بعد 5 سنوات من العدوان البربري السعودي؛ محافظة الجوف تعود إلى أحضان صنعاء

|| صحافة ||

تقع محافظة الجوف العائمة على الكثير من آبار النفط شمال شرق العاصمة صنعاء و تبعد عن العاصمة مسافة 143 كم و تتصل هذه المحافظة الصحراوية بمحافظة صعده المقر الرئيسي لحركة “أنصار الله” من الشمال، وصحراء الربع الخالي من الشرق، وأجزاء من محافظتي مأرب وصنعاء من الجنوب، ومحافظة عمران من الغرب. وقبل حوالي خمس سنوات وبالتحديد في 26 مارس/آذار 2015، قررت السعودية إنشاء تحالف دخل في عملية عسكرية حملت اسم “عاصفة الحزم” لشن حرباً عبثية على كافة أبناء الشعب اليمني للسيطرة على أبار النفط اليمنية متذرعه بأنها تريد إعادة شرعية الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وبالفعل تمكنت قوات تحالف العدوان السعودي من بسط سيطرتها على الكثير من المحافظات والمدن الجنوبية والشرقية وكانت محافظة الجوف إحدى المحافظات التي كانت قابعة تحت إحتلال هذا التحالف الغاشم منذ خمس سنوات.

وعلى هذا الصعيد، كشفت العديد من التقارير الميداني أن قواعد اللعبة وموازين القوى في الساحة اليمنية تغيّرت خلال الايام الماضية، خاصتا عقب قيام قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقته بخرق الكثير من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في عدد من المدن والعواصم العربية والاوروبية. ولفتت تلك التقارير الميدانية إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من تطهير مناطق واسعة من محافظة الجوف الواقعة في شمال شرق اليمن وتمكنوا أيضا من التقدم من المحور الجنوبي الغربي لمحافظة الجوف والوصول إلى بعض المديريات الحدودية مع محافظة مأرب، وأكدت هذه التقارير أن العمليات العسكرية التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية ضد عناصر مرتزقة العدوان السعودي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة في عدد من المحاور. ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد شنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية هجمات واسعة النطاق ضد مرتزقة تحالف العدوان السعودي وتمكنوا من السيطرة على مدينة “الحزم”، عاصمة محافظة الجوف، وأجزاء واسعة من هذه المحافظة بعد قتال واشتباكات عنيفة.

ووفقًا لبعض المصادر الميدانية، فلقد تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطهير عدد من مديريات محافظة الجوف من مرتزقة تحالف العدوان السعودي وتمكنوا أيضا خلال تلك العمليات العسكرية من قُتل وجُرح العشرات من المرتزقة السعوديين ولفتت تلك المصادر الميدانية أن المئات من مرتزقة تحالف العدوان السعودي فروا إلى الصحاري الشرقية الوقعة بين محافظة الجوف ومحافظة مأرب. وبتطهير مدينة الحزم من مرتزقة تحالف العدوان السعودي، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من السيطرة نارياً على المناطق والقرى المجاورة، بما في ذلك قرى “السدباء والهيجة والفضايا والزهران والعصلات والديمة وخربة همدان والضمام وزيلان والسلمات”. كما تمكنت قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطهير عدد من القرى والبلدات الواقعة في الضواحي الشرقية والجنوبية الشرقية لمدينة الحزم، بما في ذلك قرى “الخيرات وشقب وفرحاش”، وتمكنوا أيضا من طرد مرتزقة تحالف العدوان السعودي من تلك المناطق والوصول إلى جبال “قرن شيحاط” الاستراتيجية.

ووفقًا لمصادر ميدانية، وبالتزامن مع قيام قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية خلال الايام القليلة الماضية بالتقدم على المحور الجنوبي الغربي لمحافظة الجوف وتحرير مدينتي الحزم والغيل، قام تحالف العدوان السعودي بسحب عدد كبير من قادة المرتزقة وضباط المخابرات السعوديين وعدد كبير من المعدات العسكرية الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والأفراد وغيرهم إلى الصحارى الشرقية لمحافظة الجوف والقريبة لمحافظة مأرب. الجدير بالذكر أن محافظة الجوف تقع في شمال شرق اليمن على الحدود مع محافظة نجران التابعة للمملكة العربية السعودية، ولا يزال 70 ٪ من أراضي هذه المحافظة الصحراوية الكبيرة، بما في ذلك صحاري “الاجاشر وقاعدة الخنجر والمهاشمة، وغيرها” تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي.

