اليمن العظيم يغضب للقرآن الكريم
يمتل الاستهداف المستمر والممنهج لرموز ومقدسات الدين الإسلامي الحنيف من قبل دوائر إعلام أنظمة ودول الغرب الأوروبي تحت ذريعة “حرية التعبير”، انعكاسًا مفضوحًا جليًا لمخططات الصهيونية العالمية التي لطالما دأب على شن الحملة تلو الحملة، والهجمة تلو الهجمة مستهدفةً وبشكل متعمد تلك الرموز والمقدسات وعلى رأسها القرآن الكريم وشخص النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله، مستغلةً بذلك حالة الخذلان المتمثلة في حالة عدم اتخاذ الموقف الحازم من قبل الأنظمة العربية والإسلامية ناهيك عن حالة الصمت المخزي لتلك الأنظمة التي انسلخت عن هويتها وعن كل قيم الإسلام ومبادئه السليمة لا لشيء وإنما خدمةً لمصالح أنظمة ودول الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي، وهي الحالة التي أصبحت عقب كل استهداف وممارسة غربية شاذة تمس ديننا ومقدساتنا، روتينا اعتياديا نلمسه ونعيشه كل يوم، روتينًا لولاه لما حدث الاستهداف في الأساس.
الاستهداف والصمت وعار الذريعة:
وإذا كان صمت الأنظمة العربية والإسلامية تجاه ذلك الاستهداف يمثل وصمة عار وخزي في جبين تلك الدول والأنظمة، فذلك الاستهداف الحاقد هو الآخر يمثل وصمة عار في جبين دول الغرب الأوروبي التي لطالما أزعجتنا أبواقها بديمقراطيتها الفجة وبمبدأ حُريّة التعبير الذي لا يتم تطبيقه من وجهة نظرها إلا عند استهداف الإسلام والمسلمين فقط، إذ لا يحق للمسلمين استخدام تلك الحرية في مواجهتها فمعاداة السامية على سبيل المثال تعد جريمة وإرهابا وانسلاخا عن قيم الإنسانية، بينما الإساءة لرسول الله محمد صلوات عليه وآله وإحراق القرآن الكريم ووو الكثير من الإساءات المختلفة تعد من حرية التعبير، وكأنما هذه الحرية أصبحت ملكا خالصًا لها تم تكييفه فقط مع سياسات اللوبيات الصهيونية الموجودة في تلك الدول وخدمةً لمواقفها المعادية للإسلام والمسلمين المطبوعة بالطابع العُنصريّ البحت، وهو الطابع الذي تعيش على أساسه دول الغرب وتطبقه حرفيًا تجاه كل من يخالف مشاريعها وسياساتها القائمة على الاستعباد وإلغاء الآخر.
موقف الشعب اليمني الغاضب:
وقف الشعب اليمني وكعادته في الوقوف بصدق إزاء كل القضايا التي تمس الأمة، موقفًا حازمًا إزاء جريمة إحراق القرآن الكريم على غير موقف أنظمة الخنوع والعمالة، وهو الموقف الذي يحاكي موقف غيره من الشعوب الإسلامية الحرة، الموقف الغاضب الرافض والمستنكر لكل الممارسات الاجرامية المشينة التي تستهدف المقدسات الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم، وهو يدرك جيدا أن اللوبي الصهيوني اليهودي هو من يقف خلفها، متخذا من الدول الاوروبية مطية خانعة خاضعة له، وميدانًا ينفث فيه قبحه ضد الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
ولطالما تجسد موقف الشعب اليمني جليًا وواضحًا تجاه العديد من القضايا العربية والإسلامية، سواءً فيما رأيناه سابقًا أو فيما نراه اليوم من حشود مليونية مازلت تملأ ساحات العزة والكرامة معبرةً عن سخطها إزاء التعديات والممارسات الإجرامية المرفوضة التي كان آخرها جريمة إحراق القرآن الكريم في السويد، وهي على يقين أن هذا الاستهداف هو أولا وقبل كل شيء استهدافٌ مباشرٌ للأمة لفصلها تماما عن الله والرسول والقرآن.
موقف قائد الثورة:
لم يختلف موقف الشعب اليمني عن موقف قيادته الربانية المتمثلة في شخص قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي رفض واستنكر مثل هذه الإساءات المتعمدة التي تستهدف الأمة مؤكدًا الارتباط المباشر لتلك الإساءات ومن قام بها بالطاغوت والاستكبار أو بطاغوت العصر أمريكا و”إسرائيل”، والذي يعمل جاهدًا على إخراج الناس من النور إلى الظلمات، بكل الوسائل والأساليب، تارة بنشر العقائد والثقافات والمفاهيم الباطلة والخاطئة، المسيئة إلى الله تعالى، والمؤثرة سلباً على العلاقة الإيمَـانية به، والتصور الخاطئ تجاه امتداد العلاقة الإيمَـانية بالله تعالى في حياتنا وأعمالنا، وفي هذا السياق يسعون لنشر الإلحاد، والترويج له، والترويج للشرك بالله تعالى، وللعقائد المسيئة إلى الله “جلَّ شأنه”، وإلى المفاهيم المغلوطة، التي تضرب الإنسان في إيمَـانه بالله، وتارة أخرى بالسعي إلى فصل الناس وإبعادهم عن الأنبياء والرسل، في العلاقة الإيمَـانية بهم كقادةٍ وقُدوة، وعن كتب الله وتعليماته كمنهجٍ للحياة، ومستندٍ وأَسَاس ومرجعٍ للمعرفة، وللهدى والعلم، ومن أسوأ ما يفعلونه في ذلك: تحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين نفسه.
ويوضح قائد الثورة خطورة ما يقوم به هذا الطاغوت من ممارسات إجرامية نابعة من عقدة الحقد على كل مبادئ وقيم الإسلام العظيمة التي تكفل للأمة أن تكون أمةً حرةً، وذلك بشكلٍ مفصل كاشفًا لنا عن حقيقة أهدافها وما ترمي إليه قائلًا: “فنحن في هذا العصر نواجه نفس التحدي، أولئك الأعداء يسعون إلى استعبادنا كأمةٍ مسلمة، إلى مسخ هويتنا الثقافية والدينية، إلى مسخ قيمنا وأخلاقنا، إلى الانحراف بنا عن المبادئ الإسلامية الأصيلة، يسعون إلى إذلالنا، إلى قهرنا، إلى استعبادنا، إلى السيطرة علينا، إلى استغلالنا، إلى التحكم بنا، ولديهم نفس العقدة من المبادئ الأصيلة والصحيحة للإسلام العظيم، الأمريكي والإسرائيلي يرى في المبادئ العظيمة التي تكفل للأمة أن تكون أمةً حرةً، متخلصةً من التبعية لأعدائها، مستقلةً بما تعنيه الكلمة من استقلالٍ حقيقيٍ وتام، تتجه على أساس مبادئها وقيمها، ومنهجها الإلهي العظيم، فالأعداء هم يسعون إلى فصلها عن كل ذلك”.