500 يوم من الصمود اليماني في وجه العدوان الكوني
موقع أنصار الله || تقارير||
خمسمائة يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم كانت كفيلة لكشف الأقنعة عن الكثير سواء من هم في ميادين الحقوق والإنسانية أو في ميدان الوطنية أو القومية او العروبية أو غيرها ، لقد كانت هذه الأيام بلياليها واحداثها الجسام خير دليل على نفاق هذا العالم وإجرام دول الاستكبار فيه.
ويصادف هذا اليوم المشؤوم مرور 500 يوم على عدوان كوني ووحشي على اليمن شنت قوى تحالف العدوان 26مارس2015م تحت يافطة ” عاصفة الحزم ” وبعد شهرين من العدوان استبدلوا يافطتهم بشعار آخر هو ” إعادة الأمل “، وتشكيل هذا الحلف الأول من نوعه في تاريخ الشرق الأوسط ، فلم يسبق من قبل أن تشكل حلفٍ على هذا النحو، حتى في مواجهة العدو الصهيوني الإسرائيلي الذي احتل بقوة المال والسلاح جزءاً من أرضنا العربية، هي فلسطين المحتلة.
ومنذ يوم السادس والعشرين من مارس الماضي 2015م وحتى اليوم هي مدة كانت مليئة بالأحداث الجسام والعظام التي كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات والمؤسسات وغيرها لتكشف بعد خمسمائة يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الآثم والغاشم والوقح أن الشعب اليمني أرضاً وإنساناً يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه كل دول ودويلات وكيانات العالم وعلى رأسها كياني العدو الإسرائيلي والسعودي والعدو الأمريكي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية وتجارية منها القاعدة وداعش والجنجويد وبلاك ووتر وغيرها.
وكانت مدة 500 يوم من العدوان على اليمن كفيلة بان تكشف للعالم أجمع فظاعة الصمت المخزي والسقوط الأخلاقي المدوي للمنظومة القيمية والاخلاقية والإنسانية ، فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال عام واربعة اشهر من العدوان على اليمن ، ناهيك عن ظلم وجور أشقاء عرب يسارعون لتنفيذ مشاريع اسيادهم في البيت الابيض وتل ابيل فباتت دماء أطفال اليمن مصدراً من مصادر رضا اسيادهم عنهم وخصما من حقوق شعب عربي أصيل في الحياة والغذاء والدواء وقبل ذلك حقهم في الحرية.
وفي ظل واقع دولي مزري يغض الطرف عن المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الغاشم غلى الشعب اليمني الذي استخدم جميع انواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة الشعب اليمني بأكمله , ماتزال ردود الفعل الدولية ازاء تلك الجرائم الوحشية المرتكبة مخيبة جداً ولم تتعدى عبارات القلق والشجب والإدانة , وكأن على الدم اليمني المسفوك أن يصبح سيلاً قادراً على كسر حواجز الصمت المشترى بالمال السعودي المدنس.
وتواصلت فصول الملهاة الكبرى التي اعتمدتها السعودية بجبروتها المالي في شراء ذمم العالم بأسره، بقرارات مجلس أمنه الدولي، بقرارات القمم العربية، بقرارات المنظمة الإسلامية، وحتى مجلس حقوق الإنسان الأممية تمت مصادرة رئاسته، أي أن تغول أصحاب القرار السعودي على العالم كان سمة هذه الحرب العدوانية، بهدف كسب صمت العالم وغض الطرف عما ترتكب من جرائم بحق الشعب اليمني?
إن ما تتعرض له اليمن على مدى خمسمائة يوم من العدوان الفاجر بات اليوم وصمة عار في جبين الإنسانية , ولا يمكن أن تمحو أثاره البشعة بمليارات الدولارات من المال السعودي المدنس التي يبعثرها القائمون على تحالف الشيطان ضد اليمن , وسيتجه الشعب اليمني بعون من الله عز وجل لتأديب الذين تجاوزوا الأديان السماوية والمواثيق الإنسانية الذين انساقوا وراء المشاريع الصهيوامريكية.
ومع غياب أي مشاعر الانسانية، تستمر جرائم العدوان الأمريكي السعودي ومجازره الوحشية وتتخطى كل حدود الغوغائية والهمجية بضربات جوية عشوائية لا تميّز بين مدني أو غيره، وأصبحت تتعدى ذلك إلى أهداف مبرمجة في تدمير اليمن وبناه التحتية، في محاولة لإنهاء أي وجه للحياة باستنزاف موارد اليمن ومنشآته والقضاء على الحجر والمدر فيه، في ظل صمت دولي على كل هذه الجرائم السعودية.
وفي انتهاكات صارخة للقانون الانساني الدولي واتفاقيات حماية المدنيين ضربت العدوان الأمريكي السعودي بكل تلك القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط – ونفذ طيرانه قصفا مباشرا على تجمعات سكانية واسواق تجارية ومنشئات خدمية ومساجد وصالات عزاء وقاعات أفراح (احتفالات اعراس) وتجمعات للنساء فوق آبار المياه ومراكز للصيادين ومصانع مواد غذائية غيرها من الاعيان المدنية المكتظة بالمدنيين ، وعمدَ إلَـى تدمير آلاف المنازل وهدمها على ساكنيها، وكذلك هدم كلّ مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
مضى 500 يوم على القصف الجوي المتواصل لقوى العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم مستخدماً مختلف انواع واحدث الأسلحة الفتاكة بما فيها القنابل والصواريخ العنقودية المحرمة دولياًً تساقطت في اكثر 60 الف غارة جوية كما الأمطار على رؤوس ساكني الألاف من المنازل المدنية والمنشئات الحكومية والمرافق العامة التي دمرت كلياً وجزئياً.
وبالذخائر العنقودية المحظورة صنعتها الولايات المتحدة الأمريكية أقدم تحالف العدوان على استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهدف أماكن سكنية ومرافق خدمية حكومية وأراضي زراعية واسعة شملت محافظات الجمهورية ،وأشار المركز إلى أن تحالف العدوان ألقى قنبلة نترونية تسمى (أم القنابل) على فج عطان كما استهدف أحياء في أمانة العاصمة بقنابل عنقودية ، وأضاف أنه تم مسح مساحة 400 ×400 متر في قرية فج عطان التي ألقي عليها قنبلة نترونية وتم إخراج خمسة أطنان من مخلفات القنابل الملقاة من قبل طائرات العدوان السعودي الأمريكي .
وتتطرق تقرير لجنة تقصي الحقائق الى استخدام قوى تحالف العدوان لأسلحة محرمة دولياً وقنابل عنقودية استخدمت في عمليات قصف احياء سكنية في عدة محافظات تسبب في سقوط عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين الأبرياء ومنها محافظة صعده التي تعرضت لقصف بالأسلحة المحرمة دولياً والقنابل العنقودية التي تسببت في تدمير المحافظة والتي لا زال بعضها منتشرة بشكل كبير في مساحات شاسعة من الأراضي وتسبب في كثير من حالات الوفاة خاصة من الأطفال الذين يعبثون بها عند العثور عليها وكذا جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها طيران العدوان بحق المدنيين في حي عطان و حي جبل نقم بأمانة العاصمة الذي تم استهدافهما بقنبلة فراغية تسبب في استشهاد وجرح العديد من المدنيين وتدمير معظم البنى التحتية بتلك المناطق .
وعندما تتحدث الأرقام تصاب بالدهشة والذهول ازاء ما ارتكبته قوى العدوان وفي اخر تقرير للمركز القانوني للحقوق والتنمية وبعد مرور 500 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم أصدر المركز إحصائية توثق جرائم العدوان السعودي التي ارتكبها في اليمن منذ بدء العدوان في 26 مارس الماضي.
وتضمنت الإحصائية رصداً شاملاً لجرائم العدوان الامريكي السعودي على اليمن الذي انتهك مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وميثاق الجامعة العربية واتفاقيات العلاقات بين البلدين وكل الأعراف الدولية.
