“بي. دي. أس”: حملة المقاطعة تكبد العدو الصهيوني المليارات

موقع أنصار الله || اخبار عربية ودولية || يكشف تقرير لحكومة العدو احتمال تكبد “إسرائيل” نحو 11.5 مليار دولار سنويا جراء حركة المقاطعة العالمية “بي.دي.أس”.

 

التقرير المحرر جزئيا عام 2013 أخذ بعين الاعتبار ما وصفها بأكثر السيناريوهات سوءا، وهي مقاطعة الاتحاد الأوروبي للمنتجات “الإسرائيلية” ووقف الاستثمارات، غير أنه قلل من احتمال حدوث تلك المقاطعة، إلا أن القادة “الإسرائيليين” قلقون حيال ذلك.

 

ما هي “بي.دي.أس”؟

 

هي حركة عالمية تسعى لكشف ممارسات الاحتلال “الإسرائيلي” وفضح عنصريته ووقف كافة أشكال التطبيع معه، وتدعو إلى مقاطعة الشركات الداعمة ل”إسرائيل”، معتمدة على ثلاث ركائز أساسية هي:المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات.

 

استوحت “بي.دي.أس” شكلها من الحركة المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وألهمت أناسا من جميع أنحاء العالم لمقاطعة الشركات والمؤسسات الأكاديمية والثقافية التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بـ”إسرائيل”.

 

ويشمل ذلك الشركات المرتبطة بالاحتلال وخدمات مشاريعه الاستيطانية، أو التي تستغل الموارد الطبيعية من الأراضي الفلسطينية، أو تلك التي تستخدم الفلسطينيين عمالة رخيصة.

 

وقد حدد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة 206 شركات ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالمستوطنات، معظمها من “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبعضها من ألمانيا وهولندا، وتشمل قطاعات البنوك والسياحة، فضلا عن البناء والتكنولوجيا.

 

جدوى المقاطعة

 

يرى معهد بروكينغز -ومقره واشنطن- أن مقاطعة المستهلك “لن تؤثر بشكل كبير على إسرائيل” لأن 40% من الصادرات “الإسرائيلية” سلع وسيطة، أي منتجات تستخدم في إنتاج السلع في أماكن أخرى مثل أشباه الموصلات. كما أن نحو 50% من الصادرات “الإسرائيلية” سلع “متمايزة”، أي أنها سلع لا يمكن استبدالها مثل رقائق الحاسوب.

 

لكن بيانات “البنك الدولي” تكشف انخفاضا حادا في صادرات السلع الوسيطة من عام 2014 إلى عام 2016، وهو ما يمثل خسارة بنحو ستة مليارات دولار.

 

وفي الفترة نفسها، ارتفع الاستثمار الأجنبي إلى نحو 12 مليار دولار بعد أن هبط إلى 6 مليارات في أعقاب الهجوم على غزة عام 2014، الذي استشهد فيه 1462 فلسطينيا.

 

ضرر تجاري

 

وأغلقت شركات عدة متاجرها في “إسرائيل” لأسباب متعددة تتعلق بالمقاطعة. فشركة الخدمات والمرافق “فيوليا” خسرت عقودا مربحة في جميع أنحاء العالم بسبب مشاركتها في مشروع القدس للقطار الكهربائي، إذ يربط خط القطار، القدس بإحدى المستوطنات.

 

وتعرضت شركات أخرى بينها شركة “جي4أس” للخدمات الأمنية و”أورانج” للاتصالات لضغوط من الحركة وتوقفت أيضا عن العمل في “إسرائيل”.

 

وأنشأت الأمم المتحدة “قائمة سوداء” للشركات المتواطئة في نمو وصيانة المستوطنات، لكن القائمة لم تُنشر بعد.

 

وإحدى آخر الشركات المستهدفة هي “أديداس”، ويجري حثها على إنهاء رعايتها لاتحاد كرة القدم “الإسرائيلي” الذي سجّل فرقا “إسرائيلية” على أرض فلسطينية محتلة.

 

ويرى ناشطو حركة المقاطعة أن نمو الاستثمار الأجنبي داخل “إسرائيل” يزيد الحاجة إلى ضرورة تكثيف المقاطعة الاستهلاكية ومعها الأكاديمية والثقافية.

 

تنويع المقاطعة

 

نوعت حركة بي.دي.أس من أساليبها فكانت المقاطعة الأكاديمية التي أنتجت رفض عديد الشخصيات التعامل مع المؤسسات الأكاديمية “الإسرائيلية” لمشاركتها المباشرة أو غير المباشرة في اضطهاد الفلسطينيين واحتلال أرضهم.

 

كما أن أكثر من سبعمئة أكاديمي بريطاني تفاعلوا مع المقاطعة الأكاديمية ل”إسرائيل” ودعوا إلى تفعيلها.

 

وأثرت الحملة في قطاعي الفن والثقافة، فبرزت أصوات تحث الفنانين على تجنب إحياء حفلات في “إسرائيل”، منهم الموسيقيون لورد وإلفيس كوستيلو ولورين هيل الذين رفضوا الغناء في “إسرائيل” وألغوا حفلات كانت مقررة لهم هناك.

 

استنفار “إسرائيلي”

 

في السنوات الأخيرة وضعت البعثات الدبلوماسية “الإسرائيلية” في أولوياتها مكافحة حركة المقاطعة، وتحرك رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لحظر الجماعات التي تدعم الحركة، مستنفرا الأجهزة والإدارات الحكومية.

 

وقد أوكلت الحكومة “الإسرائيلية” لوزارة الشؤون الإستراتيجية والإعلام (وهي وزارة غير تقليدية تديرها مجموعة من ضباط الاستخبارات بقيادة جلعاد أردان إلى جانب منصبه وزيرا للأمن) مهمة الدعاية الإعلامية، وتجنيد الناشطين الإعلاميين فيها، وتوحيد جهود مؤيدي “إسرائيل” عبر منصة واحدة، فضلا عن إمدادهم بالخطط والأدوات اللازمة.

 

واعتمدت “إسرائيل” على هذه الجهود والمنظمات الدعائية في مواجهة حملات المقاطعة العالمية، مشكلة منها جيشا آخر ذخيرته الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

 

ونجحت الوزارة حتى الآن في الضغط على أكثر من 24 ولاية أميركية لمعاقبة مؤيدي حركة المقاطعة، ومُنعت 20 جماعة ناشطة من دخول “إسرائيل”.

 

مصدر إزعاج

من الواضح أن قوة حركة “بي.دي.أس” في العالم وخاصة في الغرب، مثلت إزعاجا للاحتلال. وزاد من قلق القيادة “الإسرائيلية” التغطية الإعلامية المتزايدة التي بدأت تحظى بها الحركة من قِبل وسائل إعلامية مختلفة.

 

وتبدو مخاوف قادة “إسرائيل” جدية إزاء تنامي الوعي بأهداف الحركة وتوسع أعداد أنصارها، فضلا عن التأثير على الرأي العام، وهو ما يهدد -من وجهة نظر “إسرائيلية”- “مكانة وسمعة ووجود “إسرائيل”، خاصة مع حضور تجربة مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، التي نجحت أخيرا في تحقيق أهدافها.

 

المصدر:وكالة القدس للأنباء

 

قد يعجبك ايضا