إغلاق مطار صنعاء الدولي جريمة حرب

موقع أنصار الله  || تقارير – خاص ||

مرت أربعة أعوام على العدوان الامريكي السعودي الاماراتي ضد اليمن وشعبه؛ وما زال هذا العدوان مستمرا بجرائمه ومجازره الوحشية بحق الأبرياء من النساء والاطفال في ظل وصمت دولي مريب ومفضوح، حيث ان الجرائم التي يرتكبها قوى العدوان في اليمن تعتبر بشهادة المنظمات الدولية “جرائم إبادة جماعية” يرتكبها هذا العدوان يوميا بحق أبناء الشعب اليمني.

قوى العدوان تستهدف البشر والحجر:

على مدى السنوات الأربع الماضية استخدمت قوى تحالف العدوان شتى انواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، واستهدف البشر والحجر وكافة مرافق البنى التحتية في اليمن بما فيها المنشآت الطبية والمطارات والموانئ، حيث قامت بتدمير مئات المستشفيات والمرافق الصحية وآلاف المدارس والمنشآت الجامعية ومئات الطرق والجسور وعشرات المطارات والموانئ ووسائل النقل، إضافة إلى شبكات الكهرباء والمياه، وامعن العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي في استهداف كل قطاعات الطيران المدني، وأبرزها المطارات والأجهزة الملاحية والتجهيزات الفنية والمعدات والاتصالات والرادارات وعربات الإطفاء وغيرها، حيث شنت طائرات دول العدوان منذ اللحظات الأولى لعدوانها على اليمن غارات مكثفة على مطار صنعاء الدولي البوابة الأولى لمواطني الجمهورية اليمنية.

وكذلك مطارات عدن وتعز والحديدة وصعدة، ومازالت تواصل استهداف وقصف المطارات اليمنية حتى اليوم، ووفقا لتقارير وزارة النقل بحكومة الانقاذ فإن الأضرار التي تعرضت لها المطارات بسبب العدوان شملت البنى التحتية و تعرض بعضها لتدمير كلي وإخراجها عن العمل والبعض الاخر تعرض لتدمير جزئي، حيث تسبب العدوان في تدمير مدارج الهبوط والمدارج الموازية والمرسى وصالات الركاب والمباني والأبراج وإتلاف أجهزة الهبوط الآلي والاتصالات ، إضافة إلى منظومات كاميرات المراقبة وشاشات عرض الرحلات وسيارات الإطفاء وبوابات التفتيش الأمنية وأجهزة تفتيش العفش والشحن ومنظومات اضاءة المدارج، كما بينت تقارير رسمية وحقوقية أن حجم الأضرار والخسائر التي خلفها العدوان الأمريكي  السعودي الاماراتي بقطاعات الطيران المدني والمطارات بلغت مليارات الدولارات.

وعمدت قوى تحالف العدوان إلى فرض حظر جوي على كافة الرحلات المدنية بما فيها رحلات الخطوط الجوي اليمنية مخلفا بذلك كارثة إنسانية كبيرة أدت إلى وفاة الالاف من المرضى بسبب منعهم من السفر للخارج للعلاج، وفي سياق ذلك، يعد استهداف العدوان وحصاره للمطارات المدنية اليمنية انتهاكا لسيادة الجمهورية اليمنية، ويتنافى ذلك مع كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية ذات الصلة.

حرب ابادة جماعية

منذ السادس والعشرين من مارس من عام 2015م، منذ بدا العدوان الغاشم والمستمر على الشعب اليمني؛ بلغ عدد الضحايا عشرات الالاف من المدنيين بحسب احصائيات متعددة، اضافة الى وجود أكثر من الألاف من الاشخاص المصابين بإعاقات دائمة وبحاجة ماسة للعلاج فى الخارج في ظل استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي الذي يمنعهم من السفر للعلاج، وكذلك منع إدخال الأدوية والمساعدات الانسانية الإغاثية الضرورية.

ويعد مطار صنعاء الدولي الشريان الرئيسي للجمهورية اليمنية والذي يخدم أكثر من ثمانية ملايين مواطنا وتسبب إغلاقه الى وفاة ما يزيد عن عشرة آلاف مريض كانوا بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج لتقلي العلاج.

إن استمرار فرض الحصار الجوي على مطار صنعاء الدولي من قبل قوى العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي، قد خلف مآس إنسانية صعبة ومعاناة فاقت الوصف، خاصة بعد وفاة الالاف من اصحاب الأمراض المزمنة وعرقلة سفر جرحى العدوان الى الخارج، وايقاف حركة التصدير والاستيراد الجوي خاصة للأدوية، إضافة الى ما لحق بالمطار من خسائر فادحة جراء القصف والحصار ، في ظل تقاعس واضح من قبل الأمم المتحدة والذي لا يتجاوز الشعور بالقلق.

