معادلة القوات المسلحة… رفع الحصار أو المزيد من عمليات كسر الحصار

في ظل التمادي الأحمق والنهج العدواني المستمر لقوى العدوان الغاشم تجاه الشعب اليمني ومحاولة الحصول على مكاسب سياسية لتعويض فشلهم العسكري من خلال فرض حصار إجرامي ومنع دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية بهدف لي امعاء الشعب اليمني وإرغامهم على الركوع والاستسلام أو الموت جوعاً والسعي بالتوازي لنشر الخلايا الإجرامية لتفخيخ الأسواق والاحياء السكنية والمساجد واستهداف ما تبقى من نبض للحياة لم تزهقه الطائرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية.

هذه الأفعال الإجرامية لم تكن لتمر دون رد وهو ما حدث بالفعل فقائد الثورة حذر العدوان في لقاء قبلي له وقال إن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يتعرض له من حصار وتجويع فيما هدد رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط في لقاء له بأعضاء حكومة الإنقاذ أن الرد على الحصار آت لا محالة وأن العالم المنافق سيسمع زئير الشعب اليمني قريباً..

ولم تكن وزارة الدفاع اليمنية بغافلة عما يتعرض له الشعب اليمني من ظلم وبغي ومحاولة خنقه بل كانت تعد العدة ليوم لابد منه فجاءت عملية كسر الحصار الاولى والثانية كرد عملي مشروع لمن ينتظر موت الشعب اليمني جوعاً ومرضاً..

 

مرحل عملية كسر الحصار:

 

المرحلة الأولى: كانت بقصف منشآت شركة أرامكو في العاصمة السعودية، الرياض، وينبع.. ونفذت في 11 آذار/ مارس الجاري، بـ 9 طائرات مسيرة، صنفت على أنها رسائل تحذيرية لأنها اعتمدت بشكل أساسي على الطائرات المسيرة ولم يتم استخدام الصواريخ الباليستية.

جاء هذا الاستهداف بعد يومين على اطلاق قائد الثورة  السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي تحذيراً هو الأول من نوعه، بالقول “لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء استمرار الحصار”.

-المرحلة الثانية: تضمنت أهدافاً حيوية في مناطق أبها وخميس مشيط وجيزان وصامطة وظهران الجنوب، والتي أتت بعد حوالي 4 ساعات على تأكيد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط أنه على “العالم كله ان يسمع أصوات الشعب اليمني وصرخاته قبل أن يسمع زئيره إذا استمر الحصار”.

استهدفت العمليتان منشآت حيوية ومحطات تحلية وكهرباء وتوزيع الغاز للمرة الأولى منذ بدء العدوان، وهو ما يرسم مساراً واضحاً لشكل العمليات العسكرية التي باتت تتطلع إليها القوات المسلحة اليمنية، خاصة بعد تأكيد المتحدث باسمها العميد يحيى سريع بأنها “تمتلك إحداثيات متكاملة، ضمن بنك أهداف خاص يضمُ عدداً كبيراً من الأهداف الحيوية قد تُستهدف في أي لحظة”، متوعداً بـ “تنفيذ عمليات عسكرية نوعية لكسر الحصار الظالم، ستشمل أهدافاً حساسة لم تكن في حسبانِ العدوِ المجرم”.

المرحلة الثانية نفذت في الـ20 من مارس الجاري على ثلاث مراحل، شمت المرحلة الأولى منها قصفَ عددٍ من منشآتِ العدوِّ السعوديِّ الحيويةِ والحساسةِ التابعة لشركة أرامكو في عاصمةِ العدوِّ السعوديِّ الرياض ومنطقةِ ينبعَ ومناطقَ أخرى بدفعاتٍ من الصواريخِ المجنحةِ والبالستيةِ والطائراتِ المسيرة.

وفورَ نجاحِ المرحلةِ الأولى نفذتِ القواتُ المسلحةُ المرحلةَ الثانيةَ من كسرِ الحصارِ وذلك بقصفِ عددٍ من الأهدافِ الحيويةِ والهامةِ في مناطقَ أبها وخميسِ مشيط وجيزانَ وسامطةَ وظهرانَ الجنوبِ بدفعةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ والطائراتِ المسيرة.

أما المرحلة الثالثة من عملية ” كسر الحصار الثانية”  فاستهدفت شركة أرامكو في جدة وأهدافا حيوية في جيزان بدفعة من الصواريخ البالستية والمجنحة طراز قدس2  وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.

 

حجم الأضرار والخسائر المتوقعة

 

على الرغم من أن النظام السعودي اعترف بوقوع هجمات طالت محطات الكهرباء والمياه والنفط وشركة أرامكو إلا أنه اعتبر الاضرار بسيطة ولم يحدث أي خسائر تذكر وكالمعتاد يقلل النظام السعودي من حجم الآثار ويخفي أي نتائج بل ويمنع المواطنين من تصوير الضربات وما ينتج عنها مما يصعب من عملية تقييم خسائر النظام السعودي لكن بالمقارنة لأهمية الأهداف وحساسيتها كمحطات تحلية المياه وخزانات أرامكوا إضافة إلى الحرائق الهائلة والآثار الناجمة عن حجم القصف في السيارات والأحياء المجاورة ما يؤكد ان الخسائر فادحة وكبيرة جداً وتعد تحلية محطة تحلية المياه التي تم استهدافها من أبرز الأهداف التي قد تركع النظام السعودي فهو لا يستطيع أن يوفر مياه شرب لكل السكان الذي يعتمدون على محطات تحلية المياه..

