امريكا تقتل الشعب اليمني ..حقيقة لا جدال فيها
موقع أنصار الله / خاص / إعداد / احمد يحيى الديلمي
أصبح واضحاً ، كالشمس في كبد السماء أن أمريكا هي من تعتدي على الشعب اليمني وتقتلهم وترتكب ابشع المجازر الوحشية بحقهم وإن اختلفت الوسائل فيما مضى ، فهي كانت تقتلهم ، “وما زالت تقتلهم” عبر اداتها التي صنعتها المسماة بالقاعدة وداعش وعملائها طيلة المدة السابقة بعمليات انتحارية تارة ، وعمليات اغتيالات تارة اخرى ، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبتها بطائراتها بدون طيار ، وهي الان تقلتهم مجدداً بعدوانها الغاشم الذي اعُلن من واشنطن ولكن بصورة أكثر اجراماً ومجازر أكثر وحشية وبمراء ومسمع من الكل بلا استثناء غير مكترثة بالمواثيق الدولية وقوانين حقوق الانسان التي ضربت بها عرض الحائط.
من واشنطن كان إعلان العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني وحينها لم يكُن البعض مقتنعاً بأنه “عدوان أمريكي سعودي صهيوني” على الرغم من أن القيادة الحكيمة في اليمن اعلنت منذ الوهلة الاولى بأنه عدوان أمريكي بالدرجة الاولى ، حيث کشف قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اول خطاب له بعد العدوان ان هذا العدوان هو أمريكي صهيوني وما النظام السعودي وحلفائه سوى أدوات لتنفيذ مخططات «أمريكا وإسرائيل» التدميرية للمنطقة ، واشار الى أن هدف العدوان هو تنفیذ مشروع «أمريكي إسرائيلي» على ید النظام السعودی وداعش وحلفائهم يترجم مطماع «أمريكية إسرائيلية» لموقع الیمن الجغرافي وجزرة ، لا سيما وان «أمريكا وإسرائيل» لديهم مطامع في اليمن بموقعه الجغرافي الاستراتيجي.
فكانت الـيَـمَـنُ ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي الصهيوني ؛ كونها تتمتعُ بمواصفات الموقع الاستراتيجي الذي يمنح أمريكا امتيازات السيطرة على أهم مفاصل طرق التجارة الدولية ونقل الطاقة، مضافاً إليها مخزونَ الثروات الهائلة فيها، فتضمن بذلك أوراقَ الضغط على تجارة الصين الذاهبة إلَـى القارة الأفريقية والأوروبية ، كما تضمنُ بقاء دول أوروبا العظمى في دائرة التبعية لها، وبذلك تكون أمريكا صاحبة اليد العليا في التحكم بالمصير العالمي أمام أقوى الخصوم الدوليين ، بالإضافة الى احتلال باب المندب والشريط الساحلي الغربي لليمن لصالح العدو الاسرائيلي كما ان مدينة النور التي اعلن عنها ضابط المخابرات السعودي التي يريدون اقامتها من حضرموت الى جيبوتي هي أيضا لصالح كيان العدو الاسرائيلي ليضمن سيطرته على نفط الخليج والعراق ، و محاولتهم السيطرة على مأرب والجوف لما فيهما من ثروات طبيعية كبيرة ، وهذه الاهداف اصبحت واضحة ، وفوق كل ذلك هدف اساسي في القضاء على ثورة 21 سبتمبر وإفشالها.
وحاولت قوى تحالف العدوان ووسائل إعلامها ان تستخدم عناوین تضليلية لعدوانها على الشعب اليمني منها اعادة الشرعية المزيفة والحفاظ على الامن القومي العربي و.. الخ ، فجاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” لتكشف المكشوف وتوضح الواضح وتكشف حقيقة العدوان الأمريكي «الإسرائيلي» على اليمن .
