اليمن يفرض معادلته: تطور القدرات الدفاعية يقهر المستحيلات
موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة: إبراهيم السراجي
عندما انطلَقَ الشهيدُ حسن الملصي إلى جبهات الشرَف لمواجهة العدوان الذي كان في أول أيامه قبل أكثر من ثلاثة أعوام، روى بنفسه أنه طرح بعضَ الأسئلة على المجاهدين الذين سبقوه إلى جبهة الحدود حول الإمكانات العسكرية والعتاد الذي يمتلكونه لمواجَهة العدو؛ بهدف تقييم الوضع الدفاعي، فكان يسأل عن المدافع والمضادات وغيرها، لكن الإجابةَ كانت صادمةً بالنسبة له في حينه، فالمجاهدون أكدوا له أنهم يمتلكون بنادقَهم ويراهنون فقط على قوَّة الله أو كما نقل عنهم أنهم قالوا “معنا الله”، أما اليومَ فالطائراتُ اليمنية المسيّرة فقد قامت بضرب مقر قيادة تحالف العدوان في عدن وقطعت عشرات الكيلومترات لتنفذَ مهمتَها بدقة عالية، فكيف تطوَّرت القدرات الدفاعية لليمن على مدى أكثر من ثلاث سنوات رغم الحصار والقصف المتواصل؟
منذ بدء العدوان، آمن اليمنيون بعدالة قضيتهم، وأن ذلك الإيمان كافٍ لمواجهة أقوى دول العالم عسكرياً وأغناها مالياً ونفوذاً سياسياً وإعلامياً ضمن تحالف يتجاوز العشر دول تقودُها الولايات المتحدة وفي الواجهة كُـلٌّ من السعودية والإمارات، ولولا ذلك الإيمانُ لَكانت الحساباتُ المادية كافيةً لأن يتم الحكمُ بعدمية المواجهة.
وعلى مدى أيّام وشهور وسنوات العدوان انطلق اليمنيون بإيمانهم ذلك نحو المواجهة في شتى المجالات، منها مجال التصنيع العسكري الذي تطور بشكل لافت، والذي رغم أنه في البداية أنتج قدرات دفاعية يمكن الآن وصفها بالبسيطة إلا أنها كانت وقت الإعلان عنها تمثل دفعة معنوية كبيرة لليمنيين في معركتهم، فكان وَقْــعُ الإعلان عن منظومة صواريخ النجم الثاقب بعد شهرين من العدوان مماثلاً ربما لوقع الإعلان عن صاروخ بركان الذي ضرب الرياض وما بعد الرياض في مرحلة متقدمة من عمر العدوان، وصولاً إلى التطوّرات الكبيرة في مختلفِ المجالات الدفاعية التي عبَّر عنها قائدُ الثورة في خطابِهِ بمناسبة مرور 1000 يوم على العدوان بقوله إن يمن اليوم “بعد الألف يوم تصل صواريخُه الباليستية إلى وسط معاقلهم إلى وسط الرياض إلى قصرهم قصر حكمهم إلى حيث رمزية حكمهم يمن اليوم هو يمن حُــرٌّ بكل ما تعنيه الكلمة”، مضيفاً أن “اليوم هناك معادلة سنفرضها من جديد وسنسعى بكل جد وبكل جهد وبمسئولية هذا يفرضه علينا مبدأنا وتفرضه علينا المسئولية إلى أن نبتكرَ كُلّ وسيلة مشروعه للدفاع عن شعبنا وعن بلدنا ولمواجهتكم في عدوانكم طالما استمر هذا العدوان”.
