*المدفعية اليمنية عزرائيل الميدان*
موقع أنصار الله || تقارير ||فؤاد الجنيد
يوم بعد يوم يتجلى نصر الله بثبات المجاهدين المخلصين، وتنتصر الأدوات البسيطة على أقوى ترسانة عالمية بتأييد الله وتوفيقه. فتتساقط الطائرات بأسلحة تقليدية، وتغرق البوارج بمقذوفات موجهة، وتحترق البراري والفيافي بنيران المدفعية المذهلة التي تصد الزحوفات وتتبنى التوغل والهجوم وقلب الموازيين والمعادلات.
*أسطورة دفاعية*
المدفعية عزرائيل الحرب، وورقة عسكرية رابحة تصيب العدو في مقتل في كل مراحل القتال وجغرافيا المواجهات. فهي وسيلة أساسية لعمل القوات البرية وأحد أهم أسلحة الميدان التي تحقق القدرة النيرانية العالية للقوات عند خوضها الأعمال القتالية وهذا يعتبر عنصرا مهما من المكونات الرئيسية لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وبالتالي فـإن المدفعية تعتبر القوة النارية الضاربة الرئيسية للقوات البرية لما تتميز به من مدى رمي كبير وقوة نيرانية عالية وحشد وتجميع النيران في أقل وقت على أهم أهداف العدو، وقدرة كبيرة على المناورة، كونها تقوم بتمهيد الطريق لهجوم المشاة وذلك بإسكات أسلحة نيران العدو وإبادة قوته البشرية وتدمير تحصيناته الدفاعية وتقديم المعاونة المستمرة لهجوم المشاة. اما في الدفاع تستطيع المدفعية بنيرانها إنزال ضربات حاسمة ومؤثرة على طرق اقتراب العدو البعيدة، وأمام الحد الأمامي، كما يمكنها بالتعاون مع المشاة إحباط هجوم العدو وزحوفاته.
*سلاح فعال وفتاك*
نفذ الجيش اليمني واللجان الشعبية، عمليات نوعية في معارك الحدود، حيث أسفرت هذه العمليات عن مصرع وجرح العديد من عناصر الجيش السعودي ومرتزقتهم، بالإضافة إلى الخسائر التي تكبدتها قوات العدوان في العتاد. فطبيعة جغرافيا الحدود السعودية اليمنية عرضةً للهجمات التي يقودها الجيش ولجانه الشعبية في مناطق جازان وعسير ونجران. فأرض المجاهدين في محافظة صعدة أشبه بمترس مرتفع تلتف حوله الحدود السعودية، مما يجعل معظم مدن جنوب قرن الشيطان “بما فيها مدينة جازان وميناؤها ومصفاتها الجديدة” تحت مرمى الصواريخ اليمنية البالستية القصيرة المدى والقذائف التكتيكية البعيدة المدى، ناهيك عن الأسلحة التكتيكية القصيرة المدى على غرار الراجمة من طراز الـ بي إم27، وهي منظومة مدفعية صاروخية متعددة الأنابيب من عيار 220 ملم. حيث تمكن الجيش واللجان الشعبية خلال الأيام الماضية الفتك بالجيش السعودي ومرتزقته بنجران، من خلال استهداف تجمعات لمرتزقة الجيش السعودي في ذو رعين الغربية واستهداف آلياتهم خلف معسكر الطويلة وقيادة الحاجر ومستحدث السديس، واستهداف غرب رقابة سقام و منصة صاروخية سعودية في عاكفة وقيادة حرس الحدود في نهوقة ورقابة ظلم و موقع الضبعة وقيادة الفواز و رقابة الحمر في موقع الطلعة بإصابات مباشرة. كما دكت القوة المدفعية وحدها تجمعات الجيش السعودي في طلعة رجلا واعطبت جرافات و أطقم عسكرية، وفي شمال عباسة احرقت مخازن أسلحة، وفي قيادة الفواز والتبة الرملية، كما تم تدمير أطقم عسكرية ومدرعات وآليات لمرتزقة الجيش السعودي في خليقا وعدة مناطق أخرى؛ وكذا إحراق كاسحات ألغام.
