الإعلان عن تأسيس أول حزب سعودي معارض

موقع أنصار الله  – 7 صفر 1442هـ

أعلنت شخصيات سعودية معارضة تشكيل حزب باسم “التجمع الوطني” لتأسيس مسار ديمقراطي للحكم بالسعودية، في أول تحرك سياسي منظّم ضد السلطة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال بيان تأسيس الحزب إن هدفه “تجنّب انزلاق البلاد إلى اضطرابات أو مسارات عنيفة، وتعزيز تعاون السعودية مع العالم إقليمياً ودولياً بما يخدم مصالح الشعب”، داعياً “مجلس نيابي منتخب بالكامل، وفصل السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وفق ضوابط دستورية”.

كما تحدث الحزب في البيان عن “انسداد الأفق السياسي”، داعياً إلى التغيير السلمي لمواجهة “انتهاج السلطة المستمر لممارسات العنف والقمع”.

ومن بين أعضاء الحزب الجديد، رئيس منظمة القسط الحقوقية التي تتخذ من لندن مقراً لها يحيى عسيري، وعبد الله العودة ابن الداعية الإسلامي المسجون سلمان العودة، والأكاديمي البارز سعيد بن ناصر الغامدي، والناشط أحمد المشيخص، والأكاديمية مضاوي الرشيد.

وقرأ المعارض السعودي عمر عبد العزيز نص إعلان وتأسيس حزب التجمع الوطني، ورحّب بكل من يقبل ببنود البيان التأسيسي للانضمام.

وقال “نؤمن ان هذا الحزب يشكّل خطراً علينا، ولكن مؤمن أيضاً أن الكثير قد فقدوا حرياتهم وأعمارهم في المحاولة”.

وقال رئيس منظمة القسط الحقوقية، يحيي العسيري، إن الحزب يشكّل “خطوة تاريخية لأن الكل يخشى من المغامرات السياسية في بلادنا”.

ورأى عسيري أن “المشكلة الأهم ليست فقط في طبيعة النظام الحالي، بل في عدم وجود تشكيل واضح لسد الفضاء السياسي”، وقال “صوتنا كحزب سيكون أكثر قبولاً وتطميناً للعمل السياسي من وجودنا منفردين في الخارج”.

وأوضح، أنه “عندما تكون هناك قيادة تفعل ما تشاء بلا محاسبة وتقوم بالأخطاء تلو الأخرى بلا قدرة على تعديلها هذا خطأ نحاول تصحيحه”، وأضاف “نقول للناس إننا نرغب في الحزب حفظ كرامة وحقوق الناس عبر قضاء مستقل عادل، التأسيس للمسار الديمقراطي لمنح الشعب حرية التعبير والمشاركة”.

بدوره، شدد المعارض السعودي، سعيد الغامدي، على “أهمية إنشاء الحزب حتى تستمر المطالبات الحقوقية بعد تغييب المفكرين والعلماء في السجون وإيقافهم عن نشاطهم”، مؤكداً أن “الحزب من الشعب وللشعب، وأنه لايقوم بالوصاية عليه ويقوم بواجبه كنائب لضمان تحقيق مصالح الشعب”.

وتطرق الغامدي إلى الحرب السعودية على اليمن، وقال إن “المشكلة في حرب اليمن أنها نشأت في عقل شخص واحد فقط بلا مشورة من الشعب”، لافتاً إلى أن “المأساة مشتركة في حرب اليمن التي هدمت مقدرات اليمن وشعبه ووضعت جنودنا في حرب بلا فائدة سوى الاستثمار في مصانع الأسلحة”.

من جهتها، قالت الأكاديمية مضاوي الرشيد، إن “إنشاء الحزب هو إعادة لمحاولات متعددة قامت على مدى تاريخ الدولة والتي تم القضاء عليها منذ الستينات”.

وأضافت أن “الحزب يساعد في جمع الأصوات السعودية بالخارج لزيادة عددهم مؤخراً ومحاولاتهم عبر منظمات مختلفة للدفع بكافة المطالَب”، مشيرة إلى أنه “ليس لمؤسسي الحزب أي عداوات شخصية مع العائلة الحاكمة، أو أي جهة ترغب بالانضمام على أساس المواطنة المتساوية في أعمال الحزب”.

وأوضحت الرشيد، أنه “في بيان تأسيس الحزب لا نعيش في الخيال، ولكن وضعنا عبارات مفهومة للجميع كالحكومة المنتخبة، وفصل السلطات يعني أن تعين الداخلية أو الملك القاضي”، لافتة إلى أن “المحاسبة في البيان تعني أن لا تمر صفقات الأسلحة أو غيرها تمر بلا تدقيق ومحاسبة”.

وأكدت أنه “أشرنا للوضع الاجتماعي الحالي، في طموحنا أن نواجه مشكلات الفساد والبطالة، أو حرية التعبير، وهي أمور يفهمها سواء النخب أو شبابنا المتعلم”، منوهة إلى انه “لا نرغب بمعاداة أي مثقف أو موظف ينافق أو يوافق النظام، ولا نجبر أحد على الانضمام، ولكن نرفض تخويننا أو ربطنا بخطابات مبتذلة”.

المعارض السعودي أحمد المشيخص، قال إن “السلطة اعتادت التفريق بين المواطنين على أساس طائفي أو مناطقي، وكانوا يخوفون كل مكون من الآخر”.

وأكد المشيخص أن “كل المكونات مستهدفة بالاعتقالات والقمع، وآن لنا أن نجمع كل الأطياف من كافة المناطق والمذاهب في هذا الحزب”، وقال “توقعنا أن محمد بن سلمان سيقوي الجبهة الداخلية في مواجهة الصدامات الملتهبة في الخارج، لكنه خلخل الداخل عبر العنف والقمع”.

عبدالله العودة، أكد من ناحيته أن “فكرة الحزب تعكس تعددية الشعب، وتحقق المطالب التي فشلت الحكومة في تحقيقها”.

وأعلن أن “الحزب يمد يده لكل من يهمه مستقبل البلاد ويحول عدم الاستقرار الحالي إلى استقرار وعدالة وحقوق سواء من العائلة الحاكمة أو غيرها”، مشيراً إلى أن اسم الحزب “التجمع” لأنه “لايستثني أحداً ويرغب في تحقيق دولة تحقق أحلام الجميع بلا تمييز”.

وقال العودة إن “من أهم مبادئ الحزب هي التوزيع العادل للثروات واستقلال القضاء، جئنا لمعالجة هذه الخروقات والانتهاكات الفظيعة على الأرض كالتهجير والريتز وغيرها”، مشدداً على أن “الفكرة هي سيادة النظام وهو الأهم لتاسيس الحقوق والحريات لحماية أموال وحريات وأعراض الناس”.

ولفت إلى أن “غياب الاحساس بالكرامة قد تقود البلاد لشيء مخيف عبر استعداء كافة أطياف المجتمع، والخطر ليس فقط على الاقتصاد والنفط”، معتبراً أن “هذا الحزب هي فكرة لإنقاذ البلاد من شفا الهاوية لبر الأمان وتحقيق استقرار اقتصادي يكفل الأمن”.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية ملكية مطلقة لا تتيح المجال لأي معارضة سياسية، ويأتي تشكيل حزب التجمع الوطني في “اليوم الوطني الـ 90 للمملكة”، وسط حملة قمع متزايدة ضد المعارضة.

 

المصدر: الميادين

قد يعجبك ايضا