النشيد “الإسرائيلي”.. من “فضيحة” البحرين إلى أزمة “موطني”
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
عمر عطية/ وكالة القدس للأنباء
بعد أكثر من 20 يوماً على “فضيحة” النشيد “الإسرائيلي” التي ارتكبتها البحرين تطوعاً بحق المسلمين والعرب والفلسطينيين بعزف الأوركسترا البحرينية الوطنية “نشيد هاتيكفاه” بحضور نجل الملك وممثله الشخصي خلال لقاء مع رؤساء الجالية اليهودية في لوس أنجلوس، وجد حوالي 25 طبيباً عربياً يقيمون في دولة الاحتلال أنفسهم مطاردين من تل أبيب وتحت نيران حملات التحريض السياسية والدينية في (الكيان) لرفضهم القيام بما قامت به المنامة، مرددين “لن نكون للعدى كالعبيد.. لا نريد.. لا نريد”
أطباء الأسنان الفلسطينيين وعددهم حوالي 25 (حسب مقطع فيديو) كانوا في “حفل ختامي لدورة تدريبية بالتعاون مع المركز الكولومبي لزراعة الأسنان” الأسبوع الماضي، بحسب البيان الصادر عن جمعية أطباء الأسنان العرب (في الكيان الغاصب)، الذي أكد أن رفض المشاركين في الدورة المقامة بكولومبيا ترديد “نشيد هاتيكفاه (عند صعودهم إلى المنصة) (لأنه) نشيد يهودي وصهيوني خالص لا يعبر ولا يشمل ولا يمثلنا نحن الفلسطينيين مواطني الدولة”.
تصريحات جمعية أطباء الأسنان العرب جاءت رداً على حملة التحريض الإعلامي التي بدأتها القناة التلفزيونية “الإسرائيلية” ال “20” ببث مقطع فيديو للأطباء الفلسطينيين وهم يرددون كلمات “موطني”، التي كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان (ولد في 1905 في نابلس، فلسطين – توفي 2 مايو 1941 في القدس)، في كولومبيا، زاعمة أنه كان لزاماً عليهم ترديد النشيد “الإسرائيلي” (هاتيكفاه).
حملة التحريض ضد الأطباء الفلسطينيين أخذت تطوراً آخر بمطالبة عضو الكنيست عن “حزب إسرائيل بيتنا” النائب عوديد فورير لوزير الصحة “الإسرائيلي” الحاخام يعقوب ليتسمان بسحب رخصة مزاولة المهنة من أطباء الأسنان الفلسطينيين الذين رفضوا ترديد كلمات نشيد “هاتيكفاه”، زاعماً أنهم يتعلمون في “إسرائيل” ويستفيدون مما تقدمه لهم، وإن كانوا يريدون ترديد النشيد الوطني الفلسطيني فعليهم أن يحصلوا على ترخيص فلسطيني ويذهبوا إلى غزة.
اللافت للنظر في حملة التحريض أنه رغم أن الأطباء الفلسطينيين رددوا كلمات “موطني” إلا أن القناة التلفزيونية “الإسرائيلية” التي قامت ببث مقطع الفيديو ترجمت كلمات “موطني” للمشاهدين على أنها النشيد الوطني الفلسطيني (فدائي) الذي كتبها الشاعر سعيد المزين وتم اعتماده رسمياً عام 1972 نشيداً وطنياً فلسطينياً بقرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدلاً من “موطني”.
الموقع العبري “Srujim” أيضاً الذي اهتم بإبراز مطالبة نائب الكنيست لوزير الصحة “الإسرائيلي” بـ”شطب” الأطباء الفلسطينيين من سجلات مزاولة المهنة في (الكيان)، شارك في حملة التحريض ضد الفلسطينيين المقيمين داخل دولة الاحتلال، باستبدال كلمات “موطني” التي تغنى بها أطباء الأسنان بـ”فدائي” والتي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المسلحة، والتي تقول: “بحق القسم تحت ظل العلم.. بأرضي وشعبي ونار الألم.. سأحيا فدائي وأمضي فدائي.. وأقضي فدائي إلى أن أعود.. فدائي فدائي فدائي”.
هل تعرف كلمات النشيد الإسرائيلي؟.. إن كنت لا تعلم فلن تدرك حجم الجريمة التي ارتكبتها المنامة حين قامت الأوركسترا الوطنية البحرينية بعزف “هاتيكفاه” خلال اجتماع الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة ممثل ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مع رؤساء الجاليات اليهودية في لوس أنجلوس بمركز “سيمون فيزينتال”، والذي كشفته جريدة “جيروزاليم بوست” في 17 سبتمبر/أيلول الماضي.
“طالما في القلب تكمن.. نفس يهودية تتوق.. وللأمام نحو الشرق.. عين تنظر إلى صهيون.. أملنا لم يضع بعد.. أمل عمره ألفا سنة.. أن نكون أمّة حرّة في بلادنا.. بلاد صهيون وأورشليم القدس”.. هذه هي كلمات “هاتيكفاه” التي كتبها شاعر يهودي من شرق أوروبا يدعى نفتالي هيرتس إمبير عام 1886 لتصبح مبدأ الحركة الصهيونية في مخططها لاحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية، قبل أن يعتمدها الكنيست “الإسرائيلي” عام 2004 نشيداً لدولة الاحتلال، لتعزفه أوركسترا البحرين برعاية الملك وبحضور ممثله الشخصي قبل أكثر من أسبوعين في اجتماع للأديان بلوس أنجلوس!
وكانت وسائل الإعلام “الإسرائيلية” اهتمت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بإبراز أقوال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة التي نقلها الحاخام أبرهام كوبر رئيس مركز شمعون فيزنتال “الإسرائيلي” لحضور الحفل المقام في لوس أنجلوس، والتي أكد خلالها أن ملك البحرين أعرب عن رفضه لمقاطعة “إسرائيل”، وأكد له أنه لا يمانع من زيارة البحرينيين لتل أبيب.