حينما تكشف أميركا عن سوءاتها … الارهاب أنموذج
|| تقارير || أحمد يحيى الديلمي
«… إنه لا يهمهم مكافحة إرهاب، هم من يصدرون الإرهاب، وهم جذور الإرهاب، وهم منبع الإرهاب الأمريكيون أنفسهم. أمريكا هي الشيطان الأكبر – كما قال الإمام الخميني – هي من تثير الفتن وتثير القلاقل، ومن تصدر الإرهاب في العالم كله.. مَن وراء إسرائيل؟. أليست أمريكا وراء إسرائيل؟ ألم يظهر الرئيس الأمريكي بالشكل الصريح متعاطف مع إسرائيل … »
هذا جزء من كلام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والذي تحدث به في درس (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى)، في العام 10/2/2002م، في إطار دروس من هدى القرآن الكريم، والذي كشف فيه عن حقيقة أمريكا، وأنها منبع الإرهاب الذي صنعته لنشر الفوضى الخلاقة في العالم.
وعندما يتحدث البعض عن حقيقة الولايات المتحدة الاميركية، وجرائمها وانتهاكاتها وسياساتها العدوانية، فمن الطبيعي جدًا أن يقُال من قبل البعض من قاصري الوعي، أن الحديث ضد أمريكا وجرائمها، يندرج في إطار الحرب الثقافية والاعلامية والعمليات النفسية، والسعي لتأليب الرأي تجاهها، بيّد أن الأمر يبدو مختلفاً الى حد كبير حينما تأتي الادانات، وتتكشف الحقائق، والدلائل الدامغة عن جرائم وانتهاكات وعدوانية أمريكا من قلب الولايات المتحدة الأميركية، ومن مسؤولين أمريكيين ومن أوساط ومحافل سياسية واعلامية اميركية.
وهنا سنكون أمام قاعدة أو مبدأ “من فمك ادينك”، لاسيّما وأنه من الصعب بمكان اخفاء الحقائق والوقائع والمعطيات الصارخة وتضييعها وطمسها، بعد إن اعترفت أمريكا بفعلتها، وحتى يكون الكلام موثقاً ومعززا بالحقائق والاستدلالات المقُنعة، فمن المُفيد أن نسرد بعض الحقائق والوقائع والمعطيات عن حقيقة أمريكا عندما تكشف عن سواءتها تجاه الإرهاب الذي صنعته ودعمته.
يقول الكاتب والمحلل السياسي الأميركي “ستيفن ليندمان”، في تصريحات، ادلى بها لقناة (Press TV) الايرانية الناطقة باللغة الانجليزية، “أن جماعة داعش التكفيرية من صناعة الولايات المتحدة الأميركية، وأن قصف وتدمير مدينة الرقة السورية بهذه الوحشية الاميركية ليس له علاقة بمحاربة تنظيم داعش التكفيري، بل يتعلق بتدمير البنية التحتية في سوريا وقتل المدنيين، وهذه جرائم حرب خطيرة بلا شك، وكذلك فأن ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية في العراق من تواجد غير قانوني، ودعمها لجماعات تكفيرية، يقود الى القول أن داعش صناعة اميركية بتوظيف اسرائيلي بريطاني وبمشاركة فرنسية”.
وإذا كان كلام يحمل في طياته عدم اليقين عند البعض، فإن اعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق “هيلاري كلينتون” يتجاوز اليقين بذاته، حيث اعترفت صراحة بأنشاء تنظيم القاعدة في أفغانستان، حيث نشر موقع “جلوبال ريسيرش” الأمريكي مقطع فيديو للمرشحة للرئاسة الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون، اعترفت فيه بأن أمريكا هي التي صنعت تنظيم القاعدة ومولته عندما كانت الحرب السوفيتية الأفغانية في أوجها، ونقل الموقع عن هيلاري كلينتون قولها إن: الذين نحاربهم الآن هم من قمنا بتمويلهم منذ 20 عاماً، مضيفة: دعنا نستخدم هؤلاء المجاهدين، الذين أتينا بهم من أماكن عدة وعلى رأسها السعودية، لهزيمة الاتحاد السوفيتي.
والمفارقة العجيبة أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، قد كشف منذ قرابة 16 عاماً عن حقيقة أمريكا قبل ان تعترف هيلاري كلينتون”، حيث يقول:
«قلنا في كلام سابق بأنه كان من المفترض أن أمريكا هي التي تشكر أولئك الذين تسميهم الآن إرهابيين؛ لأنهم هم من انطلقوا ليحاربوا الشيوعية في أفغانستان بأمر وتوجيه من أمريكا.. فلماذا تنظر إلى جنودها الذين خدموها وضحوا بدمائهم من أجلها، أو كان في الأخير، أصبح في الواقع تعود المصلحة إليها هي.. لماذا تعتبرهم إرهابيين، ثم تعتبر البلد الذي هم منه بلداً إرهابياً. هذا هو نفسه شاهد على هذه الآية.. هل هي رضيت عن أولئك؟ ونحن سمعنا بأنهم انطلقوا إلى أفغانستان بأمر من أمريكا».
وبعد إن اتضحت تلك الحقائق والوقائع الواضحة وضوح الشمس في كبد سماء الصيف، لا يزال البعض واقعاً في دائرة الحيرة والاستغراب، فكيف بأمريكا أن تصنع الإرهاب ثم تتشدق بالعمل على محاربته، وما المخرج من ذلك بالشكل الذي يلجم أمريكا ويردعها، وهذا ما نجدة في دروس الشهيد القائد، حيث يؤكد أن ما يلجم أمريكا ويجعلها تعّدل منطقها هو رفع “الصرخة”، شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، حيث يقول في درس (لَتَحْذُنّ حَذْوَ بني إسرائيل):
«دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم.. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين».
وبالتزامن مع أحياء فعاليات أسبوع الصرخة، وحتى تعّدل منطقها تجاه العدوان الظالم الذي تشنه على الشعب اليمني، يجب علينا أن نصرح دائما:
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام