جرائم العدوان في حق الأطفال والنساء وصمة عار في جبين الإنسانية
موقع أنصار الله ||صحافة محلية _الحقيقة || محمد محسن الحمزي
مع غياب أي مشاعر للإنسانية.. تستمر جرائم العدوان الأمريكي السعودي ومجازره الوحشية وتتخطى كل حدود الغوغائية والهمجية بضربات جوية عشوائية لا تميّز بين طفل أو غيره ، وأصبحت تتعدى ذلك إلى أهداف مبرمجة في تدمير اليمن وبناه التحتية ، في محاولة لإنهاء أي وجه للحياة باستنزاف موارد اليمن ومنشآته والقضاء على الحجر والمدر فيه ، مع صمت دولي على كل هذه الجرائم , ومن خلال ما تتعرض له اليمن على مدى الأيام الماضية من العدوان الفاجر بات اليوم وصمة عار في جبين الإنسانية , ولا يمكن أن تمحى أثاره البشعة بمليارات الدولارات من المال السعودي التي يبعثرها القائمون على تحالف الشيطان ضد اليمن , وسيتجه الشعب اليمني بعون من الله عز وجل لتأديب الذين تجاوزوا الأديان السماوية والمواثيق الإنسانية الذين انساقوا وراء المشاريع الصهيوامريكية ؛ وفي ظل الواقع الدولي المزري والذي يغض الطرف عن المجازر الوحشية التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على الشعب اليمني الذي استخدم جميع أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً لإبادة الشعب اليمني بأكمله , ما تزال ردود الفعل الدولية إزاء تلك الجرائم الوحشية المرتكبة مخيبة جداً ولم تتعد عبارات القلق والشجب والإدانة , وكأن على الدم اليمني المسفوك أن يصبح سيلاً قادراً على كسر حواجز الصمت المشترى بالمال السعودي المدنس.
قرابة العامين من العدوان الهمجي والبربري على اليمن مازالت الأيام تعكس واقع التخبط والإخفاق الأمريكي السعودي في الميدان, وإضافة إلى ذلك يعكف فريق مشترك لتحالف العدوان على العمل لإيجاد مبررات واختلاق أعذار واهية للحد من تداعيات عدوانها على البلاد ودرءِ التهمِ الموجهةِ لأمريكا والسعودية وتعمدهما ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب اليمني واستهدافهما للمستشفيات والمدارس, عشرات من جرائم الحرب والإبادة ارتكبتها قوى العدوان في اليمن ووثقتها وأثبتتها المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية، ومن بين هذه الجرائم 8 جرائم حاول الفريق المشترك لتقييم الحوادث تبرأة قوى العدوان منها. الفريق عكف أسابيع لاختلاف مبررات واهية لمحاولة تبرأة المجرم من جرمه، لكنه وبعد جهود مضنية لم يستطع إنكار الجرائم.
الفريق برر جريمتين واعتبرهما أخطاء غير مقصودة، فيما ادعى زوراً أن بقية الجرائم أهدافاً عسكرية مشروعة وذات قيمة عالية في تكرار لما كان يدعيه الناطق باسم العدوان في وقت سابق, وهكذا وبغباء متجذر وحماقة لم يسبق لها التاريخ مثيلاً لم تتوقف عن حد أن يُنصّب الجلاد له محكمة للترافع عن جرائمه، بل وفي تسويق التوصيات والمبررات المثيرة للسخرية كما في جريمة نهم حين يتحدث المدعي عن سوق شعبي وعن منطقة غير مأهولة بالسكان في ذات الوقت عدا عن تبريره لجريمة مستبا وتحميل الضحايا مسؤولية تواجدهم في السوق, وفي آخر مجاز لطيران العدوان خلال الأسبوع الماضي أرتكب الطيران العديد من المجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء ومنها مجزرة صنعاء بمصنع العاقل للمواد الغذائية ومجزرة أخرى بصعدة بحق طلاب “أطفال”, يتبعها مجزرة بمستشفى مديرية عبس بمحافظة حجة وكل هذه المجازر راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى؛ و خلاصة ما تريد السعودية إيصاله من هذا الفريق هو أن جميع الغارات مبنية على معلومات استخباراتيه يستقيها التحالف من الشرعية المزعومة في محاولة للتنصل من المسؤولية وتحميل أدواتها ذلك وهي سياسة أمريكية يتبعها التلميذ السعودي بكل حذافيرها وتفاصيلها.
تابعت منظمات المجتمع المدني في اليمن التصعيد الأخير الذي مارسته وتمارسه دول تحالف العدوان على الأراضي بقيادة السعودية حيث شنت طائراته ثلاث غارات يوم الأحد الموافق ٧ أغسطس ٢٠١٦م استهدفت منازل المواطنين وسوق المديد بمديرية نهم ما أدى إلى سقوط أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى من المدنيين العزل من ضمنهم نساء وأطفال, إضافة إلى ارتكاب طائرات العدوان المجزرة الوحشية في يوم الثلاثاء الموافق ٩ أغسطس ٢٠١٦م على أحد مصانع أغذية الأطفال بالعاصمة صنعاء ونتج عنه استشهاد وجرح العشرات من العمال والعاملات وعدد من المدنيين الذين كانوا بالقرب من منطقة المصنع “.هذا فضلا عن قصف منشآت مدنية وطرق وجسور في صنعاء والحديدة وتعز وصعده وحجه وعمران وذمار وغيرها من المحافظات, ولم يكتفي التحالف بذلك فقط بل أعلنت دول تحالف العدوان إيقاف حركة الطيران من وإلى مطار صنعاء الدولي بما فيها الرحلات الاغاثية للمنظمات الدولية يمثل استهدافاً مباشراً للمواطنين الأبرياء الراغبين في السفر إلى الخارج لأسباب عدة من أهمها الحالات العلاجية الطارئة, كما أن إيقاف الرحلات من وإلى مطار صنعاء يتسبب بإعاقة العديد من المواطنين اليمنيين من السفر للخارج سيما المرضى والحالات الإنسانية والإسعافية, بإغلاق المطارات وتعليق رحلات الطيران، إضافة إلى الحصار البرّي والبحري والجوّي المفروض على اليمن يعني بوضوح حرمان آلاف المدنيين المرضى من السّفر لاستكمال علاجهم وتقييدا لحرية المدنيين في الحركة والتنقل والسفر والعلاج والتعليم ومنع وصول المساعدات الإنسانية من الأغذية والأدوية.
وهنا ومع غياب مؤتمرات العسيري الصحفية والتي كان يتباهى فيها بارتكاب هذه الجرائم وغيرها واضعا لها في خانة انجازات تحالف العدوان يبدو أننا أمام مرحلة جديدة تعكس واقع الإخفاق والتخبط السعودي من تداعيات عدوانه الغاشم على اليمن.
ومن خلال ما قد مرت به اليمن من عدوان أمريكي سعودي صهيوني غاشم كانت الفترة الماضية كفيلة لكشف الأقنعة عن الكثير سواء من هم في ميادين الحقوق والإنسانية أو في ميدان الوطنية أو القومية أو العربية أو غيرها، لقد كانت هذه الأيام بلياليها وأحداثها الجسام خير دليل على نفاق هذا العالم وإجرام دول الاستكبار فيه, فقد تابعت منظمات المجتمع المدني في المحافظات اليمنية التصعيد الأخير الذي مارسته وتمارسه دول تحالف العدوان على الأراضي بقيادة السعودية.
فالعدوان الوحشي على اليمن من قبل هذا الحلف الأول من نوعه في تاريخ الشرق الأوسط ، والذي لم يسبق من قبل أن تشكل حلفٍ على هذا النحو، حتى في مواجهة العدو الصهيوني الإسرائيلي الذي احتل بقوة المال والسلاح جزءاً من أرضنا العربية، هي فلسطين المحتلة.
ومنذ بدء العدوان وحتى اليوم كانت مدة مليئة بالأحداث الجسام والعظام التي كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات والمؤسسات وغيرها لتكشف بعد كل هذا الوقت من العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الآثم والغاشم والوقح أن الشعب اليمني أرضاً وإنساناً يواجه عدواناً إجرامي شاركت فيه كل دول ودويلات وكيانات العالم وعلى رأسها العدو الإسرائيلي والسعودي والعدو الأمريكي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية وتجارية منها القاعدة وداعش والجنجويد وبلاك ووتر وغيرها.
فالعدوان على اليمن كان كفيل بان يكشف للعالم أجمع فظاعة الصمت المخزي والسقوط الأخلاقي المدوي للمنظومة القيمية والأخلاقية والإنسانية ، فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال عام وستة أشهر من العدوان على اليمن ، ناهيك عن ظلم وجور أشقاء عرب يسارعون لتنفيذ مشاريع أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب فباتت دماء أطفال اليمن مصدراً من مصادر رضا أسيادهم عنهم وخصما من حقوق شعب عربي أصيل في الحياة والغذاء والدواء وقبل ذلك حقهم في الحرية.
وتواصلت فصول الملهاة الكبرى التي اعتمدتها السعودية بجبروتها المالي في شراء ذمم العالم بأسره، بقرارات مجلس أمنه الدولي، بقرارات القمم العربية، بقرارات المنظمة الإسلامية، وحتى مجلس حقوق الإنسان الأممية تمت مصادرة رئاسته، أي أن تغول أصحاب القرار السعودي على العالم كان سمة هذه الحرب العدوانية، بهدف كسب صمت العالم وغض الطرف عما ترتكب من جرائم بحق الشعب اليمني?
وفي انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات حماية المدنيين ضربت العدوان الأمريكي السعودي بكل تلك القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط – ونفذ طيرانه قصفا مباشرا على تجمعات سكانية وأسواق تجارية ومنشئات خدمية ومساجد وصالات عزاء وقاعات أفراح (احتفالات أعراس) وتجمعات للنساء فوق آبار المياه ومراكز للصيادين ومصانع مواد غذائية غيرها من الأعيان المدنية المكتظة بالمدنيين ، وعمدَ إلَـى تدمير آلاف المنازل وهدمها على ساكنيها، وكذلك هدم كلّ مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
وحتى اليوم قصف جوي متواصل لقوى العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الغاشم مستخدماً مختلف أنواع واحدث الأسلحة الفتاكة بما فيها القنابل والصواريخ العنقودية المحرمة دولياً تساقطت أكثر من 60 الف غارة جوية كما الأمطار على رؤوس ساكني الآلاف من المنازل المدنية والمنشآت الحكومية والمرافق العامة التي دمرت كلياً وجزئياً.
وعندما تتحدث الأرقام تصاب بالدهشة والذهول إزاء ما ارتكبته قوى العدوان من جرائم ..