السيد نصر الله: أغلى ما بين المقاومة وجمهورها هو هذه الثقة المتبادلة
موقع أنصار الله – لبنان– 25 رجب 1441هـ
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان “أغلى ما بين المقاومة وجمهورها هي هذه الثقة المتبادلة”، واضاف “لذلك مسؤوليتنا الانتباه لهذه النقطة لان هناك معركة على وعي الراي العام وعلى الثقة الكبيرة التي تستند عليها المقاومة بمواجهة الاسرائيلي وتحضر بالساحات وتدافع عن الوطن وتواجه المشاريع الاميركية والاسرائيلية والخطر الارهابي، ولذلك تعنينا ابتسامة هؤلاء الناس ودمعتهم”.
وقال السيد نصر الله في كلمة له مساء الجمعة “ما حصل خلال الايام الماضية بخصوص العميل عامر الفاخوري، يدفعنا للحديث عن هذا الامر نتيجة ما بث من اخبار وشائعات وتحليلات حول هذا الامر”، وتابع “أيضا نتكلم احتراما للراي العام والتوجه الى جمهور المقاومة بالتحديد لانه المستهدف منذ سنوات في صبره وثباته”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “منذ اللحظات الأولى لإخلاء سبيل العميل الفاخوري تم استهدافنا والتركيز علينا”، وتابع “نحن لا علم لنا بوجود صفقة خلف اطلاق سراح العميل الفاخوري”، واضاف “الضغوط الاميركية بدأت منذ وصول العميل الفاخوري الى لبنان على معظم المسؤولين”، وذكر انه “وجهت تهديدات مباشرة على كل من يقف في وجه إطلاق سراح العميل وتهديد بالعقوبات المتنوعة ووقف المساعدات للجيش اللبناني”.
واشار السيد نصر الله الى ان “التعاطي بقضية مثل قضية هذا العميل نحن نتعاطى معها على اساس ماذا سنقول لله قبل ماذا سنقول للناس”، وتابع “في مثل هذه القضايا مع غيرنا من ابناء المقاومة نحن الذين قتلنا وسجنا وعذبنا”، وتابع “هناك من طرح معنا مسألة وجود ضغوط وهل بالامكان ان يكون هناك مخارج، لكن جوابنا كان واضحا ان هذا منحى خطير وسيفتخ الباب امام الاميركي على كل ما له علاقة باللبنانيين في المستقبل”، وتابع “الاميركي سيحاول الضغط في مسائل كثيرة سواء في ترسيم الحدود او في تعيينات معينة وغيرها من الامور، وحصلت عملية التهريب من عوكر بالشكل الذي شاهده الجميع”.
واكد السيد نصر الله “نحن لم نتعرض لاي ضغوط ولم نحرج من اي فريق سياسي لبناني، مع تقديرنا لحجم الضغوط التي كانت على بعض المسؤوليين في مختلف المجالات من قبل الاميركي لاتخاذ القرار باسقاط التهم عند العميل الفاخوري”، وتابع “انا كنت واضحا مع كل من سأل، قلنا هذه قضية انسانية واخلاقية وسيادية والمطلوب موقف لله وللاخرة وحتى مصلحة الدنيا تقضي ذلك ولا يجوز هذا النوع من الضغوط واتخاذ قرار من هذا النوع”، واضاف “كل قاضي كان سيصمد امام هذه الضغوط كان يجب علينا تقديم الحماية له من قبل الدولة اللبنانية”، ولفت الى ان “معلوماتنا كانت انه لن تعقد مثل هذه الجلسة وقد سمعنا كغيرنا من الاعلام به وقد اصدرنا بيانا حول الامر وقد حصلت الجهود لمنع سفره وقد صدر قرار قضائي يمنع السفر وآخر بتمييز الحكم”.
