رمضانُهم غير
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
ونحن إذ نعيش ليالي وأيام شهر رمضان المبارك برفقة الأهل والأحبة والصاحب والولد، نتنقل من مكان إلى آخر وبأريحية تامة ننتقي أفضل الأكل وأجود أنواع القات، ونعيش سهرات ليلية نتابع البرامج والمسلسلات التي قد لا تفيدنا لساعة المشاهدة، والسعيد منّا يستمع إلى محاضرات السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي.
بينما نقضي نهار رمضان بالنوم في غرف مظلمة لا نكاد نرى البطانيات حتى ننام إلى قبل وبعد العصر، ومن بعدها نذهب للسوق لشراء الفطور والقات، وهكذا تستمرُّ حياتنا في رمضان، ومع هذا وذاك تجد الحكاية مختلفة تماماً على طول وعرض جغرافيا جبهات القتال في مواجهة المعتدين (أقزام الغزاة).
لنا رجالٌ ليسوا من ذوات المطامع الشخصية، وليسوا من هواة حُبّ الدنيا، فهم لله باعوا، وهبوه حياتهم ومماتهم، وسخرّوا إمْكَاناتهم وكامل قواهم دفاعاً عن دينٍ هم أحوج الناس إليه، لما فيه صلاحهم وعزتّهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
رجال صدقوا مع الله ولله وفي سبيل المستضعفين ودفاعاً عن الحُرمات، رجالٌ بصدق الولاء والتضحية، عشقوا جبهات القتال وميادين النزال، يذودون عن الحمى عن الأرض والإنسان.
ففي نهار رمضان وفي مختلف الجبهات تجدهم صوّامين قوّامين بالقسط، يجاهدون أئمة الظلام والإضلال والمرتزِقة، في نهار رمضان يتحملون عناء الصيام تحت أشعة الشمس، وفي متارسهم ومواقعهم العسكرية (الجهادية) يرابطون، وبالصبر والصلوات والابتهال إلى الله يستعينون ويواجهون قوى العدوان في مختلف الظروف وعلى امتداد جغرافيا اليمن.
يستبسلون يقدّمون دروساً من الولاء والطاعة لله ورسوله والمؤمنين وأعلام الهدى، يعيشون رمضان بالتقوى بالعفة والإباء الإيماني، يصوّبون سهام دفاعهم وقنابل جهادهم المقدس إلى نحور الأعداء ومرتزِقتهم.
نهارهم صيام وجهاد، ليلهم دعاء ومن عبق هدى الله يسهرون ليلهم بنور الله، وقبضاتهم على أسلحتهم، ومع كُـلّ تسبيحة يطلقون نيران بنادقهم وأسلحتهم وبنار الله يحرقون يقتلون يدمّـرون ويضربون كُـلّ بنان لقوى العدوان وأذنابهم المرتزِقة المنحطين بذُل الارتزاق والمهانة التي ستطاردهم في الدنيا والآخرة، ولن يكون لهم ذكرٌ سوى التشميت بهم عبر الأجيال المتعاقبة لسوء انخراطهم للقتال في صف المعتدين لدوافع مكذوبة وباطلة.
وبما أن الحديث عن شهر رمضان الذي يقضيه مجاهدونا على قمم الجبال وفي السهول والوديان وعلى امتداد الحدود، نلاحظ معنوياتهم عالية تناطح السحاب وتكسر هيبة عتاد وعدّة تحالف العدوان، ومن هذا المنظور ومن خلال الانتصارات التي يحقّقونها نجد رمضانهم أحلى.
فهنيئاً لهم الصيام والقيام والجهاد والدفاع المقدّس والاستشهاد العظيم.
نسأل الله لهم الهداية والتوفيق والنصر والتمكين إنه تعالى جواد برّ رحيم.