سقوط أوهام القوة والهيمنة: العالم يُقر بهزيمة الجيش السعودي الباحث عن مدافعين
موقع أنصار الله || صحافة محلية || إبراهيم السراجي / صدى المسيرة
خلال عام ونصف من العدوان كان النظام السعودي يحاول أن يوهم شعبه أن جيشه قادر على مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية وكان يملك القدرة على التعتيم الإعلامي لدرجة ان بعض السعوديين كان يصدق أنه لا يحدث أي شيء في جيزان ونجران وعسير، لكن اليوم يقف النظام السعودي باحثاً عمّن يوهمه هو بأن عمليات الجيش واللجان الشعبية الكبرى مجرد “فوتوشوب”.
بعد عام ونصف وفيما مواقع الشرفة وما حولها تسقط وتسقط تبة القناصيين ويقترب الجيش واللجان الشعبية من سد نجران ويبعدون 4 كيلو مترات عن المدينة، يمكن القول إن أبطال اليمن دقوا مسماراً في مؤخرة رأس النظام السعودي، ففقد توازنه تماماً وظهر الترنح على محلليه العسكريين وتحولت آلته الإعلامية الضخمة إلى عبئ لا يدري كيف يملأها بإجاباته الساذجة عما يتعرض له من ضربات غير مسبوقة.
اليوم يستيقظ النظام السعودي على وهم القوة التي تكسرت على أيدي أبطال اليمن وخلال الأسابيع القليلة الماضية وبالتزامن مع عمليات الجيش واللجان الشعبية الكبرى في نجران أولا وعسير ثانياً، وهناك لم يعد بإمكان النظام السعودي التظاهر بالقوة مع الاستمرار في شعوره بالخطر الوجودي ولذلك عمد إلى المضي في ثلاث خطوات سعياً لتطمين نفسه وبحثا عن ضمانات لوجوده أما مظاهر القوة فقد سقطت بغير رجعة.
أولى تلك الخطوات التي لجأ اليها النظام السعودي سعياً لطمأنة نفسه كانت بالتظاهر بأن اجتماع جدة بحضور وزير الخارجية الأمريكي جاء للاجتماع بتحالف العدوان من أجل البحث عن حل للأزمة اليمنية بينما كان وزير الخارجية السعودي ينتظر من نظيره الأمريكي جون كيري أن يقول جملة واحدة تطمئن ملوكه وامرائه وهي الجملة التي قالها كيري: ” الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن السعودية”.
أما ثاني تلك الخطوات فكانت لجوء الاعلام السعودي إلى بث بيان باسم الرئاسة السودانية يقول بأن السعودان سيبذل الغالي والنفيس للدفاع عن السعودية وذلك البيان بثه الاعلام السعودي ولم يكن له أي وجود في الإعلام الرسمي السوداني مما يدل أن النظام السعودي المرتبك قد انتهت لديه أوهام القوة ليقنع نفسه هذه المرة ان هناك من سيدافع عن وجود جيشه، في الوقت الذي كان ابطال الجيش واللجان الشعبية يزرعون سارية فوقها العلم اليمني على بعد كيلومترات قليلة من مدينة نجران.
أما الخطوة الثالثة فقد قام خلالها النظام السعودي بتجاهل أنه قدم نفسه قائدا لتحالف من عشر دول من أجل إعادة ما يزعم انها ” الشرعية” في اليمن، ليأتي بعد عام ونصف متخليا عن تعاليه الفارغ فيما تعلن وسائله الإعلامية أنه يجري تجنيد 5000 مقاتل من المحافظات اليمنية الجنوبية من أجل نقلهم إلى نجران للقتال نيابة عن الجيش السعودي الذي رآه العالم في أسوأ صورة لا تعبر عن جيش ميزانيته السنوية تفوق 80 مليار دولار ويعد الجيش الأكثر تسليحا في الشرق الأوسط وثاني أكبر مقتن للأسلحة في العالم.
المتغيرات الحاصلة في الأرض والمدة الزمنية للعدوان بعد امتدادها لعام ونصف دون تحقيق نتائج جعلت من الحديث عن فشل تحالف العدوان يمتد إلى المحللين السياسيين الخليجيين ولم يعد هذا الكلام حكرا على خصوم النظام السعودي.
وفي هذا السياق كتب الدكتور حسن عبدالله جوهر وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت ونائب سابق في مجلس الأمة، كتب مقالاً نشرته الصحف الكويتية ويقول فيه أنه وبعد عام ونصف تقريبا من الحرب بدأ تحالف العدوان بالتفكك. وهنا تكمن المفارقة بانتقال الرهان من المراهنة على تصدع الجبهة اليمنية الداخلية كهدف للعدوان إلى محاولة لملمة التصدع الذي حدث في بنية تحالف العدوان ذاته.
يقول الدكتور جوهر في مقاله: “دول الخليج خسرت الرهان أو تكاد تخسره في سورية وتخلت عن العراق، ولم تنجح حتى الآن في المعترك اليمني لا عسكرياً ولا دبلوماسياً، والتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن رغم ولادته الضعيفة بدأ بالضمور بسبب الخلافات الحادة حول مستقبل اليمن بين أقرب المقربين في هذا التحالف”.
وفيما يتناول الدكتور جوهر مكاسب المحور المناهض للمعسكر الأمريكي في سوريا والعراق وغيرهما يرى ان دول الخليج أصبحت الخاسر الأكبر بعد كل هذه السنوات من الحروب في اليمن والعراق وسوريا بعد ولادة معادلة جديدة.
وفي هذا السياق يقول الدكتور جوهر: “دول الخليج من جهتها هي الخاسر الأكبر في المعادلة الجديدة، فقد خسرت الرهان أو تكاد تخسره في سورية وتخلت عن العراق، ولم تنجح حتى الآن في المعترك اليمني لا عسكرياً ولا دبلوماسياً، والتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن رغم ولادته الضعيفة بدأ بالضمور بسبب الخلافات الحادة حول مستقبل اليمن بين أقرب المقربين في هذا التحالف، وتسرب القوى الإقليمية تباعاً بدءاً بمصر وباكستان، ثم تركيا ونيجيريا، وأخيراً الولايات المتحدة التي أمرت بسحب مستشاريها العسكريين من الميدان اليمني، ونفقات الحرب في اليمن في ظل انتهاء عصر البترو دولار صارت تثقل كاهل الخليج بشكل موجع، والنتيجة النهائية هي أن مجلس التعاون باستثناء عمان سيجد نفسه وحيداً سياسياً وعسكرياً ليس في الملف اليمني، بل حتى في الميدان السوري والعراقي”.
إذا كانت الصورة التي قدمها الدكتور الكويتي حسن جوهر تعبر عن الإحباط في مجتمع تحالف العدوان، فإن الصورة لدى “مجتمع مرتزقة العدوان” في اليمن لا تختلف أبدا عنها وهناك الكثير من الكتابات التي تعكس ذلك.
وتعبيرا عن احباط مرتزقة العدوان كتب الدكتور احمد الزنداني أن أنصار عاصفة الحزم في اليمن بدأوا يتململون بسبب طول مدة الحرب ويشعرون بأن التحالف بقيادة السعودية عاجزون عن اسقاط صنعاء من قبضة الحوثيين.
الزنداني وهو استاذ العلوم السياسية وقيادي إصلاحي يقيم حاليا في تركيا كتب مقالا بعنوان “اليمن وعاصفة الحزم الى أين؟” نشره موقع الخبر التابع لحزب الاصلاح ورأى أن عاصفة الحزم طالت ولم يعد ينال اليمنيين منها الا القصف الذي يستهدف المدنيين.
وقال الزنداني في مطلع المقال ان “عاصفة الحزم وأخواتها في اليمن طالت أكثر مما ينبغي وبدأ الكثير منا نحن اليمنيين ممن كان متفائلا كل التفاؤل بعاصمة الحزم ومساندا لها ومدافعا عنها في كثير من المحافل والمنابر الإعلامية حتى لا تحكم إيران قبضتها على اليمن فيصبح مصيرنا مصير العراق واتهمه الطرف الآخر بالعمالة والارتزاق”
وأضاف: “بدأنا نتململ ونشعر بأن دول التحالف وعلى رأسها المملكة عاجزة عن تحرير صنعاء والانتصار على الحوثي وصالح، ولم يعد يطالنا من عاصفة الحزم إلا معاناة اليمنيين الذين يتعرضون للكثير من المعاناة ومنها ضربات لطيران التحالف يروح ضحيتها العديد من الأبرياء”.
عند المحللين العسكريين في الدولة الغربية تبدو هزيمة السعودية في اليمن واضحة وأكثر وضوحا في تناول ذلك مقارنة بالتحفظ والحذر الذي يبديه نظرائهم في دول تحالف العدوان.
صحيف ” ذي ناشيونال” الامريكية نشرت مقالا للخبير الأمريكي في شئون الشرق الأوسط، ” توماس دبليو ليبمان” والذي قال بأن السعوديين لن يستطيعوا النجاة من فخ الحرب في اليمن.
ورأى ليبمان أن مشكلة السعودية تكمن في أن الأهداف التي حددتها لحربها على اليمن لا يمكن ان تتحقق بالقصف وحده، مضيفا أنه لا يمكن تحقيقها بأي وسيلة أخرى غير القصف لأن اليمن كان وما يزال بلدا لا يمكن لأحد التحكم به.
وإذا كانت الحقيقة قد أصبحت اكثر تجليا من أي وقت مضى بخصوص هزيمة السعودية وحلفاؤها في اليمن في نظر المحللين إلا أن الحكم على ذلك لم يعد صعبا على الناس العاديين خصوصا أن العدوان الذي انطلق لإعادة الفار هادي يجد نفسه اليوم يتسول مرتزقة للدفاع عن نجران، وهو ما لا ينكره العدوان السعودي بل بات يروج له في إعلامه بشكل مباشر.