حسابات الكيان المؤقت الحمقاء وإلى أين ستصل به

||صحافة||

بات من الواضح أن العدو الإسرائيلي كان يبيت الهجوم على غزة وتحديدا على حركة الجهاد الإسلامي، وأن هذا العدوان أعد له مسبقا، مما يفجر سؤالا كبيرا حول التوقيت وحول هذا الاستهداف ولماذا حركة الجهاد تحديدا.

أولا: بخصوص التوقيت، نرى أن هناك عدة أسباب تضافرت لافتعال المعركة في هذا التوقيت منها:

1- الأزمة الداخلية الصهيونية واستطلاعات الرأي التي تصب في صالح نتنياهو واليمين المتطرف، وهو ما يجعل من تقديم الدماء الفلسطينية قربانا لليمين أمرا ناجزا انتخابيا في عرف لابيد “اليساري” والذي يخشى الإزاحة في الاستحقاقات القريبة.

2- ربما يستعد العدو لمعركة كبرى مع المقاومة في لبنان لعلمه بوعد المقاومة الصادق ولعدم نيته الرضوخ لمطالب المقاومة، وبالتالي كان تقديره العسكري ان الحرب قد تتعدد جبهاتها، فسعى لإغلاق ملف جبهة غزة مبكرا قبل استحقاق ايلول ونذر المواجهات.

وربما تكون حسابات العدو هنا هي ردع المقاومة في غزة او الاجهاز على مكامن قوتها أو الوصول لتسوية سياسية ضاغطة تفرض عدمم تدخلها وتحييدها لضمان تفرغه لجبهة الشمال وعدم الوقوع في أزمة الحرب على جبهتين.

ثانيا: بخصوص حركة الجهاد، فقد شن العدو حربه على الحركة تزامنا مع زيارة زياد النخالة الى طهران في رسالة لمحور المقاومة، وكثف الدعاية بأن الجهاد هي ذراع ايران في فلسطين، وسعى لدق اسفين بين فصائل المقاومة بإعلانه انه لا يستهدف سوى الحركة وعلى الحركات الباقية عدم التدخل، بل ووصل التطاول بقائد لواء غزة في جيش العدو لأن يشيد بحكمة حركة حماس في عدم تدخلها وذلك لتعميق الإسفين وشق وحدة الصف المقاوم!!!

 

هنا يخطئ العدو في حساباته، لعدة اسباب:

الأول: أن استهداف حركة الجهاد بهذا العدوان الفج لن يمرر وأنها بالفعل قامت بالرد وقطعت الطريق على جميع الوساطات ودعوات التهدئة، وأن رد سرايا القدس بالصواريخ على كامل فلسطين المحتلة هو تثبيت لمعادلة الردع وإعادة لتفعيل معادلة سيف القدس والتي خفتت  وتراجعت بعدم الرد على مسيرة الأعلام لظروف متعددة، وهو بمثابة احياء للمعادلة واشعال للجبهات الأخرى خارج غزة واعادة تمتين للربط بين غزة والضفة والقدس واراضي 48.

الثاني: أن المعضلة الصهيونية الرئيسية في حالة الحرب مع المقاومة في لبنان هي في قدرات المقاومة اللبنانية المتعاظمة وصواريخها الدقيقة وقدراتها البرية والبحرية وطائراتها المسيرة والتي تكفل للمقاومة حتى في حالة عدم اشتعال جبهات اخرى بأن تحيل الداخل الصهيوني إلى جحيم وانعدام تام للامن الداخلي وفرار جماعي للجبهة الداخلية، وبالتالي فإن كل ما فعله العدو هو أن فتح بنفسه جبهة مضافة ربما لم تكن هناك حاجة ميدانية لفتحها لعدم حاجة المقاومة لها.

الثالث: تصور العدو ان الفصائل ستقع في فخ التفرقة، ففوجئ بأن حركة الجهاد تعلن عن غرفة مشتركة وتسمي عملياتها “وحدة الساحات” وتقوم بعمليات مشتركة مع فصائل مقاومة اخرى، ولم يبرز فلسطينيا أي مؤشر على الخلاف الداخلي.

ان العدو المأزوم عودنا دوما على ارتكاب الحماقات، وكلما زادت حماقاته كان ذلك مؤشرا على عمق ازمته المركبة والتي تتمثل في انكشاف استراتيجي وتراجع دولي لراعيه الأمريكي، وأزمة سياسية داخلية غير مسبوقة منذ نشأة الكيان المؤقت.

وما يحدث في غزة من مقاومة صلبة واستعادة لزخم سيف القدس وحرص على الوحدة هو المسار الصحيح لإفشال خطط العدو وبيان حمق حساباته، ومأزق جديد مضاف .

لا شك ان غياب التضامن العربي والبيانات الباهتة لا تشكل صدمة فلسطينية حيث خرجت هذه الأشياء من حسابات المقاومة منذ فترة طويلة ولم تعد من المعطيات وعوامل القوة او حسابات المعارك التي تخوضها المقاومة، ولكن ومن فخاخ التاريخ، ان التمادي في التفريط اصبح عائقا امام الوساطات التي كانت تصب في صالح العدو وتحفظ ماء وجهه وتصل بالأمور للتهدئة عند وصول العدو لمنحنيات حرجة، وها هي الوساطات باتت ضعيفة ومحدودة ولم يعد للعدو ملجأ ينقذه من تورطه وحمقه.

 

العهد الاخباري/ إيهاب شوقي

قد يعجبك ايضا