وشدد السيد نصر الله على ان “حزب الله رفض منذ اليوم الاول اسقاط التهم عن هذا العميل وسعينا كل جهدنا ليصدر الحكم انصافا للمظلومين”، وتابع “لم نظهر اي علامة قبول او رضى او قبول امام اي احد لاننا نحن جزء من اولياء الدم”، وتابع “لو كان اي شي خلاف هذا قد حصل ، نملك الجرأة بالحديث مع الناس حول ذلك، ولو كنا قد اخطأنا او استعجلنا لكنا قد قلنا ذلك”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “قضية الفاخوري قضية كبيرة فيها الكثير من العبر والاستنتاجات”، واشار الى ان “المعركة لم تنته وهذه القضية جزء من تفصيل هذه المعركة التي كانت قائمة وما زالت”، وتابع “البعض طرح تساؤلات عن امكانية عقد صفقة مع الثنائي الشيعي حول ذلك ، وانا أجزم ان حركة امل لم تعلم بذلك كما نحن لم نعلم الا من الاعلام”، واكد ان “لا علم لنا بوجود صفقة خلف اطلاق سراح العميل بل ما نعلمه عدم وجود صفقة”، واضاف “البعض يحاول الجواب على هذا التساؤل على الشبهة فقط، لذلك يعقل ويمكن ان يصدر الحكم بدون علمنا وهذا ما حصل”، واوضح ان “هناك شبهة عمل عليها العدو ولكن للاسف عممها الخصم وبعض الاصدقاء اخذوا بها، والشبهة تقول ان السلطة في لبنان بيد حزب الله، والبعض يعلم ان هذا كذب ولكن لانه جزء من المعركة ضدنا يواصل في هذا الامر”، ولفت الى ان “بعض المسؤولين والوزراء اصدقاء لحزب الله ولكن ليسوا تابعين”، واوضح ان “التوصيف الدقيق ان حزب الله هو قوة سياسية له حضوره ولكن في الداخل اللبناني هناك قوى سياسية تأثيرها اكبر من تأثير حزب الله”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الاسرائيلي يقول ان الدولة والحكومة هي حكومة حزب الله بهدف تقييد المقاومة”، وتابع “من يصر على تحميلنا مسؤولية قضية العميل فاخوري وبذلك يصر على ان يكون في جبهة العدو”، واضاف “البعض طرح انه يجب ان يقوم حزب الله بـ 7 أيار جديد وهذا انتقاص للحقيقة لان المقاومة لم تقم بذلك من اجل مسؤول في امن المطار وانما لان الحكومة وقتها اخذت القرار بنزع سلاح الاشارة من المقاومة”، وسأل “هل المطلوب ان نقوم بسبعة ايار من اجل العميل الفاخوري، وهذا يعني صدام مع القوى الامنية المولجة بحماية الفاخوري”، ولفت الى ان “البعض طرح ان حزب الله كان يجب عليه ان يقوم بمنع نقل العميل الى السفارة الاميركية، هل مصلحة البلد القيام بذلك ان نقيم كمينا لهذا العميل والاصطدام مع القوى الامنية ونفس الامر لمن طرح مسألة اسقاط الطائرة التي نقلته، وغيرها من الطروحات نقول هل هذه هي مصلحة البلد والمقاومة، هل نقوم بحرب كونية من اجل هذا العميل؟”.
