صنعاءُ تجدِّدُ التحذيرَ من الخطر الذي يطالُ مرضى اليمن المحاصرين.. الضمير الأممي والدولي في مرض سريري!

||صحافة||

في ظل استمرار العدوان والحصار الجائر بالتزامن مع تصاعد الصمت الدولي الذي تجاوز سقف التواطؤ إلى الانخراط المباشر مع تحالف العدوان والحصار، تجدد وزارة الصحة دق ناقوس الخطر جراء التهديد الذي يطالُ مئاتِ الآلاف من مرضى اليمن المحاصرين.

وفي مؤتمرٍ عقد بالعاصمة صنعاء أكّـدت وزارة الصحة العامة والسكان أن حياة ألف وَ500 مصاب بمرض الثلاسيميا و40 ألف مصاب بالأنيميا المنجلية مهدّدة بالخطر نتيجة انعدام الأدوية؛ بسَببِ استمرار العدوان والحصار.

وفي المؤتمر المنعقد بالتعاون مع الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي لتسليط الضوء على آثار العدوان والحصار على مرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي، طالبت الوزارة المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن بالقيام بمسؤولياتها للاستمرار في دعم القطاع الصحي والتركيز على دعم مرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي.

وحملت الوزارة في بيانٍ المؤتمر الذي تلاه سفير مرضى الثلاسيميا الطفل أنس ناصر، دول العدوان مسؤولية تردي الوضع الصحي وارتفاع أعداد الوفيات وانعدام الدواء الخاص بمرضى الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي، فيما طالبت الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها بالضغط على دول العدوان لرفع الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة؛ مِن أجلِ إنقاذ حياة مرضى الثلاسيميا والدم الوراثي وضمان استمرار توفير الأدوية الأَسَاسية والداعمة والمساعدة للمرضى وخُصُوصاً الأدوية الساحبة للحديد وعلاج الهيدروكسي يوريا.

ودعا البيان المنظمات الدولية إلى دعم جهود تعزيز خدمات نقل الدم الآمن للمرضى، نظراً؛ لأَنَّ تكاليف الأدوية عالية على أسر المرضى، وكذا دعم جهود الوقاية ومكافحة أمراض الثلاسيميا والدم الوراثي من خلال توفير أجهزة الترحيل الكهربائي والمحاليل الخَاصَّة بإجراء الفحوصات الطبية المبكرة “فحص ما قبل الزواج”.

كما دعت الوزارة الجهات ذات العلاقة لسرعة إصدار قانون ملزم لإجراء فحوصات ما قبل الزواج لحماية الطفولة والأجيال القادمة من أمراض الثلاسيميا والدم الوراثي.

من جانبه استعرض رئيس الجمعية اليمنية للثلاسيميا، الدكتور أحمد شمسان، وضع مرضى الثلاسيميا وتكسرات الدم، واحتياجاتهم من الأدوية والدم، والصعوبات التي تواجه الجمعية نتيجة تزايد أعداد الحالات المصابة بهذا المرض.

وأشَارَ إلى أنه تم تسجيل 463 حالة وفاة نتيجة انعدام الأدوية حتى أُكتوبر الماضي، وتوثيق 700 حالة إصابة جديدة العام الماضي، مؤكّـداً ضرورة اتِّخاذ قرار للحد من انتشاره، وإجراء فحص ما قبل الزواج.

يشار إلى أن أمراض الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي من الأمراض التي تنتشر بصمت في المجتمعات على الرغم من أخطارها، وهي من الأمراض الوراثية المزمنة التي تنتقل من الآباء الحاملين للصفة الوراثية إلى الأبناء عن طريق المورثّات، وتتميز بوجود فقر دم مُستمرّ من بعد الولادة بعدة أشهر وحتى نهاية العمر، فيما يؤثر فقر الدم في حدوث مضاعفات للمريض واحتياج إلى نقل الدم، وتضخم للطحال والكبد، وهشاشة وتشوهات في العظام والوجه مع بروز الأسنان الأمامية، وكذلك التغيرات في الهرمونات وضعف النمو غالبًا، وارتفاع نسبة الحديد باستمرار نتيجة نقل الدم المتكرّر والانحلال المُستمرّ للخلايا قصيرة العمر، وما يصاحب ذلك من مضاعفات على أجهزة الجسم المختلفة، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تلف الأعضاء المتأثّرة، أَو فشل وعجز في وظائف أجهزة الجسم، وخُصُوصاً القلب والطحال والكبد والكلى والبنكرياس.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا