقاوم يراقب عن كثب وبشكل عميق ودقيق مستجدات الاحداث ومستجداتها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية باعتبارها مترابطة ومتشابكة وتؤدي الى نتيجة واحدة على مسار الصراع والمواجهة مع العدو الاسرائيلي لذلك فان حزب الله يرسم موقفه، بما يتناسب مع تطورات إقليمية قادمة لامحالة من شأنها اما ان تقود إلى تسويات جديدة يكون حزب الله كما إيران جزءاً منها.
واما أن تفشل الدولة اللبنانية سياسياً ودبلوماسياً في لجم اعتداءات وخطر كيان العدو الإسرائيلي القائم والمستمر وهذا من شأنه أن يعيد تعويم دور حزب الله شعبياً ووطنياً في مقاومة كيان العدو إسرائيل.
يضيف المراقبون، بان هناك مخاطر متوقعة جدا ستنجم حتما عن عدم استقرار وضع النظام الجديد في سوريا، ماقد يقود الى الاقتتال الداخلي، وقد تطال شراراته لبنان من حدوده الشرقية والشمالية مع احتمال ان تدفع أمريكا واسرائيل بالجولاني وجماعاته التكفيرية لتنفيذ حرب بالوكالة على لبنان بشكل عام وحزب الله بشكل خاص وهذا محتملا جدا جدا، وهنا تحضر الاهمية والضرورة الاستراتيجية لاحتفاظ حزب الله بسلاحه وجهوزيته على كافة المستويات والمجالات.
على ذات السياق طالما الخطر باق سواء من قبل كيان العدو الإسرائيلي من جهة وطالما الجولاني وجماعات التكفيرية التي تسابق الأيام للاتحاق بالمشروع الأمريكي الصهيوني والمصممة كذراع امريكي صهيوني لاستهداف لبنان والعراق عامة والمقاومة الاسلامية في لبنان والعراق خاصة فان ليس فقط مجرد بقاء جاهزية المقاومة الاسلامية في لبنان حزب الله والمقاومة الاسلامية في العراق بسلاحهما خاصة ، وكل محور المقاومة عامة، بل أن الضرورة الملحة والحكيمة العمل على تمكين المقاومة الاسلامية في لبنان والعراق خاصة وكل مكونات محور المقاومة وفي مقدمتها المقاومة الفلسطينية لتكون اكثر جاهزية تسليحيا وعسكريا وأمنيا واستخباراتيا واقتصاديا واعلاميا.
في النتيجة فإن خيار حزب الله الوحيد حالياً هو الاحتفاظ بالسلاح حتى آخر صاروخ وبندقية ورصاصة، كما أن خيار إسرائيل الوحيد حالياً هو ملاحقة هذا السلاح أينما كان، والقضاء عليه بمباركة وضوء أخضر أمريكي،، وفي النتيجة بأن لا حزب بوارد تسليم سلاحه، ولا إسرائيل تركن إلى اتفاق على ترتيبات لا تشمل تسليم السلاح.
ختاما تذكروا دائما بان حزب الله بسلاحه وبجهوزيته وحضوره الميداني الفاعل وعلى بشهادة ومعايشة السواد الاعظم لشعوب الأمة بل وشهادة ومعايشة العدو الامريكي الصهيوني نفسه، طالما كان ولايزال وسيبقى جبهة لردع للعدو اصهيو أمريكي.
ان خزب الله طالما كان ولايزال وسيبقى بحضوره الأمني والايماني والتنويري قادر بامتياز على افشال كل مخططات المشروع العدو الصهيوأمريكي.
أن خزب الله كان ولايزال وسيبقى بحضوره وجاهزيته الأمنية والعسكرية والتسليحية والاعلامية والتثقيفية والتوعوية، صمام أمان للبنان والمنطقة والعالم الاسلامي.