وفي جيزان، استهدفت مدفعية الجيش واللجان معسكرات مختلفة كالعطار بعدد من قذائف المدفعية، كما تم استهداف مواقع سعودية مستحدثة خلف موقع نعشاو، وتجمعات للجنود السعوديين ومرتزقتهم في موقع القنبور وغيرها من المواقع. كما شهدت منطقة عسير عمليات هجومية من قبل الجيش واللجان الشعبية، حيث استهدفت القوة المدفعية اليمنية تجمعات للجيش السعودي ومرتزقته بعدد من قذائف المدفعية خلف منفذ علب وشرق الربوعة ورقابة الهنجر محققة إصابات مباشرة.
*بطولات رجال المدفعية*
توزعت وتنوعت بطولات رجال المدفعية اليمنية على عدة مسارات واتجاهات، وجميعها كبدت العدو ومرغت أنفه بتراب الخزي والعار، ففي بطولات ما وراء الحدود شنّ الأبطال حملة توغّل مسلح فعال للغاية في الجنوب السعودي. فبالإضافة إلى نصبهم الكمائن للقوافل العسكرية واجتياحهم حصون حدودية صغيرة، استولوا على منشآت كبيرة تابعة لـ “حرس الحدود السعودي” ودمروها واحتلوا أجزاء من قرى غير مأهولة مثل الربوعة في جنوب شرق عسير. وأعلن مسؤولون في مملكة الشر أنهم لن ينشروا محصلة القتلى العسكريين إلى حين انتهاء الحرب، لكن تقديرات غير مؤكدة تُشير إلى أن الرقم الحالي هو عدة مئات على الأقل.
أما على مستوى الهجمات الصاروخية قصيرة المدى فيُعتبر إطلاق صواريخ متعددة الأنابيب على البلدات الحدودية ومدينة نجران مصدر الخطر الأكبر الذي يحدق بالسعوديين إذ لا يمكن لبطاريات الدفاع الصاروخي السعودية “باتريوت” اعتراضها. ووفقاً لمسؤولين في تحالف العدوان، فقد تعرضت مدينة نجران وحدها لأكثر من عشرة آلاف قذيفة مدفعية صاروخية منذ بدء الحرب.
*إستراتيجية جديدة دشنها الصماد*
تأتي كل هذه التصعيدات في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية بعد إعلان الرئيس الصماد خلال زيارته إلى المنطقة العسكرية الرابعة عن الانتقال من الإستراتيجية الدفاعية إلى الإستراتيجية الهجومية في مواجهة العدوان. وبالرغم من أن العدوان يمتلك أحدث السلاح الأمريكي البريطاني ومعه 17 دولةأجنبية؛ إلا أن هذه العمليات العسكرية التي تمت من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية قلبت موازين القدرة، وبحسب المؤشرات العسكرية فقد شهدت المعارك عمليات واسعة في استهداف العمق السعودي، بالاضافة إلى اقتحام وتطهير مناطق استراتيجية في ماوراء الحدود.
*الإستخدام القتالي للمدفعية*
يعد سلاح المدفعية سلاحا قتاليا فتاكا له قدرة واسعة على تنفيذ العديد من المهام منها تدمير وإسكات مدفعية وهاونات العدو والوسائل النارية الأخرى والقوة البشرية المعادية وكذلك تدمير الدبابات والعربات المدرعة المعادية كما تدمر المنشآت الدفاعية الميدانية والحصينة، وتعمل على شلُ قيادة قوات العدوان من خلال تدمير مراكز القيادة والسيطرة، ومنع العدو من تحقيق المناورة والقيام بالأعمال الدفاعية ويتحقق ذلك من خلال حشد التجميع الرئيسي للمدفعية في الوقت المناسب على إتجاه الضربة الرئيسة في الهجوم، وعلى أهم اتجاهات الجهود الرئيسية في الدفاع وتكثيف وتركيز نيران المدفعية على أهم الأهداف وتجمعات العدو اضافة الى الاعتماد على المفاجأة بالنيران الفعالة.