استطلاع : الحقيقة في زيارة خاصة للمرابطين في سواحل البحر الأحمر
موقع أنصار الله ||تقارير || صحيفة الحقيقة أعتاد اليمنيون أن يجعلوا من أعيادهم الدينية أعيادا فرائحيه يقضون فيها أسعد الأيام مع الأهل والأصدقاء ولهم في كل عيد زيارات خاصة للأقارب والأرحام هكذا تعودوا منذ بزوغ فجر الإسلام حتى جاء العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على بلدهم وعرفوا أن عدوهم قرر أن يجعل من هذه المناسبات فرصة في الإغارة على بلدهم مستغلا بذلك غياب المرابطين في الجبهات عن مواقعهم وانشغالهم بقضاء أيام العيد مع الأهل والأولاد عند ذلك قرر المجاهدون أن يجعلوا من أعيادهم جبهاتهم وبقرارهم قرر الأحرار والشرفاء من أبناء المجتمع اليمني أن يجعلوا من العيد يوما للنفير نحو الجبهات لزيارة المرابطين وإسنادهم بالمال والرجال وبهذا استطاعوا أن يقلبوا السحر على الساحر ويجعلوا من العيد في ديار الغزاة والمنافقين عزاء وبكاء وعويلا
صحيفة الحقيقة تشارك المجاهدين في سواحل البحر الأحمر أعيادهم ..
هذه الزيارات الميدانية حيث توجهنا برفقة كل من الأستاذ عبد الله المؤيد وكيل وزارة الإعلام والأستاذ عبد الرحمن الحمران رئيس قطاع إذاعة صنعاء من العاصمة صنعاء في وقت مبكر من صباح اليوم الثاني لعيد الأضحى المبارك باتجاه الغرب وتحديدا إلى سواحل البحر الأحمر حيث يرابط هناك عشرات الآلاف من رجال الرجال فلم تكد الشمس ترسل أشعتها إلا وقد استطعنا اجتياز العاصمة صعودا إلى مديرية بني مطر التي تعد من أرفع المناطق اليمنية ومنها انحدرنا باتجاه مديريتي الحيمتين الداخلية والخارجية في طريق معبدة تحفها المدرجات الزراعية والقرى المتناثرة هنا وهناك في أعالي الجبال الشاهقة وفي الأماكن المزدحمة بالمدرجات التي بدت بأشجارها وحشائشها وكأنها تحفة فنية تسحر بجمالها أعين الناظر إليها بل وتجعله ينسى همومه ولا شيء يشغله إلا الاستمتاع بمشاهدة تلك المناظر الطبيعية الخلابة.. في حدود الساعة التاسعة صباحا كنا على موعد دخول مديرية مناخه وهي المديرية التي تشتهر بطابعها المعماري المتميز ومناخها المعتدل ومناظرها الطبيعية بالإضافة إلى مبانيها وحصونها المشيدة على قمم الجبال والتي تبدوا لمن يشاهدها وكأنها تريد معانقة السماء استرحنا لبعض الوقت في أحد أسواق المديرية ومنه اشترينا ما يكفي من القات لنستأنف بعد ذلك رحلتنا باتجاه سواحل تهامة
الأجهزة الامنية واللجان الشعبية حس امني رفيع يحبط جميع المؤامرات
وكلما اقتربنا من السهول الساحلية كلما اشتدت حرارة الشمس ومعها اشتد الحس الأمني لرجال شرفاء يرابطون في نقاط أمنية تمتد بطول وعرض الطرق المؤدية إلى محافظة الحديدة حتى أنه يصعب على أي شخص مهما كان ذكاؤه وقدرته على التخفي والمخادعة أن بخترقهم أو يحتال عليهم وهنا كان لا بد للحقيقة أن توجه الشكر كل الشكر لهؤلاء الأحرار الذين يرابطون على مدار الساعة في الليل والنهار ولا شئ يشغلهم إلا الاهتمام بتوفير الأمن وتأمين حياة الناس وبقدر حرصهم على أخذ كل الاحتياطات الأمنية بقدر ما يغمرون المسافرين بإحسانهم وكرمهم وحسن تعاملهم ما يلفت هنا أن من يقوم بهذا العمل الجهادي العظيم هم من أبناء المناطق التي مررنا بها كل بلد أبناؤها هم من يحرسونها فأبناء تهامة وجدناهم ينتشرون بأعداد مهولة في النقاط وداخل الجبهات وبطول السواحل اليمنية أياديهم على الزناد لا تفارق السلاح وفي عروقهم دماء أجدادهم الذين نكلوا بالغزاة والمحتلين على مر التاريخ وكان آخر المحتلين المحتل البريطاني الذي دخل الحديدة عام 1918وأخرجته المقاومة التهامية في 21مارس 1921م بقوة النار والسلاح
التلاعب بملكية الأراضي الزراعية في تهامة
على كل ونحن نحث السير باتجاه مدينة الحديدة مررننا بآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية جميعها أراضي صالحة للزراعة تتخللها الكثير من الأودية غزيرة المياه لا ينقصها شيء إلا الاهتمام بزراعتها ومنع من يقومون اليوم بالتلاعب بملكيتها حيث تأكد لنا أن هناك أشخاص يقومون ببيع أراضي واسعة من أشخاص آخرين وهناك محاكم تقوم بتعميد تلك البيوعات المزورة مستغلين بذلك انشغال الجيش واللجان الشعبية بمواجهة العدوان وهنا يجب على أصحاب الاختصاص في أجهزة الدولة الوقوف بحزم أمام تلاعب هؤلاء وأن تولي جل اهتمامها باستصلاح تلك الأراضي المهملة نحن نعلم أن دولا خارجية على رأسها الولايات المتحدة حرصت كل الحرص على مدى أكثر من نصف قرن أن تجعل من اليمن سوقا استهلاكية لمنتجاتها الزراعية وبالتالي مارست ضغوطات كبيرة على الدولة ومنعتها من الاهتمام بالجانب الزراعي كونها تعرف أن الاهتمام بهذا الجانب معناه فشل مخططها الاستعماري الرامي لاحتلال اليمن وأن اليمن في حال استطاع أن يمتلك قوت يومه فإنه سيكون عصيا عليها ولن تستطيع أي قوة في العالم أن تخضعه وتجبره على القبول باحتلالها وقد جُرب ذلك ولها في التاريخ من الشواهد ما يكفي …
العدوان السعودي الأمريكي عروس البحر الأحمر ( الدم والدمار )
في طريقنا إلى محافظة الحديدة “عروس البحر الأحمر” شاهدنا الكثير من المباني والمدارس والجسور والمصانع والمنشآت المدمرة بفعل ضربات طائرات العدوان وبقدر ما تألمنا من مشاهدة ذلك الدمار الهائل الذي خلفه العدوان
بالثقافة القرآنية ابناء الحديدة يواجهون صلف وغطرسة العدوان
بقدر ما أسعدنا تفاعل الناس واهتمامهم بقضيتهم العادلة واندفاعهم نحو الجبهات لمواجهة صلف وغطرسة العدوان فلا تكاد تخلو منطقة من المناطق إلا وفيها مئات الرجال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة وملصقات الثقافة القرآنية والشعارات المناهضة للعدوان تنتشر بشكل كبير في الشوارع والحارات وما بين مدينة وأخرى شاهدنا الكثير من اللافتات التي تحمل صور الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه وفيها من الدلالة على عظمة الله وصدق وعده عندما قال (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) ما يكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هذا ما أسعدنا وأسعدنا أيضا أن لنا أصدقاء غيبتهم عنا الجبهات كنا في أشد الشوق لزيارتهم والجلوس معهم وهذا ما حصل مع دخولنا مدينة الحديدة فلم نكد نعبر من البوابة الرئيسية للمدينة حتى كانت إحدى السيارات بانتظارنا على مسافة قريبة من البوابة أشار السائق إلينا بيده عرفنا من خلالها ما يريد لننطلق بعد ذلك خلف سيارته التي انطلقت بدورها إلى عمق المدينة في شوارع ملتوية ربما بغرض التمويه وربما لأسباب أخرى إلا أنها توقفت أخيرا في مكان فسيح مطل على ساحل البحر وهناك نزلنا ضيوفا عند أصدقاء وجدناهم كما هم منذ عرفناهم لم يغتروا بمنصب ولا مال كرماء حكماء عمليون لا يهدأ لهم بال
معجزة تأمين الجيش واللجان الشعبية للحديدة رغم كبرها وطول ساحلها الممتد من حدود مديرية المخاء جنوبا إلى مدينة ميدي شمالا
تناولنا وجبة الغداء معهم وأدينا صلاة الظهر والعصر لنجلس جميعا بعد ذلك بالقرب من الساحل لتناول أغصان القات التي جلبناها معنا وفعلا كانت جلسة ممتعه أجمل ما فيها امتزاج أصوات الأصدقاء بأصوات هدير أمواج البحر وتفاعل حرارة الشمس مع نسيم الهواء البارد القادم إلينا من عمق البحر هذا التفاعل والامتزاج ولد ذوقا خاصا لجلسة القات والحديث الشيق مع أصدقائنا عن الأعمال الجهادية التي كلفوا بها وتم انجازها وكيف استطاعوا مع رجال الله أن يؤمنوا محافظة كمحافظة الحديدة رغم كبرها وطول ساحلها الممتد من حدود مديرية المخاء جنوبا إلى مدينة ميدي شمالا
المؤامرة الامريكية سبقت العدوان في تدمير القوة البحرية
