يوم الطف

موقع أنصار الله || أدب وشعر ||  الـشـاعـر / زكــريـا الـهـادي

 

فــي عمق تـاريخ الشعوب مصابُ

حـــارت لــــه الأقــلام والكــــتّابُ

 

ولكيف يوم الطف يوصف هوله

فــي موقفِِ شــابت لــــه الألـبابُ

 

فحفيد طـه فـي الخـلاء محاصر ٌ

فيما ابــن هنـدِِ حــوله الأذنــابُ

 

والفُحش والنغم الطروب ونشوةٌ

والـــخــمر والأزلام والأنـــــصابُ

 

فيما الرضيع ينوح يقتله الضمى

ولنـــحــره يـتـسـابــق الـمـخـلابُ

 

كــان العـطاش أقــل ظلماً منهم

في حين للنحر الضعيف اصابو

 

كالملح كان عديدهم وعتادهم

لـكن ببحر السبط من قــد ذابو

 

قد خيرو السبط الحسين بسلةٍِ

أو ذلةٍِ لـــكنـــــهم قـــد خــــابو

 

فـــأجـــاب كــــلا ربُــنا يأبى لنا

فــي ذلــةٍ مــا دامــت الأهــدابُ

 

هيهات يسمعها الدعي وجنده

فالسيف خاطبهم وعز خطابُ

 

لا يستكين لكثرةٍ مــن جيشهم

فعلى الحسين تداعت الاحزابُ

 

فالسبط يُقتل مُزقت احشائه

والدم في الرأس الشريف خظابُ

 

فعـــلام يُقتــل من يبيت مُهللاً

وبـــأي حــقٍ خــانه الأصحابُ

 

وهـــو الــذي لله يمسي ساجداً

حتى اشتكى لسجوده المحرابُ

 

فـــالأمر ليـس وليد يومٍ عابرٍ

فإلى السقيفة ترجع الأسبابُ

 

من يومها انحرفو لتأتي كربلاء

وتـقــود أبـناء الأســـود كـلابُ

 

شبّو على كذب النفاق وزيفه

وعليه يـــا ويلٌ لهم قد شابو

 

واليوم عادو من جديدٍ نحونا

وكــأنمــا لـــزماننا قــد غابو

 

( فالشمر) عاد يقود طائرة العداء

ويـــزيد وابــن أبيـه والكذابُ

 

وتطـــابقت كـل الصفات وإنما

تــتغيـــر الأسمـــاء والألقـــابُ

 

ذبحٌ وقتلٌ واستباحات الدماء

وعلى المجازر عاشت الأنيابُ

 

ومن الضحايا قدموا وجباتهم

محـــروقةً فــالآكلين ذئــابُ

 

قد حولو كل المساكن وحشة

حــل الدمــار بهـا وحل خرابُ

 

لكن بعودتهم يعود حسيننا

ليقــــولها هيهات يـــا أعرابُ

 

قد يعجبك ايضا