وفي سياق متصل، اعلن خلال الايام القليلة الماضية مصدر عسكري يمني أن سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على مدينة “الحزم” يأتي بمثابة تأمين محافظة الجوف الحدودية مع السعودية عسكرياً. وأفاد  المصدر العسكري بأن استعادة مدينة “الحزم” مركز محافظة الجوف جاء بعد عملية عسكرية ومواجهات عنيفة مع قوات تحالف العدوان السعودي وقوات المرتزقة التابعة للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي”. ولفت المصدر  إلى أن سيطرة القوات المسلحة على مدينة “الحزم” يعني تأمين محافظة الجوف الحدودية مع السعودية عسكرياً.

وعقب كل هذا الانتصارات التي تمكن أبطال الجيش واللجان  الشعبية اليمنية من تحقيقها في كثيرِ من المناطق والمديريات التابعة لمحافظة الجوف، أعرب مستشار الرئيس اليمني المستقيل ورئيس الوزراء السابق للحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض، الدكتور “أحمد عبيد بن دغر” في سلسلة تغريدات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على محافظة الجوف أخيراً قد تغّير موازين القوة العسكرية بصورة نهائية في المعركة لصالح قوات “أنصار الله” محليا وإقليميا. وأضاف “أحمد عبيد بن دغر”، أنه إذا تعاملت الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وتحالف العدوان السعودي الإماراتي بشأن السيطرة على الجوف كما تم التعامل مع سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على منطقة “نهم”، فإن ذلك سيعني نهاية دور التحالف في اليمن. وأقر رئيس الوزراء اليمني السابق بوجود انقسامات وعداءات داخل الحكومة اليمنية القابعة في فنادق الرياض وتحالف العدوان السعودي الإماراتي.

وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية أنه قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تواصل تقدمها وإحراز انتصارات ميدانية كبرى على طريق استكمال تحرير محافظتي الجوف ومأرب، ضمن المرحلة الثانية من عملية “البنيان المرصوص” عقب رفض سلطة مأرب للمبادرة التي قدمتها حكومة الإنقاذ الوطنية في صنعاء. وأكدت تلك المصادر الميدانية أن الانتصارات في محافظة الجوف تجاوزت تحرير مدينة “الحزم” عاصمة المحافظة والوصول إلى ما بعد منطقة “اللبنات” وتطويق مدينة مأرب، آخر معاقل قوات تحالف العدوان والغزو والاحتلال ومرتزقتهم، لتغدو المدينة على مرمى 7 كيلو مترات فقط من التحرير. وأوضحت بعض مصادر عسكرية أن ما تبقى من قوات المرتزقة لا تستطيع الصمود في وجه الاندفاعة القوية للجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مأرب من جهات الشمال الشرقي وبالتحديد من جهة جبل “هيلان”، ومن الشمال الغربي من جهة “حريب القراميش”، ومن الشمال الشرقي حيث توغل الجيش واللجان في مديرية “مدغل الجدعان”. ولفتت تلك المصادر العسكرية إلى أن منطقة “هيلان” لا تبعد عن مدينة مأرب سوى 10 كيلومترات، وهناك نقاط أقرب إلى مدينة يسيطر عليها أبطال الجيش واللجان الشعبية، منها نقطة “الكسارة” جنوب غرب مدينة مأرب، وتبعد نحو 7 كيلو مترات. كما أفادت هذه المصادر العسكرية بأن المعارك شمال شرق مدينة مأرب اقتربت من “جبل بن كعلان” حيث تتواجد مخيمات النازحين من هذه المدينة.

وفي الختام، يمكن القول أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، تمكنوا خلال الفترة الماضية من تحرير العديد من مديرات محافظة الجوف وفي وقتنا الحاضر أصبحت الكثير من المناطق الغربية من مديرية “خب والشعف” وأجزاء من مديريات “برط العنان، ورجوزة، وخراب المراشي، والحميدات، والزاهر، والمطمة، والمتون، والمصلوب، والحزم، والغيل، والخلق” أصبحت تحت سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية؛ بينما لا يزال جزء صغير من مديرية “المتون” والمناطق الشرقية لمديرية “المصلوب” تحت سيطرة مرتزقة تحالف العدوان السعودي وقبل عدة أيام تمكنوا أيضا من تحرير العديد من مديريات محافظة مأرب والتقدم نحو عاصمة المحافظة ومن المؤكد أن يتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال الايام القليلة القادمة من تحرير مدينة مأرب بالكامل.

 

الوقت التحليلي

 

قد يعجبك ايضا