الوعي بحقيقة شائعات ودعايات العدوان

 يعد أسلوب الحرب الإعلامية القذرة المتمثل في إطلاق الشائعات والأكاذيب الباطلة الهادفة إلى تجميل صورة الباطل والعدوان وتشويه صورة الحقائق الواضحة، واحدا من أخطر الأساليب الشيطانية القذرة التي اعتمدت عليها واتبعتها قوى الشر والعدوان ممثلة بأمريكا وحلفائها، في كل حروبها ومؤامراتها على النظم والشعوب المستضعفة، بما تملكه من ماكنات إعلامية مهولة وخاصة في ظل التطور التكنولوجي المهول الذي يشهده العالم اليوم.

وتكمن خطورة هذا الأسلوب أمام الحالة والزمن المناسب لاستخدامه بالشكل الذي يؤدي إلى تحقيق كل مخططات العدو ومؤمراته وخاصة إذا كنا أمام مجتمع لا يتمتع بحالة الواعي الكافي لاستيعاب خطورة هذا الأسلوب وخطورة ما يرمي إلى إحداثه العدو من ضرر.

أساس العدوان على اليمن

كان هذا الأسلوب حاضرًا وبقوة لا نظير لها في العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، ومتزامنًا مع امتلاك العدو ماكنة إعلامية ضخمة، للدرجة التي يمكن معها القول بأن العدوان على اليمن ما تأسس إلا بناءً على هذا الأسلوب سواءً قبل العدوان أي خلال أيام ثورة الـ21 من مارس وما تلاها من مفارقات وتباينات أوجدها الأعداء، بهدف إسكات صوت الثورة وتهميشها وتفريق الشعب اليمني، أو خلال كل سنوات العدوان الثمان، التي كان أسلوب إطلاق الشائعات والدعايات المضللة فيها ضد القوى الحرة التي تصدت لها، هو أسلوب الأعداء الذي مازالوا يعتمدون عليه في عدوانهم على الشعب اليمني إلى اليوم، لضرب الجبهة الداخلية التي تقف بثبات في مواجهتهم والتصدي لهم، وصولا إلى تحقيق كل مخططاتهم العدوانية والتدميرية، ولعل أكبر شاهد على ذلك هو الاعتداء على الشعب اليمني بدعوى القضاء على الانقلاب وإعادة الشرعية التي نفتها فيما بعد أفاعيل ووحشية العدوان من تدمير وتمزيق وحصار وقطع للمرتبات ووو..إلخ لتتجلى بعد ذلك حقيقة أهدافه التي شن عدوانه من أجل تحقيقها ليسهل له التحكم والسيطرة على مصير الشعب اليمني.

انعدام الوعي أمام مخططات العدو

لعل من أهم ما يجب ملاحظته هنا في سبيل التصدي وبقوة لكل شائعات ودعايات العدو المغرضة هو الاهتمام بمسألة الوعي وكيفية العمل على إيجاد وعي شعبي عام يدرك ويعي جيدا ماهية مخططات العدو للدرجة التي تؤدي إلى إفشال تلك المخططات، فهذه المسألة تعتبر مسألة خطيرة لم يغفل عنها العدو حيث سعى بكل إمكانياته وطاقاته إلى استغلال حالة انعدام الوعي والغشاوة التي لا زالت سائدة لدى البعض من ضعاف النفوس والبعض من الأميين، وذلك بطرح كل أكاذيبه وشائعاته التي أضفى عليها شرعية زائفة كأساس صحيح بنى عليه عدوانه وأحقيته في السيطرة على الشعب اليمني وصولا إلى السطو على كل مقدراته وثرواته وغزو أراضيه، مستغلا في ذلك حالة انعدام الوعي لدى البعض، ولكن هذا لم يتم له، وذلك بفضل ما انتجته الثورة والأحداث والوقائع وحماقات العدو التي يصعب تصديقها، من وعي وإدراك راقي بحقيقة ما يحدث، لدى الأغلبية العظمى من أبناء شعبنا الأمر الذي أدى إلى إفشال كل مخططات العدو وإيصال العدوان إلى نهايته المحتومة التي طغى عليها الفشل فالحق يُعلى ولا يعلى عليه.

إن جاءكم فاسق

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة لـ ثورة 21 سبتمبر 1444 هـ -2022 م على ضرورة التحلي بالوعي في مواجهة تضليل الماكنات الإعلامية الضخمة الخاصة بالعدو، وأيضا ضرورة مواصلة العمل ضمن الأهداف الأساسية للثورة وذلك بالاستشعار العالي للمسؤولية، والحكمة، والرشد، والصبر، والاستعانة بالله تعالى، مع الوعي العالي بمخططات الأعداء، موضحا أن الأعداء الذين سيأتون لضربنا سيأتون ولديهم مخططات يستطيعون من خلالها تجسيد كل مخططاتهم على أرض الواقع، حيث يقول: “ومن أكبر مخططاتهم: مخططات التفرقة، الفتنة، تفكيك الوضع الداخلي، ضرب الجبهة الداخلية، هذا من أهم ما يركزون عليه، وما يستغلونه لضرب الاستقرار الداخلي” معتمدين في ذلك على الشائعات والدعايات التي نجد البعض سريع التقبل لها والتأثر بها والتفاعل معها للدرجة التي قد تدفعه للسير في المسار الخطأ، دون أن يعي أن تلك الشائعات والدعايات ليست سوى وخداع وتضليل لذا يؤكد قائد الثورة على ضرورة التثبت منها قبل التعاطي معها، يقول سلام الله عليه: “ويأتي هنا أهمية التثبت تجاه الشائعات والدعايات؛ لأن البعض سريع التقبل، سريع التقبل للدعايات، للشائعات، وسريع التفاعل معها، قبل أن يتثبت، قبل أن يتبين، الله أمرنا في القرآن بالتثبت والتبين: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: من الآية6]، ما أكثر الفاسقين الذين ينشرون الشائعات والدعايات، ويتقبل البعض منهم، وقاصري الوعي”.

قد يعجبك ايضا