اليمنيون يحيون ذكرى عاشوراء بحشود جماهيرية

موقع أنصار الله  || تقرير ||

على ذكرى الإمام الحسين.. اليمنيون يحيون ذكرى عاشوراء بحشود جماهيرية حاشدة ويجددون ارتباطهم بأعلام الهدى

في أكثر من 85 ساحة وتجمعا شعبياً، أحيى أبناء اليمن، يوم الأحد الماضي، ذكرى عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام بحضور شعبي ورسمي كبير، عكس حرص المجتمع اليمني على الارتباط بأعلام الهدى، إدراكا منهم بخطورة المخطط الذي يحاك على الأمة الإسلامية منذ وفاة الرسول الأعظم وحتى اليوم، سيما وان كربلاء الأمس تتجدد في اليمن على أيدي اعداء الدين.

واحتلت العاصمة صنعاء على المرتبة الاولى في عدد ساحات المشاركة بواقع 18 مسيرة شهدتها أمانة العاصمة في عدد من الميريات، حيث تجمع المحتشدون منذ ساعات الصباح الاولى في عدة ساحات ، ألقيت فيها كلمات وقصائد شعرية تحدثت عن ” ثورة الإمام الحسين وموقف الحق الذي سلكه في مواجهة الطغاة والظالمين، وعن مأساة عاشوراء، كما ربطت الكلمات بين مأساة الإمام الحسين عليه السلام حين وقف وحيدا أمام المضلين والظالمين وما لحق به وبأطفاله وأهله من إجرام، وبين مأساة اليمن في يومنا الحاضر وهو الواقف منذ ست سنوات وحيدا أمام عدوان أمريكي سعودي ظالم ارتكب خلالها الجرائم بحق الأطفال والنساء.

وبالتزامن مع هذه الذكرى الخالدة، فإن اليمنيين يحيونها في ظل معاناة قاسية، مستلهمين منها الدروسَ والعِبَر في مواجهة قوى الطاغوت المعاصر التي سبق وان قام أجدادهم من بمي أمية بالتآمر على الإمام الحسين -عليه السلام- وهو أحد أصحاب الكساء الذين نزلت في حقهم آيةُ التطهير وآية المباهلة، ووردت روايات كثيرة عن جدّه -صلى الله عليه وآله- في فضله -عليه السلام-، منها: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، كان سنداً لأبيه أمير المؤمنين الإمام علي -عليه السلام- من بعد موت الرسول وحتى تولى والده الخلافة سنة خمس وثلاثين من الهجرة النبوية، وشارك في جميع مشاهد تلك الحقبة.

 

الامام الحسين .. بين الامس واليوم

وتأكيداً على الارتباط بين ما جرى بالأمس في الامام الحسين وال بيته عليهم السلام وما يجري اليوم في اليمن، قال قائد الثورة في كلمته التي القاها بالمناسبة أن تحرك الإمام الحسين عليه السلام كان يمثل الإسلام الأصيل بمنظومته المتكاملة ويجسد مبادئه بالقول والفعل.

وأوضح أن طغاة بني أمية أرادوا ان يكون الإسلام إسلاماً لا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً ولا يحل عدلاً ، ولا مشروع له في الحياة ولا دور له في بناء الامة ، ولا يزكي النفوس ، ولا يصنع الوعي ، ولا يستبصر بنوره المجتمع ، ولا يصلح الإنسان .

وأشار إلى أن تأثير الطغيان الأموي انذاك في الساحة الإسلامية وصل الى مستوى خطير تجلى ذلك في الحالة التخاذل والخنوع والاستسلام والذلة والتنصل عن المسؤولية والضعة والرضى بالهوان لدى كثير من أبناء الأمة .

وبين أن الله حفظ بجهود الإمام الحسين (ع) وتضحياته وأنصاره الأوفياء استمرارية الاسلام الأصيل وامتداد الحق قولاً وفعلاً ، وبحسب التعبير المعاصر صوتاً وصورة .

وأكد أن الشعب اليمني المسلم يمن الإيمان يمن الانصار حدد مساره وحسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام في اصالته التي ثمرتها الحرية والاستقلال والكرامة وهو يأبى الاستسلام والخنوع للطغيان اليزيدي المتمثل في امريكا و “اسرائيل “ ويابي الانضمام لمعسكر النفاق في الامة المتمثل في النظام السعودي والإماراتي .

وأوضح السيد الحوثي أن خيار الأمة الذي  يحقق لها السلام والحرية والخلاص من هيمنة الاعداء ومن  التبعية لهم هو النهج الحسيني الذي مثل الامتداد الحقيقي للإسلام بكل صفائه ونقائه واتباع حقيقي واقتداء صادق بالنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله .

وأضاف: إننا في ذكرى استشهاد الحسين “عليه السلام” في يوم حسم الخيارات واتخاذ القرارات المصيرية نؤكد على ”إنَّ موقفنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني الغاشم على بلدنا هو موقفٌ مبدئيٌ من منطلق انتمائنا الإيماني والديني، وبحكم هويتنا الإيمانية، وهو جهادٌ مقدس، وواجبٌ دينيٌ وإنسانيٌ ووطني، ومن يفرِّط بهذا الواجب، أو يخون هذا الموقف، فهو يخون هويته الإيمانية، ويفرِّط بها، ولذلك فإننا- وبالتوكل على الله تعالى، وبالثقة به- لن نألوا جهداً في التصدي لهذا العدوان مهما كان مستوى التحديات، ومهما كان حجم التضحيات، فالله “سبحانه وتعالى” هو الأكبر والأقدر على إنجاز وعده بالنصر طالما استمر شعبنا في قيامه بمسؤوليته، وأدائه لواجبه، وتوكل على الله “.

