العدو الصهيوني والفشل الذاتي والموضوعي

|| صحافة ||

يحاول العدو الصهيوني عبثًا بث اليأس في صفوف الشعب الفلسطيني عبر عدة تحركات داخلية تتمثل في فرض الأمر الواقع في القدس المحتلة، وخارجية عبر التطبيع مع الحاضنة العربية والاسلامية للقضية، بهدف تركيع الشعب واستسلامه للأمر الواقع.

إلا أن المتأمل لهذه المحاولات يعلم جيدًا أنها فاشلة ذاتيًا وموضوعيًا.

فمن الجانب الذاتي، هي محاولات فاشلة لأنها تتم تحت حالة تأهب قصوى واستنفار لجميع الأجهزة، وهو وضع يستحيل بقاؤه تحت أي ظرف لأكثر من أسابيع.

ومن الجانب الموضوعي، هي محاولات فاشلة لأنها لم تحقق غرضها، فلا الشعب الفلسطيني تنازل ولا تسرب اليأس لصفوفه، ولا تستطيع حكومات التطبيع حماية العدو أو فرض تنازل على الشعب الفلسطيني لا بالترغيب ولا الترهيب.

ولا شك أن هذا الاستنفار الصهيوني يصب في خانة شعوره العميق باقتراب الزوال، بدليل أنه استنفر كامل طاقته وجيشه وشرطته لتمرير مسيرة ليثبت أمام شعبه المستوطن المغتصب أنه قوي، وربما ليثبت لذاته أنه لا يزال على قيد الحياة!

جميع التقارير الصهيونية تبث تقديرات متشائمة، وفوجئ العدو بتحليلات اعلامية صهيونية داخلية تجهض ما حاولت الحكومة تسويقه كإنجاز.

والنقطة اللافتة هنا والتي ينبغي تأملها هي أن معضلة العدو الاستراتيجية والتي تبثها تقاريره الأمنية والاستراتيجية تتعلق بطرفين حصرًا، وهما الشعب الفلسطيني تحت مسمى “الإرهاب الداخلي”، ومحور المقاومة.

بينما لا تفيد التقديرات والتقارير بخشية من الدول المحيطة، وهو ما يعني أن التطبيع لا يعد انجازًا استراتيجيًا، بل مجرد انجازات سياسية شكلية لا ترقى لمرتبة الانجاز اذا ما وضع في الاعتبار طبيعة الحكومات المطبعة وعدم تمثيلها لشعوبها، وهو ما يعني غياب البعد الشعبي لهذه الانجازات الوهمية، كما أنها انجازات غير مستقرة بلحاظ عدم استقرار الانظمة التي اقدمت على عار التطبيع.

أحدث التقارير الصهيونية تفوح منها رائحة الرعب من تطوير إيران لعشرات المسيرات، والتي يصعب رصدها وتتبعها واسقاطها، اضافة الى امتلاكها تقنية المقذوفات من بعد 200 كلم، وهو تهديد غير مسبوق للكيان، ويعلم امتلاك حزب الله لمثيلاتها، وتمثل حادثة فشله في تتبع المسيرة “حسان” وإسقاطها في ذاكرته.

كما تفيد أحدث تقاريره بامتلاك حزب الله لصواريخ بحرية تستطيع فرض حصار بحري على الكيان واستهداف كافة موانئه، في ظل غموض بناء من حزب الله يربك حساباته أكثر وأكثر.

كما تبدي تقارير العدو انزعاجًا من تموضعات الجيش العربي السوري وفصائل المقاومة حول الجولان، ولا يستطيع تقدير الخطوات التالية.

المفاجأة الأكبر للعدو ربما تكمن في عدم فقدان ثقة الشعب الفلسطيني والجماهير في المقاومة وفصائلها، وربما راهن على تركيعها، إلا أنه فوجئ بتجديد العهد لها بل والرفض الشديد حتى لمحاولات انتقادها، وهو فشل استراتيجي يفقد العدو جدوى تأهبه واستنفاره وكلفته.

 

العهد الاخباري/ إيهاب شوقي

 

 

 

قد يعجبك ايضا