أوّل قصف سعودي لمنشأة نفطية: رسائل تصعيد على أبواب مأرب
|| صحافة ||
بعدما فشلت السعودية في وقف تقدّم قوات صنعاء صوب مأرب، استهدفت أوّل منشأة نفطية في المحافظة. القصف تضمّن تلويحاً بأن الرد على سقوط مأرب المدينة سيكون بضرب منشأة «صافر» للنفط والغاز، في ضربة وصفتها صنعاء بالتصعيد الخطير، لتتحدث عن رد مماثل يعيد إلى الأذهان ضربة «أرامكو» في أيلول/ سبتمبر الماضي
صنعاء | مع اقتراب المواجهات المسلّحة التي تخوضها قوات صنعاء ضد قوات حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، في جبهة صرواح، من نهايتها، استهدف طيران «التحالف» السعودي محطة النفط التحويلية لأنبوب النفط الخام الممتد من صافر جنوب محافظة مأرب إلى ميناء رأس عيسى الواقع بمحافظة الحديدة غرب اليمن. الضربة ألحقت أضراراً فادحة بالمحطة، على أنها تأتي كرد على تقدّم قوات الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» شرق جبهة صرواح غرب مأرب، وخاصة مع تقهقر القوات الموالية لـ«التحالف».
يفيد مصدر عسكري بتقدّم قوات صنعاء نحو منطقة كوفل الواقعة في أطراف صرواح، وبأنه بعد السيطرة على مواقع بجانب المحطة واستعادة جبل كوفل ومحيطه، استهدف طيران العدوان مساء السبت خزّانات الوقود الخاصة بمحطة كوفل التحويلية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وقال المصدر إن «طيران العدوان استهدف بسلسلة غارات مساء السبت وفجر الأحد المواقع المحيطة بمعسكر كوفل الاستراتيجي الذي يبعد عن قوات الجيش واللجان 4 كلم، في محاولة لإعاقة السيطرة عليه».
استهداف المنشأة أثار ردود فعل واسعة، في ظل تهديدات سابقة لصنعاء بالتعامل بالمثل في حال استهدافها، ما يعني أن المنشآت السعودية ستكون هدفاً للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر. لكن «التحالف» سارع إلى تحميل قوات صنعاء المسؤولية، على لسان حكومة هادي وقادة حزب «التجمّع اليمني للإصلاح» («الإخوان المسلمون» في اليمن)، مع أن قياديين عسكريين وقبليين موالين لصنعاء أكدوا أن ما حدث قصف متعمّد هو الأوّل من نوعه، ويحمل رسالة واضحة مفادها: إن اقتربتم من مأرب، فسنضرب صافر.
أدى قصف مدفعي دقيق إلى مقتل الصف الأول لقادة المعركة
في هذا الإطار، رأى نائب وزير الخارجية في حكومة «الإنقاذ» في صنعاء، حسين العزي، أن استهداف المنشأة النفطية «تصعيد خطير من العدوان ومرتزقته». وقال في تغريدة على «تويتر»، ردّ فيها على تبرئة حكومة هادي و«الإصلاح» للرياض من القصف، «هذا الاستهداف… وصمة عار تضاف على سجل تنظيم الإخوان الظلامي وباقي المتطرّفين من رفاقهم المنضوين في إطار التحالف، ودليل واضح على إفلاسهم وزيف استعدادهم للسلام». كذلك، ذكّر عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» علي العماد، «الإصلاح» بتهديدات سابقة بضرب المنشأة رداً على أي تقدم عسكري للجيش و«اللجان» نحو مأرب، بالقول: «ليس اليوم كالبارحة يا آل سعود، فالرد سيكون قاسياً ومؤلماً».
وأتت الضربة بعد أقل من 24 ساعة من تمكّن قوات صنعاء من دحر قوات هادي وميليشيات «الإصلاح» عن عدد من المواقع شرق جبل هيلان واستعادة السيطرة على محيط الكسارة ومرتفعات عروق السحيل، وكذلك استعادة المواقع التي سيطرت عليها قوات هادي الأسبوع الماضي بغطاء جوي من «التحالف» في صرواح. كما جاء القصف بعد تعرّض تلك القوات لضربة موجّهة السبت أثناء محاولتها التقدّم من جديد نحو هيلان، مسنودة بغطاء جوي كثيف، في محاولة منها لتخفيف الضغط العسكري على مأرب من الشرق، بعد سقوط مدينة رغوان واستمرار قوات صنعاء في محاصرة معسكر «الماس»، واستهداف معسكر «تداوين» (يعدّ مقر قيادة «التحالف» في مأرب) بالصواريخ.
وبعد معارك شديدة في عدد من المواقع القريبة من شرق سلسلة هيلان، تمكّنت قوات الجيش و«اللجان» من تحديد مكان تجمّع قادة المعركة في قوات هادي من اللواءين 72 مشاة و310 مدرع، ومن ثم استهدافه، ليسقط بذلك الصف الأول لقادة المعركة. واعترفت قوات هادي بمقتل قائد اللواء الأخير، محمد كامل الذيفاني، جراء الهجوم، وكذلك أركان حرب اللواء المذكور العميد أحمد الشهاري، ورئيس عمليات اللواء نفسه، العميد حميد المسوري، فيما لم يعرف مصير قائد اللواء الأول، العميد خالد الجماعي، هل قتل أو أصيب، وخاصة مع مقتل عدد آخر من الضباط، وهو ما تسبب في انتكاسة لقوات هادي في المعركة.
الأخبار اللبنانية/رشيد الحداد