لا يحق لأحد أن يعارض أي عمل ضد أمريكا وإسرائيل

“من هدي القرآن الكريم”

الآن مثلاً اليمن، لم يأتِ في أول القائمة حتى نقول (الأشياء مازالت عبارة عن احتمالات) أمامك شواهد فيما يحصل في البلدان الأخرى، لأنها سياسة واحدة، ما تراه في البلدان الأخرى ستراه في بلادك على أيدي الأمريكيين، لا نقول (أنها أشياء مازالت فرضيات) قد رأوا أفغانستان، ورأوا فلسطين، وهم يرون الآن العراق، كيف هم يجهزون له ويعدون له وتجد إصرارهم على ضربه. ما تراه من مواقف للعرب مع الأفغان أو مع فلسطين أو مع العراق، فاعتبره سيكون موقفا معك، يصرخ الناس مثلما يصرخ الفلسطينيون، ولا أحد يغيثهم، لا يحصل لا مظاهرات تضامن معك ولا يحصل أي شيء معك ولا معونات ولا شيء.

اليس الفلسطينيون يصرخون – الآن – لا أحد يستطيع يقدم لهم شيء؟ ولا أحد يغيثهم بشيء، إلا الشيء النادر، الأفغانيون كذلك هل أحد أغاثهم بشيء، أو اتجه مثلاً لمناصرتهم، الآن بدءوا في أفغانستان يصرخون من تواجد أمريكا فيها ولا أحد يغيثهم بشيء.

الوهابيون الذين كانوا يقولوا (جهاد في سبيل الله) أقفلوا الجهاد، وهؤلاء الأفغان قد صاروا يصيحون من أمريكا، أما الآن، لماذا ما تغيروا ل إنقاذهم، لماذا لم تُغيروا لنجدتهم، ولماذا لم يعد هناك جهاد في سبيل الله، ويذهبوا ليجاهدوا؟! لا. جهاد ضد أمريكا فيه شك، كأنه لم يعد واجبا أو لا يجوز.

وعندما يرجع الناس إلى الله سبحانه وتعالى إلى القرآن الكريم، يتفهم الإنسان المسلم مسئوليته أمام الله، أمام ما يحدث، سيجد المسئولية كبيرة، ويجد أن التقصير كبير من جانب الناس فعلاً، وأنه تقصير عن أشياء ما زال بإمكانهم أن يعملوها، وهي مؤثرة تأثيراً كبيراً، الشعار أن يكون منتشر، هذا العمل نفسه، التوعية تكون منتشرة من المعلمين والخطباء والمرشدين من الناس فيما بينهم، يكون هناك عمل هكذا منتشر في الساحة، مؤثر جداً على أعداء الله، مؤثر فعلاً من الآن.

بعضهم يقول: [هؤلاء الذين يرفعون الشعار لو جاء عليك شيء لما رأيت أحدا منهم]. الآن يرفعون الشعار، الآن الشعار سلاح، الآن الشعار سلاح، وما دام باستطاعة الكل أن يرفعوه، فليرفعوه حتى لو لم نري هؤلاء في وقت آخر، هو الآن سلاح، هو الآن مؤثر، ومطلوب من الكل أن يستخدموا هذا السلاح المؤثر والسهل والذي هو في متناولهم، أن يهتف بشعار اليس في متناوله؟ دقيقة واحدة في الأسبوع، وأولئك يتحركون دائماً يسهرون ويتعبون دائماً وهم يحاولون كيف يضربوننا، (بوش) منذ فترة وهو متحرك! حتى أعصابه يتضح لك أنها مشدودة، من شدة انفعاله وحركته كيف يحاول أن يخلق المبررات لضرب العراق، ويتعبون جداً ويتحركون وينشطون.

