الله عز وجل من يملك حق التشريع

موقع أنصار الله | تقارير| ١ رجب ١٤٤٣هـ

إن التشريع خاص بالله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن نقر بالتشريع لأحدٍ غير الله عز وجل، ذلك لأنه حق إلهي، وأنه يجب أن تضبط الأمه نفسها وبجديه لاتباع شرائع الله عز وجل، فتعليمات الله هي الحق، وهي التي تحقق لنا الانسجام في مختلف جوانب الحياة.

 

كلمة (قانون) هي البديل عن كلمة (شريعة الله):

يشير الشهيد القائد/ السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” إلى أن بعض الشعوب اتجهت إلى صياغة تشريعاتها بشكل قوانين، حيث أصبحت كلمة (قانون) هي البديل عن كلمة (شريعة الله)، ويبين أن كلمة قانون ودستور توحي للإنسان بمنهجية أخرى وبمصدر آخر لتنظيم شؤون الحياة غير الشريعة، حتى وإن كانت كما يقال بشكل تقنين لأحكام الشريعة، وأن ترديد الكثير من الناس لكلمة (قانون ودساتير) هو ما يمهد لإبعاد الناس عن القرآن، وإبعاد الناس عن الإسلام، وعن شريعة الله، ودين الله، يقول الشهيد القائد:

“بعض الشعوب التي اتجهت لصياغة تشريعاتها بشكل قوانين، أصبحت كلمة: [قانون] هي البديل عن كلمة: [شريعة الله]، عن كلمة: [دين الله].. [امش على القانون يا أخي.. أنت يا أخي التزم بالقانون.. يجب جميعا أن نلتزم بالقانون.. ضروري أن نسير على القانون..] مثلما يحصل في مصر وبلدان أخرى، ونحن هنا في اليمن بدأنا نتروض، نروض أنفسنا على استخدام كلمة [قانون وقوانين ودستور ودساتير] وهكذا.

يجب أن يكون حديث الناس كله بالشكل الذي يوحي بالارتباط بشرع الله وهديه ودينه، كلمة: قانون وقوانين ودستور هي توحي للإنسان بمنهجية أخرى وبمصدر آخر لتنظيم شؤون الحياة غير الشريعة، حتى وإن كانت كما يقال بشكل تقنين لأحكام الشريعة، لكن لماذا لا نستخدم كلمة: [دين الله شريعة الله] أو أن شريعة الله، ودين الله هي قاصرة عن أن تحتوي أو تشتمل على ما تشتمل عليه القوانين. هذا ما يوحي به ترديدنا الكثير لكلمة [قانون ودساتير] ونحوها. وهذا هو ما يمهد لإبعاد الناس عن القرآن، لإبعاد الناس عن الإسلام، لإبعاد الناس عن شريعة الله، لإبعاد الناس عن دين الله.

نتروض قليلاً قليلاً في أذهاننا على الارتباط بالقانون والقوانين.. [قانون السلطة المحلية، قانون كذا، قانون.. إلى آخره] فإذا ما قيل لنا في يوم من الأيام: هذا القرآن إرهابي، نرى أنفسنا لا نحتاج إلى القرآن في أي شيء.. كنا نقرأه فقط على أمواتنا.. كنا نقرأ منه آيات قصار في صلاتنا، لا بأس سنقرأها في صلاتنا، في الأخير نرى أنفسنا لا حاجة بنا إلى هذا القرآن, الدساتير فيها الكفاية، القوانين فيها الكفاية. هذا كله من عملية ترويض الأمة من جانب أعداء الله على إبعادهم عن الدين قليلا قليلا قليلا”.