إن إغلاق مطار صنعاء الدولي يعتبر جريمة حرب في سياق حرب الابادة على الشعب اليمني بكافة أطيافه، حيث تسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي بمعاناة شديدة لشريحة كبيرة من المواطنين حيث يوجد اعداد كبيرة من الجرحى والمرضى من كبار السن والنساء والأطفال الذين يرغبون بالسفر إلى مختلف دول العالم لأهداف إنسانية بحتة، لاسيما وإن هناك حالات مرضية حرجة تحتاج السفر للعلاج بالخارج بأسرع وقت ممكن، وخصوصا المواطنين القاطنين في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وعمران وحجة وريمه والمحويت وصعدة وذمار واب حتى يوفر عنهم عناء السفر الى مدينة سيئون او عدن، حيث لا يستطيعون السفر الى مطار سيئون او مطار عدن لأن حالتهم الصحية لا تتحمل السفر برا لمدة 24 ساعة، بالإضافة إلى ارتفاع كلفة تكاليف السفر والإقامة في مدينه سيئون وعدن للمواطن اليمني ذو الدخل المحدود، ناهيك عن الانفلات الامني في تلك المناطق الخاضعة للاحتلال وانتشار جرائم القتل والسجن والسلب والنهب بحق المواطنين من ابناء المناطق الشمالية بفعل النزعات المناطقي ة المقيتة، وكلها تؤدي الى موت ابناء الشعب اليمني.

إن إمعان العدوان في إغلاق مطار صنعاء الدولي قد فاقم من معاناة ابناء الشعب اليمني إلى حدٍ كبير، وبعيدا عن الخسائر المادية الكبيرة المترتبة على تدمير البنى التحتية للمطارات وخصوصا مطار صنعاء، فإن خطورة استمرار إغلاقه تتمثل في عدم تمكن الجرحى اصحاب الحالات الحرجة من السفر لاستكمال العلاج ومنهم من يموت نتيجة لذلك خصوصا مع استمرار الحصار وانعدام الأدوية، وصعوبة تنقلهم من وإلى اليمن هذه المعاناة انسحبت على حياة المواطن اليمني العادي الذي جعلته قوى العدوان من خلال استمرار اغلاق المطار يعيش في سجن كبير وذلك يظهر الهدف الحقيقي للعدوان والمتمثل في محاولة إذلال وتركيع الشعب اليمني الذي عجزت آلتهم العسكرية عن التأثير فيه بالذات ان التعويل على دور للأمم المتحدة لإعادة فتح المطار في ظل تقاعسها وتجاهلها المستمر صار ضربا من الخيال.

 

استمرار اغلاق مطار صنعاء وصمة عار في جبين الامم المتحدة:

إن استمرار الحصار الجوي على اليمن سيخلف مآس عديدة في الجانب الصحي على حد الخصوص ، حيث وصلت نسبة الوفيات في المصابين بالأمراض المزمنة الى أعلى مستوياتها على الاطلاق خلال الأيام الماضية بسبب انعدام الأدوية والمحاليل الطبية جراء الحصار الجائر الذي يفرضه تحالف العدوان السعودي الامريكي على البلاد منذ نحو اربعة اعوام، وبات الآلاف من ذوي الامراض المزمنة ومرضى الفشل الكلوي ومرضى القلب والكبد ونقص المناعة وغيرها من الأمراض المزمنة أمام خطر الموت المحقق ولربما يموتون يوميا وهو الأمر الذي سيمثل وصمة عار في جبين الإنسانية ونقطة سوداء في مسار العمل الإنساني على مستوى العالم الذي ظل متفرجا على العدوان وحصاره الغاشم وغير المبرر على الشعب اليمني دون أن يحرك ساكنا وبأن النداءات الإنسانية العاجلة التي أطلقتها وزارة الصحة ولاتزال حتى اللحظة لتوفير أدوية الأمراض المزمنة ورفع الحصار الجوي على البلاد للسماح للمرضى بالسفر للعلاج لم تجد آذانا صاغية لدى المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والإنسانية الفاعلة مما جعل المرافق الصحية تسلم للأمر الواقع ولم يعد بأيديها فعل شيء سوى مراقبة الآلاف من المرضى وهم يودعون الحياة أمام أنظار الجميع.

قد يعجبك ايضا