بعد عودة فرسان المقاومة من كفريا والفوعة.. حزب الله يؤكد على الوفاء لمقاتليه

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

 

شهر تموز، شهر العزة والكرام و والنصر الإلهي، فمن تموز 2006 وقهر الآلة العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان إلى تموز 2018 وتحرير الجرود من الإرهاب التكفيري الصهيوني إلى نصر تموز يوم أمس.

 

بعد طول صبر وانتظار عاد 6 من فرسان المقاومة من مهمة الدفاع عن المظلومين في كفريا والفوعة بعد إتمام المهمة بتحرير أهلها الذين حوصروا إلى حدِّ الاختناق، عادوا غانمين شرف المشاركة في حماية أهل البلدتينِ الصابِرتين اللتين لامست نساؤهن السبي من الحقد التكفيري والصمت العالمي، مجددين العهد معهم رغم غيابهم عن الأهل والأحبة 3 سنوات بالعودة القريبة إلى الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء المجاهدين والأبرياء المدنيين والتي لن تزهر إلا نصراً في كل سوريا، وسيزول ببركتها كل الإرهابيين وداعميهم الحاقدين والإسرائيليين، وهو اليوم الذي يرونه بعيداً ويراه أهل القضية قريباً.

 

يوم أمس كان أشبه بعرس شهده لبنان أجمع، فمن عاصمة العروبة بيروت وضاحيتِها الأبية إلى صيدا وحارتها إلى جنوبه الحرّ احتفى بهم الأهل في احتفالات شعبية استذكَرت من سقطوا شهداءَ على أرضِ كْفَريا والفُوعة ودافعوا عن أسوار المدينتين أربعَ سنوات متتالية ومِن بينِهم الشهيد جميل فقيه (أبو ياسر).

 

استقبال مهيب

 

كانت الضاحية أولى محطات المهنئين للمجاهدين العائدين من بلدتي كفريا والفوعة، فكانت منطقة الصفير على موعد مع المجاهد وسام دولاني الذي كان في استقباله عدد من النواب وفي مقدمتهم النائب علي عمار.

 

بعد الضاحية الجنوبية، كانت بوابة الجنوب صيدا على موعد آخر من الاحتفالات والأعراس، حيث عاد المجاهد علي صالح إلى أهله في حارة صيدا متوجهاً بالشكر إلى عوائل الشهداء الذين بفضل أبنائهم “نحن نحيا الآن” حسب تعبيره.

 

ومن بعد صيدا، استقبلت قرية كونين الجنوبية المجاهد أحمد بشير الذي ذهب مباشرة الى ضريح أخيه الشهيد في روضة الشهيدين وقال من هناك: هذه المقاومة التي ضحت كل هذه التضحيات لا يمكن أن تهزم.

 

وكانت بلدة بدياس الجنوبية أيضاً على موعد في استقبال المجاهد محمد صفي الدين حيث قال عند وصوله للبلدة: “نحن نجدد العهد للقيادة الحكيمة في حزب الله إننا سنكون حيث يجب أن نكون وسنكون حيث هناك مظلوم للدفاع عنه”، وانتقلت الاحتفالات الشعبية أيضاً إلى بلدة قانا الجنوبية التي استقبلت المجاهدين محمد عطية وفضل حكيم العائدين، حيث قال عطية “نحن لا نستطيع أن نفي حق أهالي الشهداء والجرحى مهما فعلنا، ونحن جاهزون للدفاع عن أي مظلوم وفي أي وقت وفي أي مكان، بدوره قال المجاهد حكيم “كنا في كفريا والفوعة البلدتين اللتين كان أهلهما يدافعون عن أرضهم وعرضهم، وإننا دوماً سنكون حيث يجب أن نكون”.

 

وأكد المجاهدون الستة أنه بالرغم من الحصار المطبق الذي كان ينفذه التكفيريون على هاتين القريتين، وبالرغم من الهجمات الصاروخية والمفخخات التي كانت تتعرض لهما القريتان، لم تحل دون أدائهم التكليف ومواجهة الإرهاب تحت راية حزب الله، مسهمين بتسجيل ملحمة تاريخية عناوينها ثلاث:

 

1-الدفاع عن أعراض المؤمنين في كفريا والفوعة.

 

2-تثبيت سوريا في موقعها الطبيعي داعمة لمحور المقاومة.

 

3-وتحقيق هزيمة جديدة للمحور التكفيري في المنطقة.

 

حزب الله لا يترك أحداً خلفه

 

مشهد يوم أمس أكد المؤكد، بأن المقاومة الإسلامية لا تتنكر ولا تترك أي أحد خلفها من مجاهديها، أسيراً كان أو شهيداً أسر بيد الإرهابيين، وهذا الأمر شهدناه منذ عام 2000 بعد تحرير جنوب لبنان إلى أيامنا هذه، ففي عام 2000 وبعد تحرير الجنوب من العدو الإسرائيلي استطاع حزب الله تحرير عدد كبير من الأسرى المعتقلين عند الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى استرجاعه عدداً كبيراً من رفاة الشهداء الذين سقطوا في سبيل إنجاح هذا الطريق، ومنذ ذلك الوقت اعتمد حزب الله استراتيجية الإذعان والإكراه مع العدو، إسرائيلياً كان أو إرهابياً، وتجلّى ذلك في تموز من عام 2006 حين قام حزب الله بخطف وأسر جنديين إسرائيليين وأعلن السيد نصر الله على إثرها معادلة تبادل جديدة تهدف إلى تحرير الأسير سمير القنطار وأسرى آخرين من سجون العدو الصهيوني، ثم شملت ثلاثة مقاومين وقعوا في الأسر بيد جيش الاحتلال خلال عدوان الـ 33 يوماً، فضلاً عن جثامين الشهداء.

 

هذه الاستراتيجية طبّقت أيضاً في 27 تموز 2017، في معركة تحرير جرود لبنان الشرقية من الإرهاب التكفيري، والتي استطاع من خلالها حزب الله تحرير 8 أسرى له فضلاً عن 5 جثامين للشهداء، ليأتي نجاح يوم أمس بفك حصار أهلنا في كفريا والفوعة وعودة مجاهدينا إلى ربوع وطنهم ليؤكد أيضاً ثوابت المقاومة بعدم التهاون والتراخي إزاء جرحاه وأسراه وجثامين شهدائه.

 

اذاً هي حكاية نصر بعد نصر، ومن نصر إلى نصر، يكتبها مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، موفين بوعودهم بالوقوف إلى جانب المظلوم مهما كانت الظروف، مؤكدين على الهدف الأساسي وهو الحفاظ على المجاهدين الذين ما بخلوا بالعطاء صوناً لهذه المسيرة، فاستحقوا الوفاء والعهد وكان الوعد الصادق بتحريرهم مع اختلاف الوسائل والأساليب والأدوات.

قد يعجبك ايضا