فيما مضى كانت ذريعة العدوان اعادة الشرعية تلك التي قدمت استقالتها بإرادتها بعد ان استطاع الشعب الیمنی بثورة المباركة افشال مساعيها لتنفيذ مطامع «أمريكا وإسرائيل» في اليمن ، واليوم لم تّعد الشرعية عنوانا ولا حتى كلمة بعد ما قال كيري أن بلاده تدعم الحرب التي يشنها النظام السعودي في اليمن لمواجهة ما اسماه التمدد الحوثي؟ واتضح ماذا تريد امريكا ، حرب وقتل جماعي ومجازر وحشية وجرائم ابادة جماعية وانتهاك للقانون الدولي والانساني ، واصبح واضحاً أن الخائن هادي ومرتزقته والنظام السعودي لا يملكون قرار إعلان العدوان أو إيقافه ، فالعدوان اعُلن من واشنطن والأمريكان والصهاينة هم أصحاب الحل والعقد في العدوان.
إن قيام «أمريكا وإسرائيل» بشن العدوان الغاشم على اليمن ليس حرصاً منهم على “هادي ومرتزقته” ولا لسواد عيونهم وانما خوفاً من ثورة الشعب اليمني 21 سبتمبر ، التي مثلت بداية حقيقية للتحرر والاستقلال من هيمنة الطغاة والمُستكبرين بعد إن تجلى وبوضوح تام القلق الإسرائيلي من تلك الثورة المبُاركة والذي جاء على لسان رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” الذي أصدر تحذيراً إلى الكونجرس الأمريكي بشأن اليمن في الثالث من مارس الماضي تضمن خطورة سيطرة الثوار على مضيق باب المندب وتأثير ذلك على أمن “إسرائيل” على حد زعمة.
فالمشروع الثوري الذي حمله اليمنيين لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة عامة وفي اليمن خاصة أفقد الأمريكيين والصهاينة القدرة على السيطرة المباشرة على اليمن، فاستخدموا أوراقهم ورقة تلو الأخرى ، وبعد استنفاد أدواتهم الداخلية وتدميرهم الممنهج للمؤسسة الأمنية والعسكرية تحت مسمى الهيكلة للقضاء على هذه المؤسستين الوطنيتين دشنوا عدوانهم على اليمن بأدواتهم الإقليمية من خلال النظام السعودي وحلفائه وداعش.
ولأن ما يجري في اليمن هو ثورة شعب ضد الوصاية الأمريكية بالأساس، فلم تجد أمريكا من سبيل لإخماد تلك الثورة إلا بشنها العدوان الأكثر دموية على اليمن وشعبة ، فأمريكيا من يتولى إخماد الثورة اليمنية بعد أن شعرت بأن الثوار اليمنيين الذين رفعوا منذ بداية ثورتهم شعارات الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل اصبحوا قوة كبيرة قادرة على اداء دور مؤثر على «أمريكا وإسرائيل»
وبات واضحاً أن العدوان على اليمن له خلفياته التي تدل على انه عدوان خارجي مخطط له مسبقاً ، حيث اعلن العدوان من واشنطن وسبقته ارهاصات ومخاوف للعدو الاسرائيلي من ثورة 21 سبتمبر اليمنية ، وهذا ما اكدته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية حين قالت ان استيلاء من أسمتهم بـ المتمردين الحوثيين على اليمن دق جرس الإنذار على إسرائيل ، ولم يكن خافياً ما قاله رئيس أركان العدو الصهيوني السابق «بيني غانتس» قبل عدة أشهر أن باب المندب والطرق البحرية هي أشد إقلاقا على إسرائيل من البرنامج النووي الايراني ، ليتلوه بعد عدة اسابيع زحف بري وقصف بحري وجوي على باب المندب من قوى الغزاة على اليمن.
