كيف يستبِقُ فوز حزب الله عدوان ترامب وإسرائيل..؟؟

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || لم يبقَ معلّق في صحيفة عالمية ووسيلة إعلامية دولية وإقليمية، من دون أن يتناول فوز حزب الله في الانتخابات النيابية اللبنانية. ولم يخلُ معظمها من الدسّ والإفتراء المألوف في هذا الإعلام، كالزعم المغلوط بأن حزب الله يعزّز سيطرته على لبنان والدولة اللبنانية أو أنه يأخذ لبنان بسلاحه رهينة لمصلحة إيران، وأن الانتخابات هي استفتاء على النفوذين الإيراني والسعودي فازت به إيران، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” وبحسب “جيروزاليم بوست”، وغيرهما كثير.

 

أشكال أخرى من الدسّ الذي يبدو في ظاهره قراءة موضوعية في نتائج الانتخابات، ركّزت عليها “واشنطن بوست”، التي ذكرت بأن “رئيس الحكومة اللبنانية يتبدّد”. وركزت عليها “نيويورك تايمز” أيضاً في ادعائها أن “حزب الله يعزّز هيمنته في الانتخابات”. ولعل “الاندبندت” البريطانية و”الفيغارو” الفرنسية هما من بين قلّة وسائل الإعلام الأجنبية التي حاولت البحث عن فهم ألغاز فوزٍ هو بمثابة حدث عالمي كبير يعبّر عن قدرة حزب الله في خوض معركة انتخابية أسوة بكفاءته القتالية عالية الاحتراف.

 

الفوز الذي رسمه حزب الله في المعركة الانتخابية، حدّده الحزب وأوضحه الأمين العام بعد إصدار النتائج بشكل لا لبس فيه، وهو ينحصر في تشكيل كتلة برلمانية تضم ثلث أعضاء المجلس. والثلث كما هو معروف لا يسيطر على المجلس التشريعي، لكنه يمنع تمرير المشاريع التي تضغط بها الدول والأجهزة الغربية والخليجية لمحاصرة المقاومة والعدوان على المنطقة.

 

وفي هذا الإطار قد يكون الفوز حاجزاً مانعاً من محاولة الضغط الخارجي والداخلي للإطاحة بالمعادلة الذهبية المؤلفة من ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” في أي استراتيجية دفاعية.

 

كما أن فوز الحزب وحلفائه بثلث المقاعد يتيح اقتراح قرارات ومشاريع حمل بعضها برنامج حزب الله الانتخابي لمحاربة الفساد، أو الدعوة لإنشاء وزارة تخطيط تتكفل بدراسة جدوى الديون التي تُرهق الميزانية اللبنانية وتتكفل أيضاً في الإشراف على جدوى الصفقات التجارية مع الدول الغربية وعلى تأهيل القطاعات الحيوية. فكتلة الثلث لا تحسم وحدها ولا تفرض اقتراحاتها، لكنها قادرة على منع محاولات السيطرة الغربية والخليجية على لبنان، وعلى منع استخدام المجلس التشريعي والمجلس التنفيذي لإضعاف المقاومة تسهيلاً للعداون الإسرائيلي والأميركي.

 

المقاومة لم يُعرف عنها في تاريخها الطويل أنها تبحث عن حظوة في المقاعد النيابية أو الوزارية وفي المراكز العليا لإدارات الدولة. فهي تنطلق من أسس أخرى لا تتقنها وتألفها سوى حركات التحرر الوطني والمقاومة التي تواجه الاحتلال والتبعية. لكن في هذه الانتخابات النيابية الأخيرة رمت المقاومة بثقلها السياسي والمعنوي للاحتفاظ بمقعد في إقليم العرقوب المحاذي للحدود مع سوريا وإسرائيل، لمنع استخدامه ضد المقاومة في هذا المثلث الحيوي الحسّاس. وكذلك الاحتفاظ بمقعد آخر في منطقة بعلبك – الهرمل لمنع استخدامه في تضخيم تفكك مزعوم يمكن النفخ فيه للدلالة على تراجع البيئة الحاضنة عن خيارات المقاومة.

 

فوز حزب الله في الانتخابات مع حلفائه متعددي الطوائف والانتماءات السياسية، سعت إليه المقاومة في سياق رؤية أوسع وأبعد من الاختلافات والتباينات مع القوى الداخلية في التنافس على الأحجام والإقصاء وعلى النفوذ والمكانة والمصالح الضيّقة. فالحزب يرى أن حرب المقاومة مع الوكلاء في المنطقة شارفت على نهايتها، لكنها يمكن أن تبدأ مع الأصلاء، كما ذكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

 

وقد يكون مدخل هذه الحرب في المنطقة التي تشمل العدوان على لبنان والمقاومة، هو إلغاء ترامب للاتفاق النووي والتحريض الإسرائيلي والسعودي للحرب ضد إيران وضد سوريا.

 

ففي هذا السياق استبق فوز حزب الله مع حلفائه متعددي الطوائف قطع الطريق على بعض أدوات العدوان الأميركي – الإسرائيلي – السعودي في الداخل اللبناني ضد المقاومة، التي تشكل تهديداً استراتيجياً جوهرياً على إسرائيل، بحسب وصف نفتالي بينت في مؤتمر هرتسيليا المنعقد لتوّه. لكن إسرائيل التي تهوّل بالحرب اعتماداً على قوات ترامب وعلى الدعم السعودي قد تصطدم بالفجوة العميقة بين حسابات الحقل والبيدر.

 

المصدر : الميادين نت

قد يعجبك ايضا