قصّة غرام لم تعد مخفيّة بين المملكة العربيّة السعوديّة والعدو الإسرائيلي
موقع أنصار الله ||تقارير – خاص ||
لا يختلف عاقلان بأنّ العلاقات السريّة بين المملكة العربيّة السعوديّة وإسرائيل تعيش مرحلةً من الغزل والتحالف، أوْ كما أطلق عليها مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، أليكس فيشمان: قصّة غرام نصف مخفيّة.
وكان في السابق يُقال أن بوادر تطبيع العلاقات بين السعودية و”اسرائيل” يلوح في الأفق، وهذه المقولة سقطت اليوم من الأفق واقتربت من الأرض والواقع، وبدأت تتضح الصورة بشكل جلي أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العلاقات السعودية – الاسرائيلية والتناغم الكبير بين الاثنين في الكثير من المسائل والقضايا التي تدور رحاها في المنطقة، والمقابلة الأخيرة التي أجرتها صحيفة “إيلاف” السعودية مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، ، ليست بالغريبة أو البعيدة عن هذا التناغم بل على العكس ما جرى هو إعلان مبطن لبداية التطبيع.
وفي هذا السياق فان “السر المعروف” بين السعودية والكيان الصهيوني كشفه تقرير بتته شبكة ” NBC News” عن وجود اجتماعات سعودية – صهيونية منذ خمس سنوات، ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي، قالت إنه عاين عن قرب اجتماعات سعودية وإسرائيلية رسمية مغلقة، قوله إن هذه الاجتماعات غير الرسمية تجري “منذ خمس سنوات على الأقل”.
ويصف السفير الأمريكي الاسبق لدى الكيان الصهيوني دانييل شابيرو، العلاقة بين السعودية وإسرائيل “بالسر المعروف”، ويقول: “هناك قدر كبير من التنسيق الهادئ خلف كواليس قنوات الاستخبارات والقنوات الأمنية الأخرى؛ وهي لا تزال هادئة لأن إسرائيل لا تزال مرفوضة شعبياً في تلك الدول العربية”.
ويرى التقرير أن عدداً من المسؤولين “الإسرائيليين” عبروا عن رغبتهم في تبني المملكة العربية السعودية كشريك وحليف، بفجاجة، ففي يونيو/ حزيران دعا وزير الاستخبارات والنقل “الإسرائيلي”، يسرائيل كاتس، العاهل السعودي الملك سلمان، إلى دعوة نتانياهو إلى الرياض لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
صحيفة “هآرتس” العبريّة: السعودية تعد افضل حليف لكيان العدو الاسرائيلي
لا يوجد لـ”إسرائيل” حليف أفضل من السعودية فهي تسعى لمحاربة حزب الله، ويبدو أنها سوف تكون سعيدة بضمّ “إسرائيل” إلى “المحور السني”.
وقالت صحيفة “هآرتس” العبريّة إنّه إلى حد الآن، كان صعود محمد بن سلمان خبراً مفرحاً بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، إذْ أنّ سياساته المتصلبة والمعادية لإيران تجعله حليفًا مهماً، ليس فقط في هذا الصراع ضدّ إيران.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّه خلال العامين الماضيين، ذكرت عديد المصادر الإعلامية العربيّة أنّ بن سلمان التقى بمسؤولين كبار إسرائيليين.
وفي سياق متصل ،شهدت أروقة الأمم المتحدة، تحالفًا ليس عاديًا بين تل أبيب والرياض بعد تبنّي إسرائيل مشروع قرار سعودي عن “حالة حقوق الإنسان في سورية” وانضمامها لقائمة الدول الراعية لهذا القرار في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) فإنّه في السابق اكتفت إسرائيل بالتصويت على مشاريع قرارات تُقدّمها السعوديّة، وهذه هي المرّة الأولى في تاريخها التي تُعلن قبيل التصويت على مشروع القرار السعوديّ بأنّها تدعمه دعمًا كاملاً وستُصوّت إلى جانب القرار الذي يُدين النظام السوريّ، الذي بحسب سفير تل أبيب في الأمم المُتحدّة، داني دانون، يقوم بقتل شعبه منذ حوالي سبعة أعوام دون رحمةٍ أوْ شفقةٍ، كما قال للصحيفة العبريّة.
وبموازاة ذلك ، أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية ، في مقال لها، أن السعودية تعد افضل حليف لكيان العدو الصهيوني، معتبرة أن السعودية حلم “الدولة اليهودية”.
