خصائص الرسالة الالهية

 

  • مشروع تنويري لإخراج الناس من الظلمات إلى النور

والرسالة الإلهية هي: مشروع تنويري لإخراج الناس من الظلمات إلى النور من خلال الرسول والقرآن؛ لأن الله جل شأنه رحمة منه بعباده وتكريماً لهم يستنقذهم من ظلمات الجهل وظلمات الضلال والخداع وظلمات الباطل بنوره الذي يكشف الحقائق ويبدد كل الظلمات قال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} ولذلك فمن أعظم مظاهر رحمة الله وتكريمه لعباده أن جعل لهم من نوره ما يكشف تضليل وأباطيل وخداع الظلاميين المضلين المخادعين, فكما جعل الشمس سراجاً وهاجاً منيراً كونياً تستفيد منه البشرية من نورها ودفئها وترى ما غطاه الظلام كما قال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}جعل الرسالة والرسول نوراً للقلوب وكاشفاً لظلمات الضلال, منيراً بالهدى والحق والحقيقة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}.

وبالقرآن الكريم تحرك الرسول (صلى الله عليه وآله) لإخراج الناس من الظلمات بتصحيح العقائد الباطلة والمفاهيم المغلوطة الظلامية إلى رحابة وضياء النور والهدى والحق كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}, وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.

  • تزكية للإنسان

ومن يتأمل الواقع العالمي يرى الضرر الكبير الذي لحق بالناس عموماً لغياب العدل واستحكام الظلم والطغيان, وما أكثر ما تعانيه كثير من الشعوب وبل معظم البشر على بقاع الأرض, ثم الرسالة الإلهية هي شاملة لمكارم الأخلاق وتزكية الإنسان ليكون عنصر خير في الحياة, وليقوم بمسؤوليته في الأرض على أساس من تلك الأخلاق والقيم.

 

هي الأقدر على كشف ظلمات جاهلية العصر

إن نور الرسالة الإلهية من خلال القرآن والرسول هو الأقدر على كشف ظلمات جاهلية العصر التي تقودها أمريكا بنزعتها الاستعمارية التسلطية وهمجيتها وطغيانها ومن يدور في فلكها من كل القوى الظلامية, وإن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون في هذا العصر إلى الوعي والبصيرة والنور, فما ضربها ولا أضر بها شيء مثل انعدام الوعي والبصيرة وظلام التضليل, وإن واجب القادة السياسيين وأصحاب القرار والتأثير في مجتمعاتنا المسلمة أن يكونوا متنورين بنور الله مستبصرين بهدي الله ومنطلقين من ثوابت, وواجب الجميع من الأتباع كذلك حتى لا يكونوا إمَّعة قابلين للتأثر بالارتباطات العمياء من دون هدى ولا نور, وكما ورد في الحديث النبوي عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): ((لا تكونوا إمّعة تقولوا إن أحسن الناس أحسنا وإن أساؤوا أسأنا ولكن إذا أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا)) وهنا نرى الخسارة الكبرى للأمة حين ابتعدت عن النور كيف خُدعت في جنح الظلام إلى هذه الدرجة, وكيف أصبحت محط سخرية وتلعب أعدائها بها.

إن الإنسان بدون نور الهداية الإلهية يعيش حالة من الجهل وعدم الإدراك للحقائق لدرجة فضيعة صوّرها القرآن الكريم في قول الله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}, وكما قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

  • تمثل مشروع النجاة بعد فشل الاتجاهات الضالة المحسوبة على الإسلام
  • قادرة على التغيير ومواجهة التحديات

 

 

إن الرسالة الإلهية بما فيها من قيم وأخلاق ومبادئ ونور ستبقى هي مشروع النجاة وملاذ الأمة بعد فشل كل الرهانات والاتجاهات الضالة والزيف المحسوب على الإسلام, وكما كان مسارها في حركة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) مساراً عظيماً ومتكاملاً غيّر الواقع تماماً آنذاك، الواقع المظلم بكل ما فيه من ظلال وجهل وتخلف وشتات وفرقة وانعدام للمشروع والهدف وبنى بناء متكاملاً في شتى مجالات الحياة, ولم يكن مساراً قائماً على الرهبانية ومنغلقاً داخل أسوار المساجد في عزلة عن الحياة والواقع, بل كان له نتيجته التي في مقدمتها الإطاحة بالظلم والفساد وإصلاح الواقع والقضاء على نفوذ وتسلط المجرمين في الجزيرة العربية, ثم التأثير في الواقع العالمي, وتجلى بوضوح في حركة النبي محمد عظمة وقوة الرسالة الإلهية وقدرتها على التغيير ومواجهة التحديات, وإذا أرادت الأمة اليوم تغيير واقعها وتصحيح وضعها فذلك مرتبط بعودتها الجادة الواعية إلى مبادئ وقيم وأخلاق هذه الرسالة, وإلى الرسول (صلى الله عليه وآله) قدوة تقتدي به وقائداً وأسوة والتعرف عليه وعلى مسيرته العملية وحركته بالرسالة الإلهية التي هي رحمة من الله للعالمين, وبالتمسك بها تحظى الأمة من الله بالنصر والعون والتأييد وتستعيد دورها الحضاري بين الأمم مقيمة للعدل متخلصة من هيمنة الطغاة والظالمين.

قد يعجبك ايضا