إمعان تحالف العدوان في تدمير منشآت الاتصالات

خاص

بعد أقل من أسابيع مضت على استهداف طيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لمكتب الاتصالات في الحديدة، والذي أدى إلى انقطاع الانترنت والاتصالات الدولية في اليمن، ما يزال تحالف العدوان مستمراً في تدمير البنية التحتية للاتصالات في اليمن.

وفي توضيح هذا التمادي في الاجرام، فقد أقدم طيران العدوان فجر يوم الاثنين 14 فبراير 2022 على استهداف الشركة اليمنية للاتصالات “تيليمن” بالعاصمة صنعاء، وأدت الغارات الاجرامية إلى تدمير معظم تجهيزاتها الفنية والأَساسية، وإلحاق أضراراً جسيمة في المبنى والتجهيزات الفنية.

وتكرر هذا الامعان في الاجرام، إذ جاءت هذه الجريمة بعد أسابيع على استهداف لمبنى الاتصالات بمحافظة الحديدة، والذي أدت إلى تدمير البوابة اليمنية للإنترنت، وتسببت في انقطاع الانترنت والاتصالات الدولية في اليمن، ممَّا أدى إلى عزل اليمن عن العالم؛ بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات الدولية.

ومن باب التذكير فإن تلك الجرائم تأتي في ظل استمرار تحالف العدوان في قصف وتدمير أبراج ومحطات الاتصالات بشكلٍ متعمد ودائم، مما يؤكد تعمد دول العدوان لاستهداف الأعيان المدنية والمنشئات الخدمية والتي تضررت على إثرها مصالح غالبية الشعب اليمني، وحرمانهم من أحد حقوقهم الأساسية

استهداف منشآت خدمية مرتبطة بمصالح المواطنين:

إن استهداف تحالف العدوان لوزارة مدنية خدمية مرتبطة بمصالح المواطنين مثل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تعد جريمة كبيرة، إذ أنها جريمة تستهدف أعيان ومنشآت مدنية، وهي مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

وفي هذا السياق، أوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير أن دول العدوان لا تلتزم بالقانون الدولي والإنساني؛ وذلك كون أمريكا تساندها في ذلك، وأشار إلى أن استهداف البنية التحتية جريمة حرب وأن الوزارة بصدد إعداد ملف قانوني لمحاسبة تحالف العدوان دولياً.

وكما هو معلوم فإن وزارة الاتصالات هي ملك للشعب اليمني في كافة أراضي اليمن، وخدمات الاتصالات والانترنت التي تقدمها يستفيد منها جميع أبناء الشعب اليمني في كافة المحافظات اليمنية، وأن نتائج تكرار استهدافها من قبل تحالف العدوان ستضر بجميع اليمنيين بدون استثناء، لاسيما وأن تكرار استهداف تحالف العدوان لمبانيها وشبكاتها إنما هي محاولات خبيثة لعزل اليمن عن محيطه العربي والإقليمي والدولي، وإمعان في مفاقمة الأزمة الإنسانية التي تسبب بها العدوان والحصار.

الهروب إلى التبريرات الواهية والساذجة:

في كل مرة يعاود فيها تحالف العدوان استهداف المنشآت الخدمية اليمنية منذ بدء العدوان فإنه يلجأ إلى الترويج لمبررات واهية وساذجة تتضح أكاذيبها في لمح البصر، فكما هو معهود من أولئك المجرمون السفلة فقد سارعوا إلى تبرير ذلك الاجرام من خلال تقديم جملة من التبريرات الساذجة لاستهدافهم لمبنى وزارة الاتصالات، عندما أعلن تحالف العدوان أنه دمّـر منظومة الاتصالات التي تتحكم بالطائرات المسيَّرة شمالي صنعاء، مُشيراً إلى أن الاستهدافَ دمّـر منظومة اتصالات تُستخدم لتشغيل محطات اتصالات أمامية للتحكم بالمسيَّرات.

ادعاءات وخزعبلات قوى العدوان مفضوحة:

سرعان ما تبخرت تلك التبريرات بعدما نفت القوات المسلحة ما يدعيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي من استخدام للأماكن المدنية لأغراض عسكرية، حيث قال متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن “‏ما يدعيه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من استخدام القوات المسلحة للأماكن المدنية لأغراض عسكرية عار عن الصحة ومجرد تبرير مفضوح لاستهداف المنشئات المدنية والمدنيين”.

وفي تأكيد لتصريحات القوات المسلحة حول ما يدعيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، نشر الإعلام الحربي مشاهد إطلاق الطائرات المسيرة في عمليات سابقة على العمقين السعودي والإماراتي، وبحسب ما قاله صحفيين فق كانت أبرز الرسائل التي تضمنتها المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي اليمني التأكيد بأن قيادة سلاح الطيران المسير لا تستخدم منشآت مدنية مثل وزارة الاتصالات ومطار صنعاء الدولي وغيره من المرافق الحيوية الأخرى في عملية الاطلاق والتي يكرر تحالف العدوان استخدامها كذريعة لشن غارات مدمرة على المرافق الحيوية زعماً منه أن هذه الطائرات تحتاج إلى مدرجات تقليدية لإطلاقها نحو أهدافها.

كما تنفي تلك المشاهد مزاعم العدوان باستخدام شبكة الاتصالات لإطلاق المسيرات، بل تؤكد انها تتم عبر مقذوفات دفع حرارية قبل أن تعتمد الطائرات على محركات عادية تأخذها إلى أهدافها وفق احداثيات مبرمجة مسبقة بعيدة عن شبكة الاتصالات، أضف إلى ذلك أن تلك المشاهد تؤكد أن لا تصنيع ولا تخزين للطائرات المسيرة في مناطق مدنية مأهولة لأن نقلها وهي بهذا الحجم أمر صعب امام المواطنين فيما لو كانت مخزنة بين منازلهم، وهذا يدحض مزاعم تحالف العدوان عن خلفية استهداف مناطق سكنة بذريعة وجود ورش ومخازن طائرات مسيرة.

ما يُثير الشفقة على ذلك العدو الاحمق:

لا غرابة في التبريرات الساذجة لتحالف العدوان، فطالما ساق ذلك التحالف اللئيم مثل هكذا ادعاءات وخزعبلات خلال جرائمه المتوحشة التي تستهدف المدنيين باليمن طيلة سبعة أعوام مضت، وهذا ما يثير الشفقة على ذلك العدو الاحمق، بعد إن يتضح عدم مصداقية تلك لادعاءات والخزعبلات، فالطائرات المسيَّرة تعرف من أين تتحرك إلى عدوها، ولا تحتاج إلى الاختباء في الأحياء السكنية أو مباني المؤسسات الحكومية.

كما إن استمرار هذه الهجمات السافرة لتحالف العدوان دليل على إفلاسه الكلي وفشل مبررات استمرار عدوانه على الشعب اليمني، وهو بذلك يحاول تعويض فشله وسقوطه الأخلاقي والقيمي والإنساني، ليتضح بعد كـل جريمة استهدفت البُنى التحتية أن تحالف العدوان يحمل بصمات الحقد والكراهية، وأن الهدف من وراء هذه الغارات هو الانتقام من الشعب اليمني ككل وتدمير مقدرته.

تحالف العدوان ما يزال مستمراً في صلفه وعدوانه:

ما يزال تحالف العدوان مستمراً في صلفه وعدوانه وأكاذيبه وتكرار جرائمه بقصف المنشآت المدنية في تحدٍ واضح لكل القوانين والأعراف الدولية. ولا غرابة في ذلك، فالصمت الأممي على هذا الاستهداف هو ما يزيد في إصرار العدو على قيامه بذلك، غير مبالٍ بعزل جميع اليمنيين داخل اليمن عن العالم، وذلك في ظل استمرار المواقف المخزية لـلأمم المتحدة والمجتمع الدولي والصمت المريب الذي يلجم أفواههم تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني خلال سبع سنوات.

ويؤكد ذلك ما صرح به رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام حين تساءل: “باستهداف مبنى الاتصالات وغيره من المنشآت المدنية عن أي عقلية يريد تحالف العدوان تصديرها للعالم؟”، وأضاف رئيس الوفد الوطني بالقول أن: “تحالف العدوان يزداد بمضي السنوات عدوانية وأكثر انحطاطا، والداعمون له والصامتون عن جرائمه مشتركون معه في كل جريمة، وشعبنا اليمني سيواجه ذلك بكل صبر وقوة”.

وختاماً… فقد تعرضت وزارة الاتصالات اليمنية خلال السنوات السبع الماضية لمساراً طويلاً من الاستهداف لمبانيها، وأبراجها، ومحطاتها، في مختلف المحافظات اليمنية، وارتقى العشرات من منتسبيها شهداء؛ نتيجة الغارات التي طالتهم وهم في أماكن أعمالهم، وهذا مسار دأب عليه العدوان؛ بهدف إضعاف اليمن اقتصاديًّا، لتتحقق غايته الكبرى المتمثلة في خضوع الشعب اليمني وإعلان الاستسلام والطاعة لقوى تحالف العدوان، ولكن هيهآت هيهآت، فارتكاب الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني يؤكد فاعلية خيار المواجهة والاستمرار في حشد الطاقات والجهود لتحقيق النصر بأذن الله على العدوان الامريكي البريطاني السعودي الاماراتي.

 

قد يعجبك ايضا