ويحتوي التقرير على عدد ضحايا القصف الجوي لطيران العدوان الامريكي السعودي من الآلاف من المواطنين بين شهيد وجريح غالبيتهم من الشيوخ والاطفال والنساء.
كما توضح الإحصائية حجم الأضرار التي تسبب بها العدوان الامريكي السعودي من المنشآت المدنية والمباني الرياضية والمصانع والمدارس وكل مصالح المواطنين التي تضررت جراء هذا العدوان الغاشم ، حيث أصدر المركز تقريراً يوثق كل الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العدوان الامريكي السعودي في حق المواطنين اليمنيين واستهدافه للبنية التحتية للبلاد وتدمير المؤسسات والمنشآت الاقتصادية وقصف مخازن الحبوب ومصانع المواد الغذائية والأدوية وتهديم المنازل فوق رؤوس ساكنيها وإحراق المطارات ومحاصرة الموانئ وقصف المدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من الجرائم البشعة التي ارتكبها هذا العدوان الغاشم.
مر 500 يوم على العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم من العدوان على اليمن وخلافا لمضامين ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ما يزال المدنيين من الرجال والنساء والاطفال في اليمن يتعرضون للقتل المتعمد والقصف المباشر لمنازلهم ومساجدهم ومجالس عزائهم وقاعات اعراسهم وسيارات اسعافهم ومخيمات نزوحهم واسواقهم ومزارعهم ، وتقوم قوى العدوان بتجريب انواع الاسلحة الحديثة والخطيرة على رؤوسهم مستخدمة اسلحة كيمائية وتدميرية فتاكة ومحرمة دوليا على مختلف الاحياء السكنية والحقول الزراعية والمناطق التجارية في تعمد واضح لقوى تحالف العدوان على قتل اليمنيين وإبادتهم إبادة جماعية بصورة مخالفة لأحكام ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
لقد وصلت الاحصائيات التقديريةُ من أَرواح البشر منذ بدأ العُـدوان الامريكي السعودي إلَـى أما يقارب من سبعة وعشرين ألف نسمة بين شهيد وجريح ، أَغلبهم من النساء والأَطْفَال ، وكشفت إحصائية للمركز القانوني للحقوق والتنمية جرائم تحالف العدوان الامريكي السعودي على اليمن ، واظهرت الاحصائية بشاعة جرائم قوى تحالف العدوان بحق اليمن وشعبه واستهدافها بشكل ممنهج للمدنيين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وتدمير البنى التحتية ، حيث أظهرت الاحصائية ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الى 27011 مابين شهيد وجريح ، منهم 9755 شهيداً من بينهم 5818 من الرجال و1677 أمرأه و2260 طفلا و17256 جريحاً موزعين على 13487 رجلاً و1737 أمرأه و2030 طفلا ، كما بلغ عدد النازحين ما يقارب 2.4 مليون نازح ناهيك عن استمرار الحصار الجوي والبري والبحري المفروض على اليمن الذي ادى خلال المدة الماضية الى وفاة آلاف من المرضى بسبب انعدام المشتقات النفطية والأدوية وصارع خلالها الموت – ولايزالون – ملايين من المواطنين المحتاجين للمساعدة الغذائية الطارئة من أجل البقاء على قيد الحياة ، حيث ان الحصار البري والبحري والجوي الذي فرضته قوى تحالف العدوان على اليمن منذ مارس 2015 وحتى اليوم تسبب في منع وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتدمير منظومة الكهرباء الوطنية وشبكة المياه وعزل اليمن عن العالم الخارجي كما تسبب الحصار المفروض على اليمن ايضا في توقف العديد من المستشفيات والمراكز الطبية وتزايد عدد الوفيات خاصة الأطفال “الخدج” ومرضى الفشل الكلوي والقلب والأمراض المزمنة نتيجة انعدام الدواء ومنع وصول المشتقات النفطية اضافة الى استهداف طيران العدوان لناقلات المشتقات النفطية ، وهذا ادى الى وفاة عدد كبير جداً من المرضى والجرحى في الأشهر الأولى للعدوان والذين تعذر اسعافهم الى خارج الوطن بسبب الحصار الذي أوقفت جميع الرحلات الجوية من وإلى اليمن وما صاحبه أيضا من منع لعشرات الالاف من اليمنيين العالقين خارج اليمن والذين تعرضوا لمهانة كبيرة وانقطعت عنهم الموارد المالية ومنهم من قضى نحبه وحرم حتى من الدفن في وطنه.
