القائدُ يوصد الباب في وجه محاولات العدوّ للمساومة وحرف مسار التفاوض: الوقت سينفد
||صحافة||
من خلال مكاشفتِه للشعب اليمني بشأنِ تفاصيل المفاوضات مع تحالف العدوان، أعاد قائدُ الثورة السيدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي ضَبْطَ المشهد على محدّدات الموقف الوطني، وأوصد الباب أمام أية محاولات للعدو لخلق تصورات خاطئة عن الوضع الراهن ثم استغلالها للمماطلة وخداع الرأي العام، واضعاً دولَ العدوان من جديد أمام المخاطر الكبرى التي تترتب على عدم الجدية في التوجّـه نحو السلام الفعلي، ومؤكّـداً على أن هذه المخاطر لا تقل درجتها بمرور الوقت بل تصبح أكثر قُرْبًا للتحقّق، وهو ما يعني أن الاستجابة لمطالب الشعب اليمني يجب أن تكون عاجلة وعملية وغير ناقصة.
تأكيد القائد على أن الحالة الراهنة هي “حالة حرب” وليست هدنة، وأن ما يحدث هو مُجَـرّد “خفض للتصعيد” لإنجاح الوساطة العمانية، حمل رسالة واضحة ومباشرة مفادها أن العدوّ لم يتجاوز بعدُ مرحلةَ الخطر، وأن كُـلّ التصريحات والمؤشرات “الإيجابية” لا تزال محدودة ولا تكفي ليشعر الأعداء بأنهم قد استطاعوا “تقييد” خيارات صنعاء العسكرية بما يسمح لهم بالاستمرار بالعدوان والحصار بدون رد.
القائد عزز هذه الرسالة بتأكيد آخر بالغ الأهميّة على أن حالة “خفض التصعيد” الراهنة لها سقف زمني معين هو أَيْـضاً سقف الصبر الذي تمتلكه صنعاء، وبدا من خلال لهجة الخطاب أن تحالف العدوان قد شارف على بلوغ هذا السقف؛ ولذا كان لا بد من تنبيهه وتحذيره وحثه على “المبادرة إلى التفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني”، بالإضافة إلى تنبيه الشعب اليمني للاستعداد والجهوزية لعودة التصعيد في أية لحظة.
هذه التنبيهات ترافقت أَيْـضاً مع رسائل أُخرى للعدو بشأن عملية التفاوض وسقفها، إذ حرص القائد بشكل واضح أن يؤكّـد على أن “الأولوية للملف الإنساني” وأن الغاية هي “إنهاء العدوان والحصار وسحب القوات المحتلّة ومنع التدخل في شؤون اليمن” وهو تذكير بأن الموقف الوطني التفاوضي لم يتغير، وتلميح إلى أن كُـلّ محاولات العدوّ لجر عملية التفاوض إلى مربع المساومة على الحقوق، أَو استغلال إيجابية صنعاء لمماطلتها وفرض تصورات أُخرى على الطاولة، لن تنجح، مثلما لن تنجح محاولات تفريخ تشكيلات عسكرية جديدة تحت غطاء التهدئة.
ولتوضيح هذه الرسائل بشكل أكبر، تطرق قائد الثورة إلى معادلة حماية الثروة التي لا زال تحالف العدوان ورعاته يحاولون الالتفاف عليها إلى حَــدّ أنهم يحاولون الدفع بالمفاوضات بعيدًا عن مطالب الشعب اليمني، لتوجيهها فقط نحو استعادة تصدير الثروة الوطنية لمصلحتهم، وهو ما أكّـده البيان الأخير لسفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا بوضوح.
وفي هذا السياق، أعاد القائد وضع العدوّ ورعاته أمام صلابة موقف صنعاء في هذا الشأن، إذ رد على البيان بإنذار واضح ومباشر بـ”الذهاب نحو خيارات ضاغطة للحصول على حق الشعب اليمني في ثروته إذَا نفد الوقت” وتأكيد أوضح على استحالة القبول “بحرمان الشعب اليمني من الثروة الوطنية واستحقاقات المرتبات والخدمات العامة”.
كل هذه الرسائل التي وجهها قائد الثورة، تعيد العدوّ ورعاته إلى نقطة الصفر، لمواجهة استحقاقات ومتطلبات السلام العادل، التي بدا واضحًا من خلال الفترة الماضية أنهم يحاولون إعادة تشكيلها على مقاسات مصالحهم ومخطّطاتهم وجدولهم الزمني المطول، لكن الفرق أنهم الآن يواجهون سقفا زمنيا منخفضا، وبالتالي فَـإنَّ الاحتفاظ باستراتيجية المماطلة للإتيان بحيل جديدة ستكون مخاطرة أكبر؛ لأَنَّ اللحظة الحاسمة التي ستكتب عندها نهاية مرحلة “خفض التصعيد” آتية لا محالة، ولن تكون أنصافُ الحلول أَو التصريحاتُ أَو المؤشراتُ الإيجابية المحدودة كافيةً لتأجيل تلك اللحظة.
صحيفة المسيرة