أول التصنيع ثاقب إلى الزلزال
في 26 مايو 2015 أي بعد شهرين كاملين على العدوان أزاح قسم التصنيع العسكري للجيش واللجان الشعبية لأول مرة الستارَ عن منظومة صواريخ النجم الثاقب1 و2 بمدى بين 45 إلى 75 كيلو متراً، فكانت تلك المنظومة باكورة التصنيع وبداية لرحلة طويلة من العمل وصولاً لما هي عليه اليوم، ذلك الإعلان استحق احتفالاً كبيراً من قبل اليمنيين الذي شعروا بالفخر الكبير وهم يشاهدون مقاطعَ الإعلام الحربي الذي كان يعرض في ذلك الحين عمليات إطلاق الصواريخ تلك على الأهداف السعودية في جيزان ونجران وعسير، ومثَّلت مصدر إزعاج كبير للعدو السعودي الذي كان يعبّر عن خطورتها حين يطالب المجتمع الدولي بالتدخل وفي ذات الوقت يحاولُ السخريةَ منها بوصفها “مقذوفات”.
ومنذُ الإعلان عن منظومة النجم الثاقب في مايو 2015 إلى ديسمبر من العام ذاته كان قسم التصنيع قد أظهر تسارعاً كبيراً في مستوى تطوره، فشهدت تلك الفترة الإعلانَ عن منظومات صواريخ محلية الصنع منها منظومة صواريخ الزلزال1 في خط المواجهة الذي يصل مداه إلى 3 كيلومترات، ويتميز بوزنه الكبير الذي يمكنه من إحداث دمارٍ أكبر من الذي تحدثه الصواريخ ذات المدى الطويل، ليتم بعدها الكشف عن الجيل الثاني من المنظومة التي أطلق عليها الزلزال2 الذي يصل وزن الصاروخ الواحد إلى (350 كيلوغرام) ويصل طول الرأس الحربي له إلى (90 سنتيمتراً)، أما وزن الرأس فهو (140 كيلوغراماً)، وبعد فترة قصيرة أزيح الستار عن منظومة صواريخ الصرخة 3 الذي يصل مداه إلى 17 كيلومتراً ويزن رأسه الحربي 15 كيلوغراماً وطوله مترين وأربعة سنتيمترات، فيما يبلغ طول محركه 70 سنتيمتراً. ويحمل الصاروخ الواحد من هذا النوع صاعقين في مقدمته وصاعقاً خلفياً مخفياً، كما يتميز بأنه قابل للتفجير بضبط توقيت ذلك بحسب الحاجة.
خلال تلك الفترة كان ترسانة الجيش اليمني تضم صواريخَ باليستية جرى استخدامها من طراز سكود وتوشكا، لكن قسم التصنيع العسكري قام بتطويرها كما هو الحال مع صاروخ بركان 1 وصاروخ بركان 2H الذي نفذت ضربات متعددة على الأهداف العسكرية والحيوية السعودية في الرياض ووصل إلى ما بعد الرياض عندما ضرب محطة كهرباء ينبع، كما تم تحويل صواريخ الدفاع الجوي من أرض جو إلى أرض-أرض كما هو الحال مع منظومة صواريخ قاهر1 وكذلك قاهر 2M.
التصنيع الباليستي
في يوليو من عام 2016 أي قبل عامين تماماً، شهدت القدرات الدفاعية اليمنية تحولاً كبيراً على يد قسم التصنيع العسكري الذي نجح لأول مرة في تصنيع الصواريخ الباليستية مزيحاً الستارَ عن منظومة صواريخ زلزال 3 الباليستية بطول 6 أمتار ورأس حربي يزن نصفَ طن ويضم عشرة آلاف شظية بمدى يصل إلى 65 كيلو متراً.
بعد ذلك أعلنت القُوَّةُ الصاروخية في أغسطس 2016 نجاحَها في تطوير صاروخ باليستي أطلق عليه بركان1 ليصل مداه لأبعد من 800 كيلو متر وطوله 12 متراً وقطره 88 سنتيمتراً ويصل وزن الرأس الحربية للصاروخ إلى أكثر من 500 كيلوغرام.