وقال السيد نصر الله “البعض طرح مسألة اسقاط الحكومة التي شكرها ترامب، رغم ان الحكومة مجتمعة لم تكن تعلم بما سيصدر عن المحكمة العسكرية”، وتابع “طرح العديد من النظريات الاخرى، لكن هل هذه الطروحات مجدية بينما هي افكار لا تقدم ولا تؤخر في هذه القضية ونحن لا نجد مصلحة وطنية وللمقاومة بها”، واضاف “نحن لا نعمل بالمزاج والانفعالات بينما نحن حزب سياسي له قضية ورؤية ونظام اولويات ونقاش ودراسة وهذا حزب لا يقوده فرد بل يحصل نقاش ومن يفترض ان بالهجهة الاعلامية وبالشتائم او بالاحراج يمكن ان يأخذنا الى خيارات غير متناسبة مع الرؤية والاولويات هو مشتبه ويضيع وقته”، واكد انه “البعض بدل لن يهاجم الاميركي ومن ارتكب الجرائم يذهب ليهاجم الضحية”، ولفت الى ان “كل من يسكت عن المعبر غير الشرعي الذي هرب به العميل الفاخوري لا يحق لهم بعد الىآن التحدث عن المعابر غير الشرعية، يجب ان يخجلوا من انفسهم”، واوضح ان “الاميركي خالف قرارات القضائية وانتهك السيادة ، العنجهية الاميركية هي ما يجب ان نصب الغضب عليها”.
واشار السيد نصر الله الى ان “في لبنان هناك من التزم فعلا بالقانون والدليل ان العميل لم يخرج من المطار لان هناك جهاز امني رفض الانصياع للضغوط كما فعل العديد من القضاة والمسؤولين”، واكد ان “لبنان لم يصبح تحت الهيمنة الاميركية بالكامل بل هناك من ينصاع للضغوط وهناك من يعمل لصالح الاميركي ايضا”، وتابع “لا يجب الانصياع للرغبة الاميركية تحت حجة التهديد وهذا يجب الانتباه له لاحقا”.
وقال السيد نصر الله “قضية العميل الفاخوري يجب ان تتابع قضائيا وهذا هارب ومطلوب للقضاء اللبناني ولا يجب ان يغلق الملف وان المسؤولية سقطت عن القضاء والدولة في لبنان ولما لا تطرح مسالة ملاحقته دوليا إن امكن”، وتابع “انا اطرح ما حصل في لبنان امام لجنة تحقيق، وليس فقط رئيس المحكمة اخذ القرار وانما ايضا الاعضاء لان القرار اتخذ بالاجماع، ومع ذلك لم نحكم عليهم بل يجب طرح الامر على لجنة تحقيق لان ما جرى خطير وكبير وفيه اساءة للبنان”.
ولفت السيد نصر الله إلى ان “العدو يحاول ان يستغل اي شيء ضد المقاومة، لكن الامر مع الاصدقاء يختلف لان إن كان لهم ملاحظات يمكن طرحها بيننا وبينهم والتعاطي بأخلاق بدون أي اساءة، وهذا ما حصل مثلا بيننا وبين حركة امل”، وتابع “قبل طرح الامر بالاعلام يفهم كل التفاصيل وان كان لديه اي نصيحة نحن نقبل ذلك وايضا نقبل الاقتراح والانتقاد بالعلن، لكن هناك حدين لا يجب تجاوزهما، احدهما التخوين والتشكيك بالمقاومة والحد الثاني الشتيمة والكرامة ونحن لا نقبل من الصديق الاهانة ونحن نقدم الدماء من اجل الكرامة ومن يتجاوز حدود الاخوة والاحترام فليخرج من تحالفنا وصداقتنا”، وأضاف “أقول لجمهور من يتجاوز هذين الحدين اخرجوه من دائرة الاصدقاء وانه من اهل البيت”، واوضح “نحن حريصون على كل الاصدقاء والاخوة ولكن نتمنى ان يكونوا واقعيين ويتفهموا ولا يتجاوزوا الحدين الذين اشرت اليهما”، واكد ان “هذه المقاومة هي أشرف وأعقل مقاومة”.