ولفت محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة في مقاله الذي حمل عنوان “السعودية… نحن نحبك”، إلى أنّه “ليس لدى إسرائيل حليف أفضل من السعودية، فهي تحارب “حزب الله”، بل أطاحت برئيس الوزراء اللبناني الّذي تعايش لمدّة عام في سلام مع الحزب”، مشيراً إلى أنّه “ليس هناك دولة أخرى في العالم، بما في ذلك امريكا، تعمل بمثل هذا العناد ضدّ إيران”.
وأشار الكاتب إلى أنّ “السعودية خرجت أيضاً للحرب في اليمن وليس من أجل اليمنيين، الّذين يمكن لهم بالنسبة لها الموت جوعاً، ولكن من أجل الحدّ من النفوذ الإيراني، منوّهاً إلى أنّ “إسرائيل ستكون سعيدة بضمّها إلى المحور السني”.
وشدّد المحلّل على أنّ “السعودية هي حلم الدولة اليهودية”، مركّزاً على أنّ “السلوك السعودي تجاه إيران يحطّم البديهية الّتي بنت عليها إسرائيل استراتيجيتها الأمنية، بعدما كانت ترى أنّ الدول العربية تسعى إلى تدميرها هي لكن الّذي فعلته السعودية أنّها وضعت إيران كعدو نهائي”.
رئيس هيئة أركان جيش العدو الصهيوني لصحيفة “إيلاف”: السعودية لم تكن في يوم من الأيام عدو لنا ولم نحاربها ولم تحاربنا في يوم من الأيام
اصبح التطبيع السعودي مع كيان العدو الإسرائيلي في العلن ،واول خطوة لاختبار ردة الفعل للشعب السعودي هي ما نشرته صحيفة ايلاف السعودية عن لقاء مع رئيس الأركان الصهيوني وتصريحه عن تبادل معلومات بين السعودية والعدو الإسرائيلي ، حيث أجرت صحيفة “إيلاف” السعودية مقابلة حصرية هي الأولى مع رئيس الأركان الصهيوني غادي إيزنكوت، أكدت فيها أن للرياض وتل أبيب مصالح مشتركة ضدّ التعامل مع إيران،
وغازل أيزنكوت السعودية وأوضح طبيعة العلاقة معها قائلا: “هناك توافق تامّ بيننا وبين المملكة العربية السعودية والتي لم تكن في يوم من الأيام عدو لنا ولم نحاربها ولم تحاربنا في يوم من الأيام ، وقال إيزنكوت :اعتقد ان هناك توافقًا تامًا بيننا وبينهم بما يتعلق بالمحور الإيراني”، فأنا كنتُ في لقاء رؤساء الأركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي وجدتُ أنه مطابق تمامًا لما افكر به بما يتعلق بايران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة إيقاف برامجها التوسعية”.
وردًا على سؤال حول ما اذا كانت “اسرائيل” قد شاركت السعودية بمعلومات في الفترة الأخيرة، أجاب آيزنكوت “نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات اذا اقتضى الأمر، وهناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم”.
المقابلة ليست فقط الأولى من نوعها في وسائل الإعلام السعودية والخليجية، بل هي الأولى لمسؤول صهيوني بهذه الرتبة مع صحيفة عربية، وهي جرت في مقرّ هيئة الأركان الإسرائيلية في “تل أبيب”.
وزير الاتصالات الإسرائيليّ هنّأ رئيس هيئة العلماء السعودية على فتوى أخيرة أصدرها ضدّ قتل اليهود
هنّأ وزير الاتصالات الإسرائيليّ، أيوب قرا، عبر تويتر، رئيس هيئة العلماء السعودية، عبد العزيز الشيخ، على فتوى أخيرة أصدرها ضدّ قتل اليهود وضد حركة حماس.وختم وزير الاتصالات الإسرائيليّ رسالته بدعوة المفتي السعودي لزيارة إسرائيل قائلا إنه سيستقبله بحفاوة..
وأكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية،أن المقابلة التي أجراها رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي مع صحيفة “ايلاف” سعودية تمت بمبادرة من قبل الرياض، مشيرة الى أن الصحيفة تحولت الى في السنوات العشر الأخيرة لقناة تواصل بين دول مجلس التعاون و”إسرائيل”..