الحق التشريعي هو خاص بالله سبحانه وتعالى:

في هذا الصدد، يبين السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي أن العنوان التشريعي ومسألة الدساتير والقوانين ليست الأمة بحاجةٍ إليها، وأن يكون لأي صفة تشريعية، أو وسلطة تشريعية الحق في التشريع للمسلمين، إذ إن الحق التشريعي هو خاص بالله سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن تقر الأمة به لأي شخص أو سلطة، وهذا حقٌّ إلهيٌ يختص به الله سبحانه وتعالى، يقول السيد القائد:

“في عصرنا هذا في واقع حياتنا- وللأسف الشديد- لا تراعى هذا المسألة في مسألة القوانين والدساتير، تأتي في عملية التقنين، وتحت العنوان التشريعي نفسه، وهي يعني خطيئة كبيرة جداً؛ لأننا لم نكن بحاجة إلى أن نقدِّم صفة تشريعية لأي جهة معينة في واقع أمتنا الإسلامية، لا نحتاج إلى أن نقول: [سلطة تشريعية]، فنمحنها هذه الصفة؛ لأن الحق في التشريع عندنا كمسلمين، كأمةٍ مؤمنة تؤمن بكتاب الله، تؤمن بالله بأنه الإله الحق، الحق التشريعي هو خاصٌ بالله “سبحانه وتعالى”، هو حق الرب، هو حقٌّ إلهيٌ يختص به الله “سبحانه وتعالى”، ولا يجوز أن نقرَّ به لأحد، وأن نقول لأحد: [لك الحق في أن تشرِّع]، هذا الحق ليس لأحد أبداً إلَّا لله “سبحانه وتعالى”؛ لأنه حقٌ يتعلق بالربوبية والألوهية، حق الله الإله الملك الرب “سبحانه وتعالى”.

 

يجب أن نعتمد على القرآن الكريم وأهل البيت في حالات التقنين والتشريع:

يجزم الشهيد القائد بالقول إنه يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، وورثة الكتاب في حالات التقنين والتشريع، حيث يقول:

“كما ونحن في حالات التقنين والتشريع ـ كما يقولون ـ يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانين، ثم نقول: نحن مقننون، ثم ننطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصِل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا، الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}.

ألست ترى هذه الأنعام ما تزال موجودة وقائمة؟ أليس هناك خيل، وبغال، وحمير، وبقر، وغنم، وإبل ما تزال موجودة، هو في الوقت الذي يذكرك بأنها نعم في نفس الوقت عليه قصد السبيل إذا كنت ملتجئاً إليه، إذا كانت الأمة ملتجئة إليه، وملتجئة إلى الثقلين، للتمسك بالثقلين بكتاب الله، وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فما زالت الحياة، وما دامت الحياة مستمرة فستظل الطريق القاصدة، والصراط المستقيم قائمة الله تكفل بهذا، تكفل به كما ذكر الأنعام، فكيف نرى الأنعام ما تزال قائمة، وباقية، ثم ما يتعلق بقصد السبيل، والهداية نقول: انتهت ذاك اليوم، وكل واحد يقوم يبحث هو عن الهداية لنفسه! هل هذا صحيح؟”.

وفي هذا السياق، يبين السيد القائد أن صياغة قوانين تكون على ضوء هدى الله سبحانه وتعالى؛ لأن الأمة لا تحتاج إلى أن تتأثر بالغرب الذين انفصلوا عن الله وعن الالتزام بهدى الله وشرعه، يقول السيد القائد:

“…ولذلك عندما نأتي إلى واقعنا الحياتي أو السياسي، كان يمكن أن تكون لعملية صياغة قوانين معينة على ضوء هدى الله “سبحانه وتعالى”، وعلى ضوء شرع الله سبحانه وتعالى، أن يكون هناك تسميات وعناوين تختلف عن الطريقة الغربية، عما عليه الغرب، لا نحتاج إلى أن نقدم عناوين من مثل عناوينهم؛ لأن عناوينهم هي مبنيةٌ على انحرافهم الكلي والشامل عن منهج الله، وعن دين الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم فصلوا حياتهم، ومسيرة حياتهم في كل شؤونها العملية، عن مسألة الالتزام بدين الله، وتعليمات الله، وشرع الله، وهدي الله؛ لأنهم في حالة كفر بما أنزل الله “سبحانه وتعالى”.

 

الهوامش:

 السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة معرفة الله، معرفة الله، وعده ووعيده، الدرس الثاني عشر.

                       السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سلسلة معرفة الله، الدرس الخامس.

                 السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الثانية عشر، 1442هـ.

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com