البنية التحتية كانت من أولى أهداف العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الإجرامي البشع والوقح حيث عمد منذ أيامه الأولى ضمن خطط ممنهجة لتدمير اليمن وبنيته التحتية ومنشآته الحيوية عامة وخاصة ، حيث ذكرت الإحصائية أن العدوان دمر خلال عام 15 مطار و12 ميناء و137 محطة ومولد كهرباء و1419 منشأة حكومية و653 مسجداً 654 مدرسة ومعهد و254 مستشفى ومرفق صحي و4757 منشأة تجارية و1959 وسيلة مواصلات و206 شبكة ومحطة اتصالات 694 طرق وجسور ، 372936 منزل تدمر وتضرر و174 منشأة سياحية 195 موقع اثري و90 ملعب ومنشأة رياضية و105 منشأة ومبنى جامعي و19 منشأة إعلامية
لتصبح أهم المنشئات الحيوية في اليمن خارج نطاق الخدمة بمساندة من قبل المرتزقة الذين هم أحد المستفيدين منها، لينعكس كارثياً على حياة مجمل اليمنيين .
الوحدات الإنتاجية أيضاً كانت هدفاً للعدوان حيث دمر منها 584 مخزن غذاء و450 ناقلة غذاء و 195 خزان وشبكة مياة و 494 سوق ومجمع تجاري و252 محطة وقود 218 مصنع و201 ناقلة وقود و156 مزرعة دجاج ، لتصبح أهم القطاعات الخاصة والعامة والمختلطة خارج عملية الإنتاج ما كلف الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة وخلق أزمات اجتماعية تمثلت بالبطالة والارتزاق والفقر ، مع كون العدوان بمشاركة العالم يفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على أكثر من 25 مليون مواطن .
وفي السياق نفسة لم تسلم المواقع الأثرية والسياحية من بطش العدوان الامريكي السعودي وهمجية ضرباته الجوية ، حيث اسفر القصف المباشر للمواقع الاثرية عن تدمير معظم تلك المواقع الاثرية نهائيا وإلحاق اضرار بالغة في البعض الاخر منها، وجميعها تعد جزءاً مهماً من التراث الثقافي الوطني والإنساني العريق في القدم.
واستهداف طيران العدوان بشكل ممنهج للعدد من المحافظات التاريخية اليمنية والمواقع الاثرية والتاريخية كسد مأرب التاريخي , قلعة القاهرة في تعز , قلعة زبيد التاريخية , جامع الامام الهادي التاريخي في صعده , مدينة صنعاء القديمة التاريخية , مدينة شبام كوكبان .
وفي حين كشفت التقارير المحلية تعرض اكثر من (136) موقع آثري ومنشأة سياحية للتدمير الكلي والجزئي في عموم محافظات الجمهورية ، تشير التقارير الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الى أن اكثر من 40 معلماً اثرياً ومتحفاً في اليمن تعرضوا للتدمير بسبب المواجهات المسلحة او جراء الغارات التي يشنها طيران التحالف العربي ، واوضح المركز اليمني للسياحة والاثار ان المواقع التي استهدفها طيران التحالف يتجاوز عددها (136) موقع اثري وسياحي تقريبا، وهي مواقع متفرقة ومختلفة البعض منها يعود لحقب زمنية موغلة في القدم ، منذ العصور الحجرية مروراً بعصر الحضارات التي سبقت الإسلام، وحتى العصور الإسلامية ألمتعددة وانتهاء بمواقع الموروث الثقافي المتأخر التي تتفاوت نسب وحجم الضرر الذي لحق بها ما بين (تدمير كامل-تدمير جزئي)،وجميع تلك المواقع الأثرية مدن، قصور، سدود، قلاع، حصون، طرق وجسور، مساجد وأضرحه، متاحف – محمية بموجب القانون المحلي والدولي.
إن فاجعة العدوان على اليمن ستظل الدرس الذي ينبغي أن يكون في مدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات ليدرك العالم بأسره حالة الغدر والخيانة التي تعرضت لها الأديان السماوية والمواثيق الدولية الإنسانية , بل ينبغي أن تكون فاجعة العدوان على اليمن المسالم وأهلها المؤمنون ، محور الندوات والمؤتمرات العالمية من أجل كشف جرائم ومن ساندهم أو أيدهم , وينبغي أن تنصب المحاكم في كل شبر من كوكب الأرض لمحاكمة كل من أسهم في استباحة الدم اليمني , ولن يزول العار الذي لحق بالإنسانية جمعاء ما لم يقام القصاص العاجل الذي يشفي الجراح اليمنية الغائرة التي بلغت كل بيت , بل أن على الانسانية في العالم أن تقيم المعارض المصورة بالصوت والصورة لتلك الجرائم ليعرف العالم الذي عاش غافلا ومخدراً على مدى ثمانية أشهر حتى الآن عن جرائم العدوان البربري الإرهابي ضد إنسان اليمن ولا يتخلى عن هذا الواجب الإنساني المقدس إلا من في صدره غل على الإنسانية ومن باع ضميره بالدولار وسلم عقلة لمن يدفع الأموال المدنسة لشرف التاريخ الإنساني , وليدرك العالم أن ابناء اليمن قد هزموا الضمائر الميتة والاموال المدنسة وفضلوا حرية الإنسان على عبوديته لغير الله الخالق جل في علاه, وأنهم قد قدموا دروساً بالغة الأهمية في مجال حقوق الإنسان ومفهوم الديمقراطية التي عشقوها وتربوا عليها من ذو فجر التاريخ الإنساني ,
الصمود الأُسطُوري
500 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم كانت أعجوبة هذا الزمان في صمود أهل اليمن في وجه العدوان الكوني الذين لم يهزموا عبر التاريخ بل كانت ارضهم المباركة مقبرة للغراة والمتحلين ومنذ الوهلة الاولى من عدوانهم الغاشم كانت قوى الاستكبار وقرن الشيطان ومن سار معهم تضن أن اليمن قد ركع وخضع لهم ولكن وجدوا انفسهم انه دنى قليلاً لكي يربط خيوط حذائه العسكري استعداداً لمعركة النفس الطويل وانه لا ولن يخضع أو يركع فهم كما وصفهم الله عز وجل في محكم كتابة (نحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ).
وأن بأسهم الشديد الذي ذكره الخالق جل شأنه في القران الكريم قد برز في ثباتهم أمام صلف العدوان على اليمن فلم تلن لهم قناة أو يكسر لهم عود على الإطلاق , رغم فقرهم وقلت عتادهم وانعدام وسائل الدفاع الجوية ضد مئات الطائرات التي شنت آلاف من الغارات على المكونات البشرية والجغرافية للجمهورية اليمنية واتت على الانسان والحيوان والحجر والشجر وفتكت بكل مقومات الحياة، وفوق تلك القلقة وتلك الندرة في العتاد فرض العدوان الهمجي على مرأى ومسمع من العالم الغافل حصاراً برياً وبحرياً وجوياً واستهدف مخازن التموين وأبار مياه الشرب والمستشفيات والمراكز والوحدات الصحية وكل وسيلة تنقل الماء والكلاء والدواء من أجل مضاعفة المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن , وللعالم الحر أن يدرك كم من الناس الذين حرموا من حق الحياة وكم من الناس الذين ماتوا بسبب نقص الدواء والماء والغذاء .
