فلسطين تجمع الاحرار.. “صفقة القرن” لن تمر
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || ذوالفقار ضاهر “موقع المنار”
تتواصل المواقف الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة وللدعم والغطاء الاميركي للعدو لا سيما القرار الصادر عن الرئيس دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتحديد موعد نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس وإمكانية حضور ترامب شخصيا في حفل نقل السفارة، بما تحمله هذه الخطوة من دلالات في الشكل والمضمون.
وبالسياق، عقدت “اللجنة العالمية للعودة الى فلسطين” الملتقى الدولي الرابع للتضامن مع القدس، في منطقة الجية جنوب العاصمة اللبنانية بيروت على مدى ثلاثة أيام بدءا من الاحد 11 آذار/مارس وحتى الثلاثاء 13 منه، كما اقيم للمشاركين في الملتقى رحلة الى جنوب لبنان يوم الاربعاء، حيث زاروا معلم مليتا السياحي عن المقاومة وبلدة مارون الرأس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
مؤتمر عالمي.. بنكهة فلسطينية
وقد شارك في المؤتمر اكثر من 400 شخصية من مختلف دول العالم والقارات الخمس، يمثلون الكثير من الاحزاب والمنظمات والمؤسسات السياسية والحقوقية والانسانية بالاضافة الى ناشطين وناشطات من المجتمع المدني من مختلف الاعمار والتيارات الفكرية والاديان، الى عائلات شهداء قضوا في سبيل القضية الفلسطينية بوجه آلة القتل الاسرائيلية، والجميع حضر وشكل ما وصفه البعض بأنه “عائلة فلسطين” التي جمعتها فكرة الانسانية والعدالة ورفض الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وكل المناطق الاخرى والتنديد بالحصار الجائر على قطاع غزة، ولم تؤثر في ذلك اي فوارق اخرى بين الحاضرين سواء كانت جغرافية او عرقية او دينية او مذهبية، فالقضية الفلسطينية تجمع ما لا يجمعه أي شيء آخر.
وألقيت خلال المؤتمر الكثير من الكلمات أكدت على “أهمية الحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأحرار في العالم وليس فقط للأمتين العربية والاسلامية”، وشددت على “رفض كل المخططات والمؤامرات التي تستهدف هذه القضية وتتربص بحقوق الشعب الفلسطيني لا سيما حق العودة او محاولة النيل من القدس باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية”، ونددت الكلمات “بما يسمى صفقة القرن التي تحاول الادارة الاميركية والصهيونية العالمية تمريرها بالتعاون والتواطؤ مع أنظمة عربية لا سيما بعض الانظمة الخليجية”.
صفعة لصفقة ترامب – نتنياهو
ومن بين المشاركين في المؤتمر كان عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” علي فيصل الذي تحدث الى موقع المنار الالكتروني، حيث اكد ان “هذا المؤتمر كما غيره من الفعاليات كان صرخة في وجه صفقة ترامب – نتنياهو وشكل إسهاما عربيا ودوليا فاعلا في الدفاع عن القضية الفلسطينية”، ولفت الى ان “ذلك تم عبر الحضور الوازن والحاشد لمكونات تسهم في صناعة رأي عام دولي مؤيد للشعب الفلسطيني ومقاومته في مواجهة سياسة ترامب وسياسة حكومة الاحتلال واليمين الصهيوني المتطرف وصفعة لكل المطبعين العرب”.
وقال فيصل إن “الملتقى قدم صورة عن المشهد الفلسطيني اليوم على لسان رموز كفاحية فلسطينية وعربية ودولية”، واشار الى ان “الكلمات والمداخلات التي تخللها الملتقى تعبر عن نماذج التضحية والصمود على طريق فلسطين حيث حضرت عائلات شهداء من داخل وخارج فلسطين بالاضافة الى علماء دين كمتفي القدس وغيرهم من الشخصيات التي ضحت في سبيل القدس والقضية الفلسطينية”، ورأى ان “هذه الشخصيات ومواقفهم بالاضافة الى كثير من الحاضرين تشكل استنهاضا لكل قوى التضامن والتحرر وتعزز من روح المقاومة والتحدي لدى شعبنا الفلسطيني وشعوب امتنا العربية والاسلامية وشعوب العالم واحراره”، وتابع “لقد أبدع المنظمون في مزج الكلمة بالريشة واللوحة بالثورة والمشهد بالصورة والاغنية بالتراث وأبحر الجميع الى الوطن في مشهدية الرؤيا التي ارتسمت”.
لا خيار إلا المقاومة ولا بديل عن فلسطين..
وشدد فيصل على ان “صفقة القرن لن تمر طالما هناك مقاومة في فلسطين ولبنان وطالما هناك شعب منتفض وشعوب حرة”، واضاف “لقد دعونا نحن وفي اكثر من حديث الى تأطير هذا الجهد ببناء جبهة مقاومة عربية وجبهة مساندة عالمية للقضية الفلسطينية”، وأكد ان “لا خيار آخر إلا المقاومة في في مواجهة امريكا واسرائيل لانتزاع الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينة المستقلة بعاصمتها الابدية القدس وحق العودة”، وتابع “لا بديل عن المقاومة إلا المقاومة ولا بديل عن القدس الا القدس ولا بديل عن العودة الا العودة ولا بديل عن فلسطين الا فلسطين”.
وأشاد فيصل “بكل من ساهم بإنجاح هذا الملتقى لا سيما الحملة العالمية للعودة الى فلسطين”، وأمل ان “ينعقد الملتقى الخامس على ارض القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية”، كما حيا “كل الداعمين للشعب الفلسطيني في لبنان والعالم”.
والجدير ذكره، انه بالتزامن مع هذه الفعالية التضامنية مع القدس وفلسطين في لبنان بمشاركة عالمية، كان البيت الابيض في العاصمة الاميركية واشنطن يعقد اجتماعا بقيادة أميركية وحضور ممثلين من مصر، الأردن، السعودية، قطر، البحرين، الإمارات وكيان العدو الإسرائيلي، لبحث الوضع في الاراضي المحتلة، فيما يبدو انه بحث لآخر تطورات وحلقات مسلسل التآمر على القضية الفلسطينية بما بات يعرف بـ”صفقة القرن”.