بعد 4 أشهر.. الفلسطينيون يواجهون قرار ترامب بشأن القدس وحدهم
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || قال ترامب كلمته، و أعلن قراره بشأن القدس و أعلنها عاصمة لكيان الاحتلال، و جفت صحيفته التي كتب عليها قراره، لكن الدم الثائر في عروق أبناء الشعب الفلسطيني لا يزال منتفضاً في كافة مناطق الاشتباك مع الاحتلال، رفضاً لهذا القرار، و لم يهدأ.
و على الرغم من مرور نحو 4 أشهر على قرار الرئيس الأمريكي، الذي أشعل المنطقة العربية والعالم، فإن المظاهرات الرافضة للقرار، في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين، لم تتوقف، بل لا زال يوم الجمعة من كل أسبوع موعداً للاشتباك مع الاحتلال في المناطق الحدودية شرقي قطاع غزة، وعلى مداخل قرى و مدن الضفة الغربية.
و قد ارتقى في هذه المواجهات و الاشتباكات عدد من الشهداء في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية، و أصيب آلاف من الشبان الغاضبين الرافضين للقرار الأمريكي.
و بعد شهر على القرار بدأت تتراجع الاحتجاجات حول العالم، و أخمدت حالة الغضب في الشارع العربي التي انتفضت رفضاً للقرار، و ضعفت حالة التضامن مع القضية.
تراجع المظاهرات العربية والإسلامية المتضامنة مع القدس بدا جلياً بعد اشهر على قرار ترامب، حيث أرجع مراقبون و نشطاء حالة الضعف في التضامن العربي الى عدة عوامل، أهمها تواطؤ الأنظمة العربية من جهة، وانشغال الشعوب بهمومها من جهة أخرى.
الكاتب و المحلل السياسي، اللواء يوسف الشرقاوي من جهته قال: “اعتدنا في فلسطين اننا اذا احسنا ادارة الصراع مع الاحتلال وقدمنا نموذجاً يحتذى، فان الجماهير العربية تلحق بنا، اما اذا اخفقنا سيما اننا نمثل رأس الحربة في الصراع العربي الصهيوني فانه سيحصل العكس”.
و رأى الشرقاوي في حديث لــ “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية” أن تراجع الجماهير العربية عن اسنادها ومؤازرتها للانتفاضة الفلسطينية، نتج عن اخفاق الفلسطينيين في إدامة الاحتجاج على قرار ترامب.
و أوضح أن هناك عدة عوامل كانت كفيلة بهذا الاخفاق أهمها عدم رغبة السلطة الفلسطينية في انتهاج نهج المقاومة الشعبية السلمية، رغم تبني المؤتمر السابع لحركة “فتح” هذا الاسلوب والوسيلة للضغط على العدو وتغيير ميزان القوى على الارض لثني “ترامب”عن قراره.
و أشار الى أن ملاحقة الاحتلال و السلطة للنشطاء و كوادر الحركة الشعبية، و اعتقالهم، كان له أثر كبير في تراجع حدة الاحتجاجات على قرار ترامب، لافتاً الى أن استمرار الاحتجاجات الرافضة لقرار ترامب يحتاج لنخب شعبية ناضجة و قادرة على قيادة مقاومة شعبية سلمية، والاستمرار بها للضغط على الاحتلال ولثني “ترامب” عن قراره.
و أوضح الكاتب بأن المقاومة الشعبية السلمية يلزمها “اب روحي اسوة “بغاندي” ضد الاحتلال البريطاني للهند، مشيراً الى أن المقاومة الشعبية على نقاط التماس هي ليست بشعبية، بالمعنى الحقيقي بل هي مقاومة شعبية نخبوية، لان المقاومة الشعبية الحقيقية تعتمد على الكثافة البشرية في الميدان”، و أن حروب الجيل الرابع” تعتمد على الكثافة البشرية في الميدان، كما قال.”
المصدر: فلسطين اليوم