السيد حسن نصر الله –الأمين العام لحزب الله اللبناني- تحدث هو الاخر عن كربلاء العصر، مبيناً في كلمته بالمناسبة أن كربلاء اليوم هي التي تجري الآن في اليمن بكل ما للكلمة من معنى.

وسبق للسيد حسن وأن قال: “ولأنك في معركة اليمن عند هذا الشعب المظلوم، ستجد مظلومية كربلاء وغربة كربلاء وحصار كربلاء وعطش كربلاء وحصار العالم لكربلاء وتخلي الأُمَّــة عن كربلاء، وهذا هو الذي يجري اليوم في اليمن”، مُضيفاً بقوله: “المشهد الآخر من كربلاء الصلابة، والشهامة، والشجاعة، والبطولة، والصبر، والثبات، أَيْـضاً تجده في اليمن”.

 

محافظات اليمن تحيي ذكرى عاشوراء

وحملت مظاهر احياء العاشر من المحرّم “عاشوراء” الكثير من الشواهد والدلائل التي تؤكد الارتباط الروحي بين اليمنيين ورسولهم الأعظم وال بيته الطاهرين، عكستها الحشود الجماهيرية التي خرجت الى الساحات والقاعات العامة، فضلا عن التجمعات الخاصة التي احيت هذه المناسبة الاليمة في نفوس المسلمين.

واحتشد المشاركون في جميع المحافظات اليمنية غير المحتلة رافعين شعارات تجدد المضي في مسيرة الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في مقارعة الطغاة والباطل ونصرة الحق، حاملين لافتات الحرية المناهضة للسياسية الأمريكية في المنطقة، والمنددة بالعدوان الأمريكي السعودي وجرائمه على الشعب اليمني المظلوم.

وشهدت الفعالية عددا من الفقرات الخطابية والشعرية التي استحضرت مبادئ الإمام الحسين (ع) وعظيم التضحيات في سبيل الوقوف في وجه الطواغيت ورفض الامتهان والاستسلام للجبابرة والظالمين واستلهام الشعب اليمني لهذه المبادئ في تصديه ومواجهته للعدوان الأمريكي السعودي ومؤامرات دول الاستكبار والصهيونية لتفتيت دول الإسلام ونهب ثرواتها.

واستعرضت الكلمات تاريخ الامام الحسين -عليه السلام- وموقفه الرافض لبيعة يزيد سيما بعد هلاك معاوية والحرب غير المتكافئة التي وقعت في يوم عاشوراء بين معسكر الحسين -عليه السلام- الذي كان يضم (72 رجلاً) فقط، وجيش ابن سعد الذي كان قوامه أكثر من خمسة آلاف مقاتل، مما أَدَّت إلى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- وأصحابه جميعاً، ثم أُخذت النساء والأطفال ومعهم الإمام السجاد -عليه السلام- الذي كان وقتها مريضاً حيث أُخذوا سبايا، وأرسلوا إلى الكوفة ومنها إلى الشام إلى قصر يزيد بن معاوية، وبقيت أجساد الشهداء على صعيد الأرض حتى دفنهم بنو أسد في 13 محرم.

وفي خضم الحديث عن هذه المأساة ردد المشاركون في المسيرة هتافات منها: “عهدا منا عاشوراءْ نمضي في درب الشهداءْ”، مظلومية كربلاءْ جسدها اليوم الأعداءْ”، و” ما سبب قتل الأبرارْ الانحراف في المسارْ” عاشورا يوم الأحرارْ ثورة ضد الاستكبارْ”، ” لن نخضع يوم ونذل في درب حسين المظلوم”، و”نحيا في الأرض أعزاءْ أو نسقط فيها كرماءْ”.

وأشار المشاركون إلى “ضرورة استغلال هذه الذكرى في رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد لتعزيز عوامل الصمود والثبات في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته حتى تحقيق النصر المؤزر”.

وأكدوا على “التمسك بالقضية الفلسطينية، والأقصى الشريف، والمقدسات الإسلامية وتحرير فلسطين المحتلة، ورفض الهيمنة الأمريكية في المنطقة، مستنكرين التطبيع الإماراتي الصهيوني على حساب حقوق الشعوب العربية والإسلامية”.

 

ارتباط تاريخي

ولم يكن ارتباط اليمنيين بالإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- وليد اللحظة بل ان اليمنيين من أبرز من كانوا مع الإمَــام الحُـسَين -عليه السلام- حيث خاضوا معه غمارَ التضحية والجهاد ، حتى باتوا معروفين بثباتهم على مبادئهم وَأَيْـضاً معرفتهم وإيمانهم الواعي والراسخ بقضيتهم ووجوب النصرة لأهل البيت -عليهم السلام-.

وتؤكد المراجع التاريخية أن عدد اليمنيين في صفوف الامام الحسين عليه السلام بلغ ما يقارب نصف أصحابه مع اختلاف الروايات، وكان من أبرزهم زهير بن القين، وهذا ليس بغريب على أهل اليمن، فهم من وقفوا مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وآووه ونصروه، وكذلك مع الإمام علي -عليه السلام-، وكان موقفهم الدائم في كُـلِّ زمان ومكان هو نصرة الحق ايماناً منهم بالرسالة المحمدية وتعبيراً عن ارتباطهم القوي والواعي بمصادر الهداية وبمفهوم التولي الصادق.

قد يعجبك ايضا