أما في فبراير 2017 فكشفت القُوَّة الصاروخية عن مرحلة جديدة من تطوير صاروخ بركان ليصبح صاروخ بركان 2 مستهدفةً لأول مرة قاعدةً عسكرية غرب الرياض. وواصلت منظومة بركان تطورها لتصبح في يوليو 2017 أي قبل عام بركان 2H الذي وصل مداه إلى أكثر من 1400 كيلو متر وأحدث تحولاً كبيراً في مسار المواجهة بتنفيذه ضربات متعددة منفردة وعلى دفعات أصابت أولاً قصر اليمامة في الرياض ومطار الملك خالد لتتوالى الضربات على الأهداف العسكرية والحيوية في العاصمة السعودية بما فيها ميناء الرياض الجاف ومقر وزارة الدفاع.
صواريخ يمنية تتجاوز سرعة الصوت
شهد شهر مارس الماضي قبيل أيّام من الذكرى الثالثة للعدوان تحولاً جديداً في معركة الدفاع التي يخوضُها اليمن، فكان الإعلانُ عن منظومة صواريخ بدر1 والذي مثَّل حالةً منفردةً على مستوى العالم بمواصفاته التي من ضمنها أن سرعتَه تمثل أكثر من ثلاثة أضعاف سُرعة الصوت.
صاروخ بدر1 يعمَلُ بالوقود الصلب وتبلغ سرعته (4. 5 ماخ) أي أربعة أضعاف سرعة الصوت. وهو ما يجعل مهمة منظومة الباتريوت على اعتراضه مستحيلةً.
صواريخ الجو والبحر
وكما نجحت الصناعة العسكرية اليمنية في إنتاج وتطوير الصواريخ الباليستية أرض-أرض فقد نجحت أيضاً في صناعة تحول جديد في مجال الدفاع البحري، حيث أزاحت القُوَّات البحرية في نوفمبر الماضي عن منظومة صواريخ مندب1 التي تم تطويرُها محلياً التي قال الرئيس الشهيد صالح الصماد إنها “ستغير موازين المعركة مع العدو وتقلب الطاولة على الجميع”.
وبعد جهود مضنية استمرت منذ بدء العدوان إلى يناير الماضي الذي شهد إعلان قُوَّات الدفاع الجوي عن دخول منظومة دفاع جوي جديدة في خط المعركة وهي صواريخ أرض-جو “مطورة محلياً بخبراتٍ وكفاءاتٍ وطنية بحتة”، وفقاً لبيان قُوَّات الدفاع الجوي والتي جاء الإعلانُ عنها رسمياً بعد نجاحِها إسقاط طائرة تورنيدو في صعدة وإصابة “إف15″ في صنعاء تابعتين لدول العدوان التي أقرت بسقوط التورنيدو وعبّر ناطقها في ذلك الحين عن خطوة ما وصفه أنه تم رصد وجود صواريخ دفاع جوي استهدفت طائراتِهم في أجواء اليمن.
سلاح الجو المسيّر: تغير معادلة الأجواء
لم تتوقفْ مفاجآتُ اليمني الذي بدأ بمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ببندقيته، ليغيِّرَ معادلةَ الأجواء، معلناً أنها لم تعد حكراً على طائرات العدوان، حيث أزاحت دائرةُ التصنيع العسكري بوزارة الدفاع في 26 فبراير الماضي عن أربع طائرات بدون طيار، ثلاث منها استطلاعية وواحدة هجومية، حيث أثبتت كُـلٌّ من طائرة قاصف1 الهجومية وطائرة راصد الاستطلاعية نجاعةً كبيرةً في تنفيذ العمليات الهجومية والتي عرض مؤخراً الإعلام الحربي ولأول مرة مشاهدَ لإحدى العمليات التي استهدفت الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي.
