دائرة العلماء والمتعلمين تنظم ندوة فكرية بعنوان “ثورة الإمام زيد وأثرها في واقع الأمة الإسلامية”
موقع أنصار الله – صنعاء – 29 محرم 1443 هجرية
عُقدت بصنعاء اليوم الاثنين ، ندوة فكرية بعنوان” ثورة الإمام زيد وأثرها في واقع الأمة الإسلامية”، نظمتها دائرة العلماء والمتعلمين لأنصار الله بالتعاون مع كوكبة من العلماء الأجلاء.
وفي الندوة أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن الإمام زيد -عليه السلام- انطلق في ثورته ضد الطغاة والمستكبرين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عملاً بقوله تعالى “ولْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ “.
وأشار إلى أن ثورة الإمام زيد جاءت بعدما وصلت الأمة إلى حالة من العبودية والضعف والهوان والسكوت على الباطل .. مؤكداً الحاجة لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله عز وجل والمضي على نهج آل البيت -عليهم السلام- في النهوض بواقع الأمة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.
وقال” إن وضع الأمة اليوم، لا يسر خاطر، إذ يُحرف كتاب الله ويُسب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عبر الرسوم المسيئة، والعلماء صامتون ولا يحركون ساكناً في وجه الباطل، ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر، وهذا لا يجوز، بل عليهم تبليغ رسالة الإسلام”.
وتطرق العلامة شرف الدين إلى ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار وجرائم حرب منذ نحو سبع سنوات.
وأضاف” إذا لم تكن الجرائم والعدوان والحصار واحتلال اليمن من المنكرات، فما هو المنكر؟، وإذا لم يكن استهداف المدنيين وهدم المنازل على رؤوسهم وتدمير المقدرات ونهب الثروات منكراً، فما هو المنكر؟”.
وأشار إلى أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، للتذكير بواجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” .. مؤكداً أنه لا عذر لأي ساكت عن الظلم الذي يمارسه طغاة العصر بحق الأمة بصورة عامة والشعوب الإسلامية بشكل خاص.
وقُدمت في الندوة التي حضرها رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي ونائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات عبدالله المؤيد ووكيل وزارة الإرشاد الشيخ صالح الخولاني، ثلاث أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى التي قدمها نائب رئيس المجلس الشافعي رضوان المحيا،” نهضة الإمام زيد .. الأهداف والنتائج “.
واستعرض المحيا مواقف الإمام زيد عليه السلام وشجاعته ومبادئه وثورته في وجه الطغاة والظالمين .. مؤكداً أن ثورة الإمام زيد، جاءت لتصحيح مسار الإسلام ونصرة المستضعفين، خاصة بعد أن وصلت الأمة آنذاك إلى مرحلة من الضعف والذل والشتات.
فيما تطرقت الورقة الثانية التي قدّمها فضيلة العلامة محمد العيسوي، أحد علماء الأزهر الشريف في اليمن، إلى واقع الأمة اليوم ودور العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسلط قوى الظلم والاستكبار على الشعوب والهيمنة على قرارها.
وأشار العلامة العيسوي إلى رسالة الإمام زيد وثورته ودعوته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي ستظل مستمرة حتى قيام الساعة قال تعالى ” كنتمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ”.
بدوره أوضح عضو رابطة علماء اليمن العلامة علي محسن المطري في ورقة العمل الثالثة بعنوان” القرآن الكريم مصدر الثورة .. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ثورة الإمام زيد”، رسالة الإمام زيد للعلماء في استمرار الدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار إلى أن الجهاد في سبيل لابد أن يكون على علم وبصيرة كما جاهد الإمام زيد الظلم والطغيان على بصيرة .. مؤكدا ضرورة الثبات على الحق حتى يكتب الله النصر العظيم والفتح المبين للأمة بصورة عامة والشعب اليمني بشكل خاص.