وكان يعتقدُ تحالُفَ العدوان أن الشـعـب الـيَـمَـني سيستسلم في الشهر الأول أَو الثاني أَوْ ربما في الأُسْبُـوْع الأول أَوْ الثاني من العُـدوان، لكن الشعب اليمني سجل صموداً أُسطُورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم، ربما هو الأعظم في تأريخه، والذي أذهل العالَمَ بوقوفِه ومواجهتِه لأَكْبَـر تحالف عُـدْوَاني اجمعت فيه أَكْثَـرُ من ثلاثين دولة، وشاركت فيه عشرُ دول عربية بقيادة النظام السعودي وبدعم ومشارَكة إسْرائيْل وأَمريكا وأثبت الشعـب الـيَـمَـني طيلةَ هذه الفترة التي مرّ بها أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوتَه، وعزمه، وإباءَه من اعتماده على الله، وأنه يمن الأَنْصَـار والأوس والخزرج، يمن الحكمة والإيمان .
ومُنذ اللحظات الأولى للعدوان ظهر من على شاشة التلفاز الناعق باسم تحالف العدوان/ أحمد العسيري، وبشر العالم بأن الحرب لن يتجاوز عمرها الأسبوعين وإن تباطأت ستكون شهرٍاً واحداً في الحد الأقصى وأن المهمة لن تكون صعبة وقد حددوا كما يَزعم في بنك أهدافهم الحربية العسكرية تدمير الأسلحة الفتاكة .
وعلى الرغم من قساوةِ ووحشيةِ العُـدوان الذي شُنَّ على أَبْنَـاء الشـعب الـيمـني منذ اليوم الأول بتكالب خليجي، وتحالف عربي ودعم أَمريكي وإسْرائيْلي وصمْت دولي، وَاستهدافه المدنيين العُزّل منذ الضربة الأولى، وارتكابه أَبْشَـع المجازر بحقهم، وَاستهداف كلِّ مناحي الحياة والنيل من قُوة عيش المواطن وحصاره حتى من أبسط الخدمات الأَسَـاسية، وذلك من أجل إرْكَاع الشَّـعْـب الـيَـمَـني وإضعافه واستسلامه. إلا أن النتيجة كانت عكسيةً وأذهلت الجميعَ وفاجأتهم بما فيهم قوى العُـدوان وأَدَوَاتها ومن يقف خلفها ، وأثبت الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني ممثلاً بقيادة الثورة صمودَه، وثباته، وقوته، وعزيمته، وحكمته في التعاطي مع المرحلة رغم صعوبتها، وحاولوا طيلةَ هذه الفترة.
ولا يعلم أولئك النفر في قرن الشيطان عندما يقرعون طبول الحرب الكونية على اليمن أن نتائجها ستكون مردودة عليهم في زوالهم من خارطة المنطقة وفقاً لما يرسمه اوليائهم في البيت الابيض اللعين بعد ان استخدمهم في نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة مستفيدا من الجماعات التكفيرية التي انجبها الأمريكي والاسرائيلي عهراً من رحم النظام السعودي بهرمونات الفكر التكفيري المتطرف
ورغم طغيان وعنجهية وتعجرف تحالف العدوان الغاشم الذي قارب العام واربعة اشهر من شنه حرب الإبادة بمختلف الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا على دولة تعاني من أزمات سياسية وأزمات اقتصادية وأزمات اجتماعية متراكمة, إلا أن صمود الشعب اليمني كان مفاجئا لهم وغير متوقع، خاصة الصمود الشعبي لأنه يغاير منطق الحروب وسنن التغالب, لأن العدو يمتلك مقومات الحرب وأدواتها مقارنة باليمنيين الذين يعتمدون على قوة عزيمتهم وكثافة إيمانهم بمشروعهم الوطني الرافض للوصاية والظلم .