لقد كان يبرر البعض أن مشاركة أمريكا تقتصر على تقديم المعلومات الاستخباراتية فقط وبعض الدعم اللوجستي الا ان ذلك اتضح بشكل واضح، واخذ طابعاً أبعد من مجرد الدعم اللوجستي والاستخباراتي الى المشاركة الفعلية في العدوان ، والشواهد على ذلك كثيرة لتأكيد المؤكد أنه عدوان أمريكي صهيوني ومنها :
• اعُلن العدوان على اليمن من واشنطن على لسان سفير السعودية آنذاك «عادل الجبير» الذي صرح فيما بعد أنه يتم التنسيق مع الامريكان دقيقة بدقيقة في عدوانهم على اليمن ، بعد إن اكد بأن العدوان على اليمن «عاصفة الحزم» جاءت بعد أشهر من التشاور مع الولايات المتحدة الأميركية.
• اشارت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، انه في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء 25 مارس / اذار الماضي ، نشر البيت الأبيض بياناً جاء فيه: “لقد أعطى الرئيس أوباما إذناً بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن”.
• في 30 مارس / اذار 20015م أي بعد بدء العدوان على اليمن بأربعة أيام ، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي يستعد لتوسيع مساعدته إلى السعودية في حملتها الجوية ضد اليمن، من خلال توفير المزيد من المعلومات الاستخبارية، والقنابل ومهمات التزوّد بالوقود في الجو للطائرات التي تنفّذ الغارات هناك ،كما كشفت صحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بقائمة الأهداف، وذلك في تقرير لها نقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن المخططين العسكريين الأمريكيين يستخدمون المعلومات الاستخباراتية والصور الحية التي توفرها طلعات المراقبة الجوية على اليمن لمساعدة النظام السعودي في تحديد الهدف ومكانه وموعد قصفه” ، ويتم توفير مثل هذه الأشرطة المصورة عبر طائرات أمريكية بدون طيار.
• صحيفة فورين بوليسي الأمريكية نشرت تقريراً في الـ20 من نوفمبر 2015م تقريراً يكشف عن طبيعة الدعم الأمريكي للسعودية ضد اليمن تحت عنوان: السعودية تخوض حرباً بمساعدة الولايات المتحدة ، حيث كشفت الصحيفة عن معلومات عن دعم عسكري أمريكي كبير للنظام السعودي في عدوانه على اليمن شمل تنفيذ 471 طلعة جویة لنحو أربعة آلاف ساعة ، وقالت المجلة في تقرير لها عن اليمن نشرته أن بدء إقلاع الطائرات الأمريكية لدعم عمليات العدوان العسكري على اليمن بدأ في الخامس من شهر إبريل الماضي، أي بعد أقل من أسبوعين على بدء العدوان السعودي ، وأشارت فورين بوليسي في تقريرها إلى أن أغلب الطائرات المستخدمة في العدوان على اليمن أمريكية الصنع، وتستخدم ذخائر أمريكية الصنع فی المقام الأول، وتم تعزيزها مؤخراً بسلاح وعتاد بقیمة 1.29 ملیار دولار، كما لفتت المجلة إلى توقيع صفقة سلاح امريكية مع السعودیة بقیمة 1.29 ملیار دولار، وشملت 22 ألف قنبلة وألف قنبلة محسنة موجهة باللیزر، وأکثر من خمسة آلاف طقم من المعدات التي يمكنها تحويل القنابل القدیمة إلى قنابل موجهة عن بعد.
• وفقاً لمسئولين أمريكيين صرحوا لوكالتا رويترز واسوشييتد برس بأن الولايات المتحدة الأمريكية تزود الطائرات المقاتلة السعودية بالوقود الجوي ، بالإضافة الى أن وزارة الدفاع السعودية سبق وإن أعلنت أن فرق البحث والإنقاذ الأمريكية على متن طائرة هليكوبتر من طراز “إتش إتش – 60″ التي أقلعت من قاعدة في “جيبوتي” أنقذت طيارين سعوديين في خليج عدن.
• اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها حول انتهاكات السعودية في عدوانها على اليمن، أنه توجد أدلة ذات مصداقية عالية تؤكد على أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع أمريكا ، واوضحت المنظمة الدولية أن حياة الكثير من المدنيين تعرضت للخطر اثر استخدام مثل هذه القنابل من قبل النظام السعودي، مشيرة إلى أن السعودية وأمريكا تضربان القانون الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية ، وطالبت منظمة هيومن رايتس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالعدول عن قرارها بيع السعودية صواريخ بقيمة أكثر من مليار دولار، وقال نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جو ستورك- في بيان: “إن الحكومة الأمريكية على علم جيد بالضربات العشوائية التي نفذها التحالف بقيادة السعودية، وأدت إلى مقتل المئات من المدنيين في اليمن منذ مارس الماضي” ،واكد ستورك أن تزويد السعودية بالمزيد من القنابل في هذه الظروف سيسبب وفيات أكثر في صفوف المدنيين، وستكون الولايات المتحدة مسئولة عنه ،فالقنابل أمريكية الصنع والضباط الأمريكيون والبريطانيون متواجدون في “غرفة القيادة”.. أي أن حكومتي واشنطن ولندن شريكتان 100% في الجرائم الهمجية المقترفة ضد اليمن وشعبه بواسطة الأداة الوضيعة المسماة أنظمة عربية عميلة ومجرمة!
• في ختام لقاءاته مع نظيره البريطاني “فيليب هاموند” والأمريكي “جون كيري” في لندن ،اكد وزير خاجية النظام السعودي “عادل الجبير” عرقلة السفير الأمريكي للمفاوضات بحسب التقارير التي صدرت عن الوفود اليمنية في جنيف2 حول عرقلة السفير الأمريكي للمفاوضات ورفض تمديدها ، وكشف عن وجود ضباط أمريكيين وبريطانيين ومن دول أخرى في غرفة قيادة العمليات العسكرية في اليمن، ما دفع بمجلس العموم البريطاني لاستجواب رئيس الوزراء “ديفيد كاميرون” بسبب المشاركة في الحرب الوحشية التي تقودها المملكة العربية السعودية على اليمن منذ عشرة اشهر.
يكذب على نفسه من لا يزال يظن أن أمريكا لا تشارك في العدوان على اليمن ، لا سيما وإن “كيري” لم ينتظر طويلاً لتأكيد ذلك بعد إن أقرّ بمشاركة بلاده في العدوان على اليمن، واستمرارها في تقديم الدعم والإسناد للنظام السعودي وحلفائه ، ما يؤكد أن العدوان على اليمن هو قرار أمريكي بالدرجة الاولى لقتل الشعب اليمني وارتكاب ابشع المجازر الوحشية بحقة.
وباختصار فإن ذلك هي خلاصة ما تريده امريكا واسرائيل في اليمن ، ويدرك ابناء الشعب اليمني ذلك جيداً ويقوموا توجيه العداء والسخط لكل من يرتكب المجازر بحق اليمنيين وهم امريكا واسرائيل وبريطانيا وان ينكونوا على مستوى عالي من الوعي والبصيرة بالمؤامرات على اليمن لأن قوى العدوان وإعلامه يحاولون استغفال الناس عن حقيقة هذه الاهداف وغيرها باختلاق مواضيع تافهة وسخيفة كالشرعية ودعم الحكومة ووو…..الخ .
وصدق الكاتب حين قال
أعوذ بالله من أمريكا الرجيم..
رفض إبليس السجود لآدم ، لكن الأمريكي قتل آدم ، وأفسد العالم .. فمن الشيطان الأكبر؟
أمريكا عصارة شيطنة البشر ، والصورة المتقدمة لمجموع الشر ، في حضرة رعاة البقر..
إبليس العصر ، لم يعد عارياً قبيحاً يسكن المرحاض ، إنه اليوم جداً متأنق في أجنحة البيت الأبيض ، كما لم يعد يوسوس لك لتشرب كوبا من النبيذ ، إنه يسقيك دمك ، بينما يتوضأ بدماء الشعوب ويصلي للحرية..!
الموت لأمريكا.. فضيلة لا تكفي !