خاصة وأننا كنا على علم بأن القوة البحرية للمحافظة قبل دخول الجيش واللجان الشعبية كانت معطلة تماما عن العمل بعد أن تعرضت لمؤامرة كبيرة من قبل أعداء الأمة مثلها في ذلك مثل الجانب الزراعي وحرص أمريكا والغرب على منع اليمن من استصلاح أراضيه الزراعية ففي الثمانينات من القرن الماضي كان اليمن يمتلك قوة بحرية كبيرة مكونة من عدة أساطيل وسفن حربية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة وراجمات صواريخ ومدافع ورشاشات وكل ما يلزم للدفاع عن أراض اليمن من جهة البحر غير أن القوة البحرية هذه تعرضت لمؤامرة دولية كبيرة بعد أن ظهر ما يسمى بقوات خفر السواحل على حساب القوة البحرية وعلى الرغم من محدودية عمل خفر السواحل وعدم السماح لها بامتلاك أي قوة عسكرية عدى زوارق حربية صغيرة مع رشاشات عيار 12/7 إلا أنها حظيت باهتمام ورعاية أمريكية خاصة وحصل لأفرادها من الرعاية والحوافز والمرتبات المغرية ما جعل الكثير من ضباط وأفراد القوات البحرية يلتحقون بقوات خفر السواحل تاركين الأساطيل والسفن والمعدات العسكرية الخاصة بالقوات البحرية لملوحة البحر لتنخرها وتعطلها وتغرق الكثير منها في عرض البحر وهكذا لم يأت العدوان إلا وقد استطاعت أمريكا أن تدمر القوة البحرية بشكل شبه كلي ولولا العملية الاستباقية للجيش واللجان الشعبية في دخول محافظة الحديدة وعملهم المتواصل في زمن قياسي على إيجاد البديل لتمكن تحالف العدوان من دخول المدن الساحلية واحتلالها دون أن تطلق عليه رصاصة واحدة
المخا والخوخة وذوباب :مجاهدون اشداء جعلوا العدوان ينحرف بأتجاة البر
صباح اليوم الثاني توجهنا من مدينة الحديدة جنوبا عبر ساحل البحر الأحمر إلى عدد من مديريات المحافظة منها مديرية الدريهمي والخوخة والمخا وصولا إلى أطراف مدينة ذو باب ما شاهدنا هناك وجود أعداد كبيرة من أفراد الجيش واللجان الشعبية يفوق بكثير ما يقدره ويعتقده عدوهم العائم ببارجاته على مسافات بعيدة من سواحل المدن اليمنية كنا قبل زيارتنا لهذه المدن نقول لماذا يتجنب الغزاة دخول مثل هذه المدن عن طريق البحر بدلا من المغامرة من مناطق جبلية صعبة ووعرة كلفته أكثر من عشرة ألف قتيل وجريح ومع ذلك لم يجن إلا الهزيمة والخسران والمشكلة أننا لم نكن نعلم بوجود ذلك العدد الهائل من أفراد الجيش واللجان الشعبية المرابطين بطول السواحل اليمنية وبتلك القوة العسكرية التي أعدت بشكل لو يعلم بها العدو لقرر وقف عدوانه اليوم قبل غد زرنا الكثير من مواقع المجاهدين واستمعنا للكثير منهم وهم يشرحون لنا أهم وأبرز المعارك التي دارت مع الغزاة والمنافقين في ذوباب وباب المندب وجبال كهبوب التي بالسيطرة عليها أصبح مضيق باب المندب في مرمى نيران مدفعية الجيش واللجان الشعبية وكيف استطاعوا أن يديروا المعركة مع تحالف كوني وينكلوا به وبجنوده وآلياته وبارجاته كان حديثا شيقا معهم مشحونا بمعنويات مرتفعة واستعداد غير مسبوق للصمود والمواجهة والتضحية بشكل جعلنا نتأكد أن الخطاب التاريخي لقائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أكد من خلاله أنهم سيقاتلون عبر الأجيال جيلا بعد جيل لم يكن ليأتي من فراغ بل عن معرفة وعلم بأنه استطاع أن يربي رجالا معادنهم ذهب بهم يستطيع أن يخوض البحار ويعتلي رؤوس الجبال وينازل أي عدو مها كانت إمكانياته ويهزمه وينكل به ودعناهم ودعونا لهم بالنصر والغلبة لنعود مغرب ذلك اليوم إلى مدينة الحديدة وفي اليوم الثاني دخلنا القاعدة البحرية وأخذنا الصور لبعض السفن الحربية التي أهملت سابقا ودمر العدوان ما تبقى منها لنعود بعد ذلك إلى العاصمة صنعاء بعد أن قضينا أسعد أيام حياتنا مع رجال باعوا أنفسهم من الله ورهنوا جماجمهم للدفاع عن عزتهم وكرامتهم وأرضهم وعرضهم
الحقيقة / إستطلاع / عابد حمزة