السيد القائد يدين منع الحج ويجدد العرض للنظام السعودي لتبادل أسراه مقابل المخطوفين الفلسطينيين
موقع أنصار الله- اليمن – 1 محرم 1443 هجرية
تحدث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته، اليوم الاثنين، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية عن أبرز أحداث العام المنصرم 1442 هجرية والتي من أهمها منع النظام السعودي للحج بذريعة كورونا، وعملية سيف القدس في فلسطين ورد المقاومة الإسلامية في لبنان على العدو الإسرائيلي وكذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان”.
وأوضح السيد أن من أبرز التطورات التي يجب التوقف عندها هو ما قام به النظم السعودي من منع للمسلمين من الحج ما عدا عدد محدود من داخل السعودية وبذريعة كورنا وذلك للعام الثاني.. مؤكدا أن هذه الخطوة سلبية للغاية وتمثل إساءة كبيرة إلى العالم الإسلامي وإلى بيت الله الحرام والى ركن من ركان الإسلام ” الحج “.. مؤكدا أن التذرع بكرونا ليس مبررا ان يمنع المسلمين من الحج.
كما أوضح السيد أن من أهم ما يرتبط بالحج كونه يمثل طابعا أساسيا ومعلما عالميا وأن الطابع العام للحج انه معلم عالمي لا يقتصر على بلد أو قطر أو دولة معينة فعندما يأتي النظام السعودي ليقتصر الحج على بلد محدد وعلى عدد محدود فهذا انتهاك لهذا الركن والمعلم الإسلامي العظيم وهي خطئة كبيرة جدا.
وأشار السيد إلى أن الكثير من الدول كانت متفهمة للموقف السعودي وقبلت بالتبرير السعودي ولكننا غير مقتنعين، لأنه مهما كانت هناك من أوبئة بالإمكان ان تؤخذ بعين الاعتبار وأن يبقى لبيت الله الحرام دوره العالمي وليس هناك ما يمنع في أي مرحلة او ظرف من الظروف أن يتجه الحجاج من كافة ارجاء المعمورة الى الحج الا عندما يأتي من البشر من يعيق ذلك.
وطالب السيد النظام السعودي بالكف عن هذا المنع وان يفتح للناس الحج والعمرة في مواسمها وأن يكف عن هذه السياسة الخاطئة في حصر الحج على قطر أو بلد معين، كما طالب ممن قبلوا بالأعذار السعودية أن يعيدوا النظر لأن البيت الحرام معلما عالميا ولا يجوز أن ينحصر ويتحول إلى السعودية فحسب فهذه تشكل خطرا على العالم الإسلامي.
وعبر عن أمله فيمن قبلوا الأعذار السعودية أن يتجهوا إلى الضغط والمطالبة والالحاح والمتتابعة ان يفتح الحج على المستوى العالمي وليبقى للبيت الحرام هذا الدور العالمي الذي اراده الله له.. لافتا إلى أن النظام السعودي فتح المجال في بقية الأمور لهيئة الترفيه ولم يتذرع بكورونا وهذا أمر خطير جدا.
كما تطرق السيد إلى عملية سيف القدس في فلسطين لأنها مهمة وأهميتها في كل الجوانب، ولكونها أتت في مرحلة اتجه فيها العدو الإسرائيلي للاستهداف المباشر للأقصى وأتي الرد الذي سعى لمنع العدو في الاستمرار في خطواته الخطيرة، فكانت عملية سيف القدس عملية موفقة من قبل المجاهدين في فلسطين ومن الله الله بالنصر الذي له دلالاته الكبيرة، كونه أتى كموقف إيماني مبدأي وأتى كموقف حازم وقوي من المنطلقات الايمانية.
وأضاف السيد أن من أبرز ما حدث خلال عملية سيف القدس هو الفرز بالنسبة للواقع العربي عندما اتضح المطبوعون الموالون للعدو الإسرائيلي ووقفوا إلى جانب العدو وبرروا للعدو الإسرائيلي في وسائل إعلامهم، وفي نفس الوقت كانوا يلومون حركات المقاومة الفلسطينية ويسيئون لها، كما قدموا دعما معنويا للعدو الإسرائيلي وكان ذلك واضحا في وسائل الإعلام السعودية والإماراتية.
وأشار إلى أن تلك الأبواق كان ينفخ فيها الشيطان لخدمة العدو عبر التشكيك في أحقية الموقف الفلسطيني، ولكنهم فشلوا كما فشل العدو، ولذلك كشف الحدث خسارة المطبعين وأنهم في اتجاه الخسران لأن العدو الإسرائيلي سيخسر وهذا وعد الله تعالى.
وأضاف السيد أن من أغرب ما برز خلال عملية سيف القدس أن النظام السعودي والإماراتي كان حساسا تجاه من كان له موقف مساند لحركات المقاومة في فلسطين، مثلا موقفنا في اليمن ومقف إيران وحزب الله والموقف السوري والعراقي ومحور المقاومة بشكل عام، فكانوا يلومون حركات المقاومة وينتقدونها لهذا الموقف المساند من محور المقاومة إلى درجة ان بعض حركات المقاومة الفلسطينية شعرت بالإحراج من موقف اليمن بسبب الحملات السعودية والإماراتية وهذه الحملات المكثفة استهدفت حركة حماس وكأن موقف اليمن مشكلة عليها.
وقال السيد ” نأمل أن يفهم الجميع في عالمنا الإسلامي أن مسؤولية الجميع هي أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي ومن يقف هذا الموقف هو يقف الموقف الصحيح المنسجم مع الحق ومن يشذ عن هذا الموقف فالخطأ عنده”.
وأضاف السيد ” النظام السعودي لو يغير موقفه من حركات المقاومة لأشدنا بموقفه ونتمنى من أبناء الأمة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وستكون إيجابية كبيرة وليكن هذا هو السائد”.. موضحا أننا في اليمن أكدنا أنه لا حساسية عندنا أن يكون هناك اهتماما بدعم كل حركات المقاومة ونتمنى من الجميع أن يدعم المقاومة في فلسطين، كما نتمنى من الجميع أن يكون إلى جانب الشعب الفلسطيني ولن يكون لنا استياء في أي نوع من موقف إيجابي تجاهها في أي دولة أو جهة أو حزب أو قطر أو أي طرف فنحن لا مشكلة عندنا ان تكون حركات المقاومة منفتحة تجاه كل أبناء الامة وتحظى بالاهتمام من كل أبناء الأمة”.
وأكد أن مشكلة النظام السعودي والإماراتي مع حماس يعود إلى مقاومتها للعدو الإسرائيلي والنصرة للمقدسات والموقف الإسلامي والوطني لحركات المقاومة وهذا هو نقطة الخلاف الحقيقية وبقية الأمور هي تتبع، وتبعا لذلك ننظر الى ما صدر يوم أمس من أحكام باطلة ضد المخطوفين الفلسطينيين..
وتسائل السيد عما هي مشكلتهم وما هي القضية التي حكموا عليهم من أجلها، إنها النصرة والدعم للمقاومة.. مضيفا أن النظام السعودي ما قبل إصدار الاحكام وعندما أصدر الاحكام هو يقول ويعلن انه يعتبر دعم المقاومة وتصديها للعدو الإسرائيلي ودفاعها عن المقدسات وعن الشعب الفلسطيني يعتبر ذلك جرما يحاسب عليه من يفعله “.
وأشار السيد إلى أن المشكلة كبيرة عندما تقدم مسألة الدعم للشعب والمقامة والوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمقدسات أن يعتبر هذا الموقف جرما لدى النظام السعودي، كما أن هذا انحرافا كبيرا وخللا كبيرا وارتدادا عن مبادئ الإسلام العظيم ومخالفة صريحة للقرآن الكريم.. مضيفا ” هذا الانحراف مدان ويشكل إشكالية وبعبر عن توجه منحرف يشخصه القرآن الكريم بالنفاق، عندما تجعل موقف المقاومة ضد العدو الإسرائيلي المعتدي على شعبنا الفلسطيني وانتهاك الحرمات تجعل منه جرما أنت هنا تخالف القرآن وتوالي أعداء الإسلام وموقفك جوهر الخيانة للإسلام والمسلمين وهذه حقيقة واضحة.
وأكد السيد أن الموقف السعودي هو تودد للعدو الإسرائيلي وسعي لتقديم خدمة للعدو وتعبير للولاء للعدو الإسرائيلي ويؤكد أن المشكلة من جانبهم هم ليس في مشكلة عندنا أو أي طرف أو شعب او عند أي حركة المشكلة عندهم هم.
وأدان السيد ما صدر بحق المخطوفين الفلسطينيين.. مؤكدا أن العرض على النظام السعودي أن نفرج عن ضباطه الأسرى وفي مقدمتهم طياريه مقابل الإفراج عن الأخوة الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم الأحكام الجائرة.
كما تطرق السيد القائد إلى ما حصل في جنوب لبنان بداية بالاعتداء الإسرائيلي بالغارات لمحاولة كسر المعادلة ثم موقف حزب الله البطولي العظيم في الرد وتثبيت معادلة الردع.. مؤكدا أننا إلى جانب المقاومة وكل حركات المقاومة في الموقف من العدو الإسرائيلي الذي هو عدو للأمة ويشكل خطورة للأمة بكلها.
ولفت السيد إلى أن هناك توجه للقوى الحرة المقاومة للتكاتف ولتكون كلمتها واحدة في مقابل المتخاذلين الذين تنطلق انتقاداتهم إلى ما هو موقف حق وعادل في التصدي للعدو الإسرائيلي.. مشيرا إلى أن الوضع بات واضحا عند أي اعتداء إسرائيلي لا يقابل بإدانة جادة أو تحرك لوسائل الإعلام لإدانة الاعتداء الإسرائيلي، لكن عندما يأتي الموقف الحق والتصدي للعدو الإسرائيلي تأتي الانتقادات والتنديدات لكن هذا لا يضر.. مجددا التأكيد أننا إلى جانب حزب الله الذي هو في صدارة المتصدين للعدو الإسرائيلي وهو في موقف المنتصر.
موقف آخر كانت أبرز الأحداث خلال 1442 هجرية تطرق إليه السيد القائد، وهو الانسحاب الأمريكي من العراق، مشيرا إلى أنه مهما تكن خلفيات الانسحاب ومهما تكن التفسيرات إلا أن النقطة المهمة هي أنه بات واضحا فشل الاحتلال الأمريكي المباشر، فأمريكا فاشلة وعاجزة عن الاحتلال المباشر لأي بلد من بلدان أمتنا وهذه حقيقة تجلت في أفغانستان، بالرغم من أن لدى الأمريكي خططا بديلة، لكن الانسحاب فيه درس كبير يقدم الصورة الحقيقة للضعف الأمريكي، كما أنه يقدم درسا لخسارة من يعتمدون على أمريكا أن نهايتهم الفشل والضياع.