وقالت دائرة التصنيع في بيان الإعلان عن تصنيع الطائرات المسيّرة إنه “نظراً لما يتعرَّضُ له بلدُنا العزيز من عدوان غاشم وحصار جائر وما فرضته طبيعة المواجهة من وسائل دفاع متعددة وما تطلبته ضراوة المعركة من اقتحام ما هو في عداد المستحيل أمام شعب تُمنع عليه لقمة عيش كريمة، فكان لزاماً أن نقبَلَ التحدي ونضيفَ إلى برامج التصنيع التقليدية برنامجَ تصنيع طائرات بدون طيار، وهو الذي تحقّـق على أيدي ثلة من الرجال المبدعين المجاهدين متخطين مختلف الصعوبات والعقبات، متجاوزين ضعف الإمكانيات“.
وأضاف البيان في حينه أنه إزاحة الستار عن الطائرات جاء بعد تجربتها في الميدان وتعد “كباكورة لبرنامج حديث الإنشاء باتت دائرة الصنيع العسكري بوزارة الدفاع اليمنية تمتلكه لأول مرة في تأريخها”.
وفرضت الطائرات اليمنية بدون طيار معادلة جديدة على العدو من حيث تقييد تحَـرّكاته ومنعه من التحَـرّك بأعداد كبيرة وتقييد قدراتها على شن الهجمات وكذلك إجبار العدو على التخفي في مناطق سيطرته، بالإضافة للنتائج المباشرة التي تحقّـقها الهجمات الجوية من تدمير لعتاد ومقرات العدو والقضاء على عديده البشري.
وجاءت مواصفات الطائرات اليمنية بدون طيار على النحو التالي:
1- قاصف ” 1 ”
طول البدن 250 سم
طول الجناح 300 سم
زمن التحليق 120 دقيقة
المدى 150 كيلو متراً
نوع المحرك محرك بنزين
حمولة الرأس الحربي 30 كيلو جراماً
المهام:
1 – مزوّدة بنظام ذكي لرصد الهدف وتحديده ثم ضربه
2- يتم تجهيزها بعدة أنواع من الرؤوس الحربية حسب المهمة
طائرة الاستطلاع:
2- هدهد ” 1 ”
طول البدن 150 سم
طول الجناح 190 سم
زمن التحليق 90 دقيقة
المدى 30 كيلو متراً
المهام:
ـ رصد الأهداف:
ـ تحديد إحداثيات تجمعات العدو وعتاده
الخصائص:
ـ مزوّدة بأحدث تقنيات التصوير الفوتغرافي.
ـ تمتاز بصغر حجمها وصغر المقطع الراداري، الأمر الذي يصعب اكتشافها وتتبعها ومحاولة إسقاطها بصواريخ الدفاع الجوي.
ـ تتميز بصغر كمية الإشعاع الحراري، الأمر الذي يقلل من احتمالية إصابتها بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
ـ بصمتها الصوتية قليلة الأمر الذي يصعب سماعَ أزيزها في جو المعركة.
3- رقيب
طول البدن 100 سم
طول الجناح 140 سم
زمن التحليق 90 دقيقة
المدى 15 كيلو متراً
المهام:
ـ رصد مباشر للأهداف وميدان المعركة
ـ تحديد إحداثيات تجمعات وعتاد العدو
ـ تصحيح مباشر لنيران المدفعية
خصائص:
ـ مزودة بنظام دقيق للرصد والتعقب باستخدام الليزر
ـ تستخدم تقنيات التصوير المتعددة ”تصوي نهاري – تصوير حراري”
ـ تمتاز بسهولة التعامل معها في المناطق الوعرة وترافق كتائب المشاة
4- راصد
طول البدن 100 سم
طول الجناح 220 سم
زمن التحليق 120 دقيقة
المدى 35 كيلو متراً
نوع المحرك كهربائي
المهام:
ـ رصد الأهداف
ـ المراقبة اللحظية لميدان المعركة
ـ تصحيح مباشر لإدارة النيران
الخصائص:
ـ مزودة بأحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي
ـ مزودة بنظام خاص بالمسح الجغرافي ورسم الخرائط