كما أن الضربات المتكررة لصناعة النفط وبالذات شركة أرامكو من دون شك ستلقي ضلالها بشكل أكبر على الاقتصاد السعودي وهو ما يوضح لجوء بن سلمان لرفع فواتير الكهرباء وممارسة العقوبات والغرامات المالية على التجار والمواطنين كما أن تكاليف تشغيل منظومات الباتريوت الفاشلة هي الأخرى

 

الباتريوت خدعة أمريكية بمليارات الدولارات

 

اتضح أن مليارات الدولارات التي أنفقتها السعودية على العتاد العسكري الغربي لا سيما المصمم لردع أي هجمات على ارتفاعات عالية لم تحقق لها الندية في مواجهة صواريخ كروز والطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي استخدمت في شن هجوم عرقل صناعة النفط السعودية العملاقة.

فقد كشفت الهجمات المتكررة على السعودية حجم الخديعة الأمريكية لنظام نجد الذي استنزف المليارات من الدولارات في شراء منظومات دفاع جوي اتضح انها كأعواد الكبريت”.

ويتسائل المحللون السياسيون ومواطنون سعوديون “أين نظم الدفاع الجوي والسلاح الأمريكي الذي أنفقنا عليه مليارات الدولارات لحماية المملكة ومنشآتها النفطية؟ إذا كانوا قد فعلوا ذلك بهذه الدقة فبإمكانهم ضرب محطات تحلية المياه وأهداف أكثر”.

 “الطائرات المسيرة تمثل تحديا ضخما للسعودية لأنها تطير في كثير من الأحيان دون مستوى الرادار ونظرا لطول الحدود مع اليمن والعراق فإن المملكة مكشوفة جدا”.

ومنذ سنوات وأمريكا تكذب على السعودية وتقدم لها وعود فارغة اتضح في الأخير أنها أعجز عن حماية نظام نجد كما هي عاجزة عن حماية الأنظمة الحليفة لها ومؤخراً ظهرت حقيقة القناع الأمريكي في الازمة الروسية الأوكرانية إذ تخلت أمريكا نهائياً عن اقوى حلفائها الغربيين فما بالك وحليفها مجرد نظام مهزوز لا يمتلك لا شرعية داخلية ولا خارجية وفقط بيده آبار النفط التي تحمي عرشه فالنفط مقابل الحماية كما اعترف بذلك الرئيس الأمريكي الأسبق ..

 

لقد خسر النظام السعودي كل شيء تقريباً سمعته واقتصاده ومكانته وكان بالإمكان لو كان لديه قليل من الحكمة أن يكون اليمن سنداً قوياً له ولم يكن هناك مبرر لعدوانه الإجرامي ولا لاستعداء شعب كريم وشجاع كالشعب اليمني إنها الحسرة والخيبة والخذلان ولم يعد بيد النظام السعودي سوى انتظار سوء المصير..

 

مشاورات الرياض محاولة للخروج من المأزق أم لتعميق الكارثة

على ما يبدو أن مساعي النظام السعودي للهرب من تبعات العدوان ومحاولاته المستميتة لترسيخ أن الحرب يمنية يمنية  وليست يمنية سعودية يظهر ذلك من خلال الدعوة لما يسميه حوار يمني يمني في الرياض والذي قوبل برفض حكومة الانقاذ كونه محاولة لتسويق براءة النظام السعودي المجرم وهو ما لم يحدث وذلك بكل وضوح يظهر حجم المأزق السعودي الأمريكي في اليمن وأنه وصل لمرحلة عدم قدرته على تحمل المزيد من الخسائر والاستنزاف خاصة وأن رعاة الحرب (أمريكا وبريطانيا ) اصبحا بحاجة للأموال والنفط السعودي في ظل الأزمة التي أحدثتها الحرب الأوكرانية الروسية وبالتالي هل يسعى النظام السعودي للخروج من مأزق اليمن بأقل الخسائر والقاء الذنب على ما يسمى الشرعية؟ أم محاولة لتعميق كارثته في اليمن من خلال التحايل على الحلول الممكنة ومواجهة الدعوات المتكررة لإنهاء عدوانه على الشعب اليمني وتجنيب اليمن من كارثة إنسانية هي الأسواء في العالم..

الأيام ستكشف ذلك وبالطبع فإن الرد اليمني سيتواصل وسيمتد إلى ما هو أبعد وأكثر حساسية وخطورة في حال تواصل الحصار والقصف لأنه من غير المعقول ان يموت الشعب اليمني جوعاً وموانئهم ومطاراتهم ومصانعهم تشتغل وتتحرك سنفهم من أمام الشعب اليمني .. الشي المؤكد أن اليمن كما قال قائد لن يبقى مكتوف الأيدي وسيرد بكل قوة وبكل ما أمكنه وما تبقى بيد ملك السماوات والأرض { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

قد يعجبك ايضا