القائدُ يضعُ الأعداءَ في مواجهة الالتزامات وعواقب المماطلة: رسائل إتمام الحجّـة
||صحافة||
وجّه الخروجُ الجماهيري الكبير، يوم الجمعة، رسائلَ مهمةً فيما يتعلق بدعم كُـلّ قرارات القيادة الوطنية وتفويضها في اتِّخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة مماطلة دول العدوان، والمحاولات الأمريكية لإعاقة جهود السلام، وهي رسائل وجهتها صