مفاعيل مؤتمر وارسو تظهر في الحديدة: العدوان يواصل تعنته

موقع أنصار الله || صحافة محلية || المسيرة

ظهرت مفاعيلُ مؤتمر وارسو الذي انعقد في الرابع عشر من الشهر الجاري وجمع دولَ العدوان وحكومةَ المرتزِقة إلى جانب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، على موقفِ المرتزِقة من تنفيذ اتّفاق الحديدة بعدَما تعثر تنفيذُ المرحلة الأولى من المقترح الذي تقدم به رئيسُ اللجنة المشتركة الجنرال مايكل لوليسغارد، والذي كان يفترضُ البدءُ بتنفيذه، أمس الثلاثاء، لولا تمسّك ممثلي العدوان بشروطٍ سياسيّة مخالفة لنصِّ وطبيعة اتّفاق الحديدة الإنساني، في وقت أشادت الأممُ المتحدة بالتجهيزات من قبل قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة لإعادة الانتشار من مينائي الصليف ورأس عيسى والتي بدورها تنتظر ما ستسفرُ عنه جهودُ المبعوث الأممي مارتن غريفيث لدى دول العدوان للبدء بتنفيذ المقترح.

وفيما تمضي جهودُ الأمم المتحدة لإقناع دول العدوان بالتخلّي عن تعنتها وشروطها المتعلقة بالسلطة المحلية بالحديدة والتي تعد خروجاً عن نص الاتّفاق، قام نائبُ رئيس اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار يانز يونبرغ، أمس الثلاثاء، بتنفيذ زيارة إلى مينائي الصليف ورأس عيسى للاطلاع على تجهيزات الجيش واللجان لإعادة الانتشار بانتظار إعلان الطرف الآخر استعدادَه لإعادة الانتشار من مثّلث كيلو 8 وفقاً للمرحلة الأولى من مقترح لوليسغارد.

وقال وكيلُ محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد: إن نائبَ رئيس اللجنة المشتركة زار، أمس الثلاثاء، مينائَي الصليف ورأس عيسى النفطي للوقوف على الترتيبات الجارية لإعادة الانتشار وفق اتّفاق المرحلة الأولى وكان في استقباله نائبُ الرئيس التنفيذي لمؤسّسة موانئ البحر الأحمر والمسؤولون الأمنيون المحليون في الميناءَين.

وأشار وكيلُ المحافظة إلى أن الزيارة تأتي في للتأكّــد من جهوزية واستعداد الجيش واللجان الشعبيّة لإعادة الانتشار بانتظار اشارة البدء للتنفيذ، مضيفاً أن يونبرغ عبّر عن ارتياحه للاستعدادات والترتيبات الموجودة لإعادة الانتشار وأشار إلى استعداد الأمم المتحدة للقيام بالدور المنوط بها في هذه الموانئ وفق اتّفاق السويد.

وعبّر نائبُ رئيس اللجنة المشتركة خلال الزيارة عن ارتياحِه للتسهيلات المقدمة لفريق الأمم المتحدة من قبل السلطة المحلية بالمحافظة والمجلس المحلي بمديرية الصليف.

وعقب الزيارة، أوضح وكيل محافظة الحديدة في تصريحات خَاصَّـة لصحيفة المسيرة أن قُــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة باتت على أتمِّ الاستعداد لتنفيذ مقترح لوليسغارد، مشيراً إلى أن استمرارَ تمسك دول العدوان بضرورة الاتّفاق على السلطة المحلية هو السبب في تأخّر تنفيذ المقترح والذي سبق لرئيس اللجنة أن أكّــد للطرف الآخر أن شروطَهم سياسيّة تتنافى مع طبيعة ونص اتّفاق السويد كونه اتّفاقاً لأهداف إنسانية يسعى لتجنيب مدينة الحديدة الحرب لما لذلك من أثر سلبي للغاية سيؤدي إلى كارثة إنسانية في اليمن وهي الكارثة القائمة حالياً والتي في طريقها لتكون أكثرَ سوءً في حال عدم امتثال الطرف الآخر لنص اتّفاق الحديدة والبدء بتنفيذه.

أما دولُ العدوان التي اجتمعت قبل أيام بالكيان الصهيوني في مؤتمر وارسو فكانت هذه المرة أكثرَ صراحةً في التغبير عن نيتها عرقلة اتّفاق الحديدة، حيثُ أوعزت لحكومة المرتزِقة الإعلان، أمس الثلاثاء، رفض ما وصفتها “آلية الحوثيين للانسحاب من الحديدة” في إشارة إلى مقترح لوليسغار لإعادة الانتشار بمرحلتيه الأولى والثانية.

مَصْــدَرٌ سياسيٌّ في العاصمة صنعاء قال لصحيفة المسيرة إنه من المعروف أن معركةَ الساحل الغربي برمتها انطلقت من قبل العدوان لأهداف تتعلق بمصالح الكيان الصهيوني الذي اعترفت وسائلُ إعلامه الرسمية بعد مؤتمر وارسو أن الكيان الصهيوني عضو غير رسمي في تحالف العدوان وساهم في تدريب مرتزِقة للقتال في معركة الحديدة.

وأشار المَصْــدَرُ إلى أن عرقلة دول العدوان وتعنتها العلني ظهر بشكل أكبر بعد مؤتمر وارسو ما يشير على وجود تدخل إسرائيلي في الأمر وسعي من قبل الكيان لإفشال الاتّفاق عبر دول العدوان.

وكان وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد كشف في تصريحات يوم الاثنين لصحيفة المسيرة أن المرحلةَ الأولى من المقترح الذي تقدم به الجنرال لوليسغارد تنُصُّ على انسحاب قوات الجيش واللجان الشعبيّة من مينائي الصليف ورأس عيسى مسافة 5 كيلومترات وتحل مكانَها قواتُ الأمن المتواجدة حالياً في الحديدة مقابلَ انسحاب قوات الغزاة والمرتزِقة من مثّلث كيلو 8 إلى شرقي مطاحن البحر الأحمر مسافة كيلو متر واحد على نحو يسمحُ للقوافل بالوصول إلى المطاحن ونقل ما بداخلها من حبوب وتوزيعها كما كان يحدث في السابق من قبل منظّـمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف وكيل المحافظة، أن ممثلي الوفد الوطني وافقوا على المقترح وأبدوا استعدادهم الكامل لتنفيذه، مشيراً إلى أن ما يحولُ دون تنفيذ المقترح إلى حَـدّ الآن هو اشتراطُ ممثلي الطرف الآخر الذين أثاروا موضوع السلطة المحلية وأنهم لن ينفّــذوا المقترحَ إلا بعد الاتّفاق عليها.

وتابع وكيلُ المحافظة مشيراً إلى أن رئيسَ اللجنة الجنرال لوليسغارد قال لممثلي الطرف الآخر: إن موضوعَ السلطة المحلية غير وارد في نص اتّفاق السويد، مطالباً الطرف الآخر بعدم إثارته وتنفيذ المقترح بدون أية شروط خارجة عن نص اتّفاق الحديدة.

وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من المقترح كشف وكيلُ محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد لصحيفة المسيرة أنه ينُصُّ على انسحابِ الطرفين مسافة 30 كيلومتراً من مدينة الحديدة وتولّي قوات الأمن المحلية المتواجدة حالياً مسؤوليةَ تأمين المدينة، مشيراً إلى أن هذه المرحلةَ يُفترَضُ أن تبدأَ بعد التنفيذ الكامل للمرحلة الأولى من المقترح.

 

قد يعجبك ايضا