«أعناب صنعاء»: الرياض تفشّ خُلْقها بالفقراء

|| صحافة ||

تحوَّل حي الأعناب السكني شمال غرب العاصمة صنعاء، في الآونة الأخيرة، إلى هدف عسكري ثابت لطيران التحالف السعودي – الإماراتي، على رغم أن الحيّ الذي يتبع إدارياً مديرية معين التي تضمّ ثلاثة تجمّعات سكّانية كبيرة في العاصمة (مذبح – شملان – الأعناب)، يضمّ قرابة 120 ألف أسرة، معظمها فقيرة ومعدَمة. وبالنظر إلى أن «الأعناب» الذي يوصَف بـ«حيّ الكادحين»، خالٍ من أيّ معسكرات قديمة، فضلاً عن كونه يقع في أطراف العاصمة ومعدّل الإيجارات فيه متناسب مع مداخيل الفقراء، فقد قصدته الآلاف من الأسر، ومع ذلك تفاجأ هؤلاء بأن الحيّ عاد ليحتلّ قائمة الأهداف السعودية، إذ تعرَّض الأعناب، منذ 23 تشرين الثاني الفائت، لأكثر من عشرين غارة جوية، نُفّذ بعضها بواسطة طائرات «الشبح» الأميركية، ما ألحق أضراراً فادحة بمنازل المواطنين وممتلكاتهم، وبثّ الرعب في أوساطهم، وأثّر على الحركة التجارية في الحيّ، في ظلّ مخاوف من مجزرة جديدة بحقّ المدنيين العزّل هناك، دفعت العشرات من العائلات إلى إخلاء منازلها.

واستهدف طيران «التحالف»، مساء السبت الفائت، مخزن غذاء في «الأعناب»، تابعاً لشركة «يحيى سهيل»، أحد تجّار القمح في اليمن، بِخَمْس غارات عنيفة. ووفقاً لمصادر في الشركة، فإن عملية الاستهداف وقعت أثناء وجود قرابة عشرين عاملاً من عمّال الشحن والتفريغ في «الهنجر» التابع للشركة، ما أدّى إلى مقتل وإصابة 13 منهم، وفقاً لإحصائية صادرة عن وزارة الصحة في صنعاء، فيما ألحق الهجوم أضراراً بالغة بمخزن الغذاء. قبل ذلك، تعرّض الحيّ لسلسلة غارات زعم «التحالف» أنها ضدّ أهداف «مشروعة»، متحدّثاً عن «تدمير عدد من مخازن الطائرات المسيّرة اليمنية وورش التصنيع، وقاعدة سرّية تابعة للحرس الثوري الإيراني»، وهو ما قوبل بالنفي من قِبَل المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قبل أيام. وعلى رغم ما تَقدّم، واصلت الرياض تصعيدها الجوّي في صنعاء، مبرّرة إيّاه باستهداف «عناصر وخبراء إيرانيين ومخازن صواريخ وأخرى للطائرات المسيّرة». وخلال اليومين الماضيين، شنّ الطيران غارات جديدة على منازل وورش خاصة و«هناجر» مهجورة ومحطّات وقود متوقّفة عن العمل في «الأعناب». كما استهدف، مساء الأحد، ورشة لصيانة السيارات في أطراف الحيّ بِخَمْس غارات جوية، أدّت إلى تدمير عدد من المركبات. وفي أعقاب العملية الأخيرة، ادّعى «التحالف» «تدمير ثلاثة مراكز ارتبطت بإطلاق صواريخ ومسيّرات».

 

تعرّض الحيّ لأكثر من 20 غارة منذ 23 تشرين الثاني الفائت

|زاء ذلك، عدّ مصدر في وزارة الخارجية في صنعاء، التصعيد الجوّي الأخير، «نتيجة طبيعية لفشل العدوان في تحقيق أهدافه في اليمن للعام السابع على التوالي». وأشار المصدر إلى أنه «في الوقت الذي تستطيع فيه صنعاء الردّ على تجاوزات الرياض وأبو ظبي وردّ الصاع صاعين في الوقت والمكان المناسبَين، إلّا أنها لا تزال تتمسّك بالسلام العادل والمشرّف للشعب اليمني»، مستدركاً بأنها «لا تقبل استمرار العدوان العسكري والحصار الشامل أو أيّ مواقف يحاول عبرها تحالف العدوان أن يُظهر للمجتمع الدولي بأن ما يجري في اليمن ليس سوى نزاع داخلي». وحمّلت وزارة حقوق الإنسان في صنعاء، بدورها، الأمم المتحدة ومنظّماتها العاملة في اليمن، المسؤولية الكاملة عن هذا «التصعيد الإجرامي»، فيما اتّهمت منظمات محلّية، السعودية، باتّباع «سياسة الأرض المحروقة» في حيّ الأعناب، والتي ترقى إلى جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف لعام 1977. ودانت هذه المنظّمات أيضاً الجريمة التي ارتكبها «التحالف» مساء الجمعة في قرية الحكيمة في مديرية مقبنة في محافظة تعز، والتي راح ضحيّتها أكثر من 20 شخصاً ما بين قتيل وجريح.

 

الأخبار للبنانية

قد يعجبك ايضا