وأكدت هآرتس أن القيادة الإسرائيلية استخدمت “إيلاف” أكثر من مرة لتوصيل المواقف الإسرائيلية حول مختلف القضايا في المنطقة، وكلها بمبادرة من الصحيفة وليس من إسرائيل/ منوهة الى عدد من المقابلات السابقة التي أجراها مسؤولون في كيان الاحتلال مع الموقع السعودي.
مُضافًا إلى ما ذُكر أعلاه، عبّرت مصادر في تل أبيب عن “دهشتها” وعن “استغرابها” الشديدين من قيام قائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ بالإدلاء بحدثٍ صحافيٍّ لموقع (إيلاف) السعوديّ، مشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ هذه هي المرّة الأولى، التي يقوم فيها مسؤول إسرائيليّ رفيع بالتحدّث علنًا إلى وسيلة إعلام سعوديّة.
وثيقة سرية تكشف دور النظام السعودي في تصفية القضية الفلسطينية
كشفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية حجم العلاقات المتبادلة بين النظام السعودي وكيان العدو الإسرائيلي ،وتفضح الوثيقة حجم المؤامرة التي ينفذها النظام السعودي بحق القضية الفلسطينية وذلك عبر التنازلات الكبيرة التي تنوي السعودية تقديمها في سياق تصفية القضية الفلسطينية.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، قالت إنّها وضعت يدها على وثيقةٍ سريّةٍ للخارجية السعودية بعثها وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى ولي العهد، محمد بن سلمان، يتحدث فيها عن مشروع لإقامة العلاقات بين المملكة ودولة إسرائيل بموجب اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدّة الأمريكيّة.
وتشير الوثيقة إلى أن العلاقات السعودية مع العدو الاسرائيلي تأتي استنادا إلى ما يسمى اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الذي يهدف إلى إقامة صلح كامل بين النظامين السعودي والإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية تحت رعاية من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتؤكد الوثيقة على أهمية تحويل الصراع العربي مع كيان العدو الإسرائيلي المحتل للأراضي المقدسة إلى صرع مع محور المقاومة المتمثل في حزب الله وإيران.
وحسب الوثيقة فإنّ السعودية ستشغل دبلوماسيتها ومكانتها في العالم الإسلامي من أجل إيجاد حلول للقضية الفلسطينية حسب المبادرة العربية للسلام مقابل اتفاق إسرائيلي – سعودي يهدف إلى “التصدّي لأي نشاطات تخدم السياسات العدوانية لإيران في الشرق الأوسط”.
هذا العلاقات السعودية مع العدو الاسرائيلي قصمت ظهر الأمة وأبعدتها عن قضيتها الجوهرية، وأوضحت للقاصي والداني أن السعودية ألبست الخطاب العربي الوحدوي كفنا أبيضا وأغلقت كل الأبواب لكسر القوميّة العربية عبر محاولة تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على ترسيخ مبدأ التطبيع مع العدو الاسرائيلي وحرف بوصلة العداء نحو ايران بدلاً من العدو الحقيقي كيان العدو الاسرائيلي.
المتغيرات السياسية الأخيرة في المنطقة أخذت الامور نحو تغييب القضية الفلسطينية وساهم بهذا الأمر المملكة العربية السعودية التي استدعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطالبته بتجريد “حماس” من سلاحها بحسب مصادر إعلامية، ولابد للسعودية من الحذر قبل التورط بتطبيع العلاقات مع اسرائيل لما سيترتب على هذا الامر من نتائج سلبية على المملكة قبل غيرها وربما يشعل النار داخل البيت الخليجي لأن الشعوب تعلم جيدا أبعاد هذا الأمر وكيف أن اسرائيل تتدخل في شؤون الدول.
ختاماً؛ يمكننا أن نفهم أن السعودية تحاول تغييب القضية الفلسطينية عن الأمة والعمل على جرها إلى مكان لن ترضى به الشعوب العربية الحية التي حاربت الصهيونية لعقود طويلة وقدمت أبنائها قرابين للحفاظ على ، ونظرا لهذا التأمر الكبير على الشعوب العربية وفشل جيوش بعض الدول في ممارسة دورها الفعلي والمشروع انبثق “محور المقاومة” الذي كان عماده شعوب عربية مؤمنة بقضاياها رافضة لفكرة التطبيع مع “اسرائيل” وداعمة لقضايا الأمة، وقد رأينا كيف تمكن “حزب الله” اللبناني من إرضاخ الاسرائيليين في عام 2006 وكان مثالا يحتذى به في الدفاع عن أرض لبنان وكرامتها ورفض الإملاءات الخارجية.