وثمة أسباب جَمة تقفُ وراء صمود الـيَـمَـنيين، منها قوةُ الارتباط بالله سبحانه وتعالى والوقوف إلَـى جانب الحق الذي سيخدمه حتى الباطل إن تحرّك أهل الحق، ووجود القيادة الحكيمة لإدارة المعركة، واستعدادها لمعركة طويلة الأمَد ضمن خيارات استراتيجية مرتّبة ومدروسة استنزفت العدو طيلة المدة السابقة ، وكذلك الإيمان بالقضية وعدالتها، والدور الفعلي للشعوب؛ كونها الضحية، فدور الشعوب ضروريّ ومهم وفاعلٌ ومجدٍ والشعوب هي معنية بأن تتحرك لمواجهة الأخطار التي تعاني منها وهذا ما أدركه الشَّـعْـب الـيَـمَـني وعلى أَسَـاسه تحرك وسيواصل جهادَه جيلاً بعد جيل حتى لآلاف السنين ، بالإضافة الى تماسك الجيش واللجان الشَّـعْـبية والمجتمع القبَلي في الجبهات الداخلية وتوحيد الصفوف، وهذا في حد ذاته، أَكْبَـر انتصار.
.
وبالتزامن مع انقضاء 500 يوم على العدوان السعودي الأمريكي الذي بدأ في 26 مارس 2015م. أعلنت صنعاء تشكيلة المجلس السياسي الأعلى وفقاً للاتفاق السياسي المبرم بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفائهما، وتكونت التشكيلة من 10 أشخاص يشكلون “المجلس الرئاسي”
لا ريب فيه أن قرار القوى الوطنية بتشكيل مجلس سياسي يؤسس لواقع جديد، قطع الطريق على كافّة المحاولات السابقة بالتفرقة بين “أنصار الله” و “المؤتمر الشعبي العام” بعد اليأس من هزيمتهم في الميدان، فالمعادلة والخارطة ستتغير بعد التحالف التاريخي بين المؤتمر وأنصار الله، وحلفائهما،
وأنهى إعلان تشكيلة المجلس السياسي الأعلى الاوهام التي كان يؤمن بها قوى العدوان في شق الصف الداخل الرافض للعدوان بعد الخسائر الكبيرة التي يُمنى بها جيش السعودية في مناطق ما وراء الحدود عقب العمليات العسكرية النوعية والكثيفة التي يشنها الجيش واللجان الشعبية.
ودقّت القوى السياسية مسماراً آخر في نعش العدوان محقّقة “أكبر انتصار سياسي” عبر الاتفاق على تشكيل المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد، الأمر الذي أثار ردود فعل خليجية هستيرية، فقد اعتبر امين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني في تصريحات له “التوقيع على اتفاق تشكيل المجلس السياسي خرقاً واضحاً لقرارات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ، وقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل”.
وتوالت الصفعات السياسية صفعة تلو الصفعة بعد ان اعتزمت بعثة الاتحاد الأوروبي إعادة فتح مكتبها في صنعاء بحسب الاتصال الذي تلقاه رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي من منسقة السياسيات الأوربية في الاتحاد الأوروبي “بيتينا موشايت”، لتكون مؤشر على اعتراف دولي سيحظى به المجلس السياسي والحكومة التي ستنبثق عن الاتفاق السياسي، ومن المتوقع أن تتبع دول أخرى الاتحاد الأوربي في إعادة فتح ممثلياتها بصنعاء والاعتراف بالشرعية السياسية الجديدة
وكانت مداخلة سفير موسكو لدى مجلس الأمن “فيتالي تشوركين” وقع الصاعقة على الرياض وحلفئها، في إظهار أن مزاجاً دولياً قد بدا يبتعد عن أحلام وأماني الرياض في أن تكون الحرب على اليمن منسية وأن يغوص آل سعود في الدم اليمني دون محاسبة أو مساءلة ولو بعد حين.
وثمة أمر أكيد ، وهو أن الأموال السعودية فقدت بريقها ولم يعد لها وقع السحر في ظل غموض مستقبل المملكة مع تفاقم الخلاف بين العائلة المالكة والمشاكل الداخلية للملكة، في ظل تدني أسعار النفط وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وإفلاس العشرات من الشركات والتوقف شبه الكامل للمشروعات الإنمائية هناك – البنوك السعودية أطلقت نداء استغاثة الأسبوع الماضي جراء شحة المعروض من النقد الأجنبي – ناهيك عن الإنفاق الهائل على حروب المملكة في اليمن وسوريا عديمة الجدوى.