وعن وباء كورونا، وقال السيد نصر الله “كل المعيطات في العالم تقول ان الامر سيأخذ بضعة اشهر، قد يتلطف الله على الناس ويبعد هذا المرض عنهم ولكن نحن علينا ان نتعاطى مع الواقع، يعتقد اننا امام معركة كبيرة وطويلة”، ودعا “للتشدد بالاجراءات والعزل في المنازل الا من كان مضطرا ويجب النهي عن التخلف بالاجراءات وهذه مسؤولية الجميع يمنع انتشار المرض”، وتابع “سبق ان قلنا اننا لا نمانع اذا فرضت الحكومة حالة الطوارئ ومع ذلك الحكومة ذهبت بالتجاه التعبئة العامة، وبخصوص عزل بعض المناطق، البعض تحدث بشكل طائفي ولذلك اقول للحكومة اعزلوا اي منطقة ترون انها بحاجة لذلك ولو كانت شيعية وللاسف هناك من يحاول الحديث بشكل طائفي في هذا المجال وهذا مخزي”.
وطالب السيد نصر الله “في ملف السجناء يجب معالجة الامر خاصة بظل كورونا والاكتظاظ في السجون”، وتابع “اذا كان اليوم من الممكن متابعة موضوع العفو العام ولكن اليوم هناك بعض الدول قامت باجراءات معينة”، واضاف “يجب القيام ببعض الاجراءات والمخارج للسجناء وهذه مسألة انسانية”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “في الملف الاجتماعي يجب التشديد على موضوع التكافل الاجتماعي، اذا البعض يستطيع تاجيل استفاء الديون لبعض الوقت فهذا امر جيد”، وشكر “كل الجمعيات والقوى التي تقوم بالعمل الخيري”، وتابع “أيضا ندعو الى الاقتصاد في الانفاق ويجب ان نعتبر انفسنا في حالة حرب”، جدد التأكيد ان “حزب الله يضع كل تشيكلاته في مختلف المجالات في تصرف الدولة، وهذه المعركة نخوضها على كل الارض والساحة اللبنانية وجاهزون للتواجد في كل نقطة نقدر ان نقدم فيها الخدمة والمساعدة”، وشدد على ان “كل شباب حزب الله من احتاج الى الاجراءات والعزل المنزلي او الفحص الدوري قمنا به ونحن نفعل ذلك انطلاقا من المسؤولية الانسانية والشرعية الوطنية الاخلاقية”.
وقال السيد نصر الله “كل العالم اليوم يقول هذه حرب كونية وعالمية وبعض الجهات ما زالت تتصرف بعنصرية وبلاخلاقية ولا انساني”، ولفت الى ان “التعاطي بلاانسانية يتم مع قطاع غزة والاسرى في سجون العدو الاسرائيلي، وايضا اليمن الذي ما زال تحت الحرب في ظل الحرب على الكورونا حيث الحصار على اليمن مستمر اليست هذه جرائم ضد الانسانية”، واضاف “ايضا في ايران الدولة والشعب تكافح ضد كورونا في ظل الحصار والعقوبات”، وسأل “أما آن لهذا المجرم العنصري ترامب لرفع العقوبات عن المعدات الطبية لواجهة وباء كورونا”، وختم “ترامب كل يوم يثبت انه ليس من الجنس البشري فهو يريد فقط اللقاح لاميركا، وايضا يريد استغلال اللقاح من اجل المال والانتخابات المقبلة”، ولفت الى ان “ترامب يريد ادخال كورونا بالحرب مع الصين”، وشدد على ان “الجميع عليه مسؤولية في رفع الصوت عن اهل غزة وفلسطين والاسرى في السجون وعن اليمن بمواجهة العدوان و85 مليون من الشعب الايراني يعانون من الحصار الاميركي بمواجهة كورونا”.
من جهة ثانية، أشار السيد نصر الى بعض المناسبات الدينية وغير الدينية، وتابع “في مثل هذه الايام والليالي ذكرى المبعث النبوي الشريف وذكرى الاسراء والمعراج وايضا عيد الام وبدء السنة الجديدة لمن يعتمد التقويم الشمسي وبينهم الشعب الايراني، وهي مناسبات للتبريك، اما ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم وهي مناسبة للتعزية”، وأمل ان “يدفع الله الاخطار عن كل الناس والشعوب”.
المصدر: موقع المنار