ونحن تجد البعض ليس لديه استعداد أن يرفع هذا الشعار مرة واحدة في الأسبوع، دقيقة أو دقيقتين، بل بعضهم ينطلق ليعارض، وبعضهم يعارض ولا تراه يعارض على لعن المسلمين بهذه الطريقة نفسها، اليس هذا شيئا غريبا؟ لو سمع مسلما يلعن مسلما في السوق، أو في المسجد نفسه، لما انطلق يضج ويعارض بهذه الطريقة، بل سيخرج فقط ولا شأن له، هذا ملموس قد تشاهدون أنتم الذين يعارضون، هل هم يعارضون، هل هم يعارضون إذا سمعوا لعن مسلم؟ أو يرفع صوته ويضج، ويتحدى إذا سمع مسلما يلعن مسلما، لا، بل بعضهم قد يكون يلعن إما أهله، أو أحد من أولاده، أو بقرته، أو حماره، أو أي شيء له، ربما، لا يمر الأسبوع إلا وقد لعن عدة مرات. أما اللعن لليهود فقد صارفيها شك، سيعارض وليس هو مستعدا أن يرفعها!

طيب فليفهم الإنسان بأنه عندما يعارض عمل من هذا النوع فإنه يصد عن سبيل الله، والذي يقول: (إن هذا الشعار لا يصح في المسجد) نقول له عملك أنت الذي هو الصد عن سبيل الله، هو الذي لا يجوز في المسجد، الذين رفعوا الشعار أنت تعلم أن هذا الشعار هو ضد أمريكا وإسرائيل، وأقل ما فيه أنه إعلان براءة من هؤلاء الأعداء، وعمل صالح، العمل السيئ هو أن تنطلق أنت في المسجد تصد عن هذا العمل. كيف تبيح لنفسك أن تعارض مسلما في موقفه ضد يهود، أما عمله وهو يرفع شعار ضد اليهود ضد الأمريكيين والإسرائيليين تَعتبر انه ما يجوز له، مسلم يعارض يهود ما يجوز له، وهو يجوِّز لنفسه أن يعارض مسلم في معارضته لليهود.

فما الذي يجوز والذي لا يجوز من هذا؟ الذي يصد عن سبيل الله من داخل المسجد هو الذي لا يجوز له, هو الذي لا يجوز له، وهو الذي يرتكب قبيحا ويرتكب جريمة؛ لأنك أنت ما دخلك في هذا على أقل تقدير إذا لم تنطلق أنت في هذا الموضوع فأسكت لا تحاول أن تثبط آخرين، لا تحاول تعارض آخرين، لا يجوز لك هذا، لا يجوز لك حتى لو كنت تتصور أنه ليس فيه فائدة.

وصلت بنا الحالة أن قلنا لهم إذا أحد يقول لكم مثلا لا ترفعوا الشعار في المسجد؛ لأنه خائف، أعطوه ورقة بيده (أن هذا الشخص لا يرفع الشعار معنا، وأنه معارض لرفع الشعار) ووقعوها ويحتفظ بها في بيته، هل بعد هذا شيء؟ ليس بعد هذا شيء، من أجل إذا ظهر أحد يقول له (معي ورقة أنني لا أرفع الشعار معهم ولا أتكلم بكلمة) وينظر هي ستنفعه أمام الأمريكيين. لم ينفع (عرفات)

لم ينفع عرفات كل ما عمل. لا يأتي شيء إلا وهو يرحب به، والعرب اليسوا يرحبون بكل شيء؟ خطاب (بوش) هم رحبوا بكلمة (بوش) أي قرار أمريكي يرحبون به، القرار ضد العراق رحبوا به، اليسوا يقولون: (مرحباً) دائماً، ما نفعتهم (مرحبا) هذه، بعدهم، بعدهم.

لا تستطيع أن تقول) إن هذا عمل لا يؤثر) أثبت لك السفير الأمريكي، الذي يمثل أمريكا أنه مؤثر، ما هو أثبت أنه مؤثر؟ إذا لم تكن أنت فاهم ما هو تأثيره، فيكفيك أقل شيء أنه برز أن هذا الشخص الذي يعتبر من دولة معادية، ولها خطط وأهدافها تُسمع، ونراها تعمل على شاشة التلفزيون، يكفيني أنهم انزعجوا منه، وأنهم كارهون له، إذاً فهو عمل صالح؛ لأن الله يقول: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} (التوبة: 120) ينالون منه أي نيل، أي تأثير على العدو، هذا ما يتعلق بالشعار.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(الشعار سلاح وموقف)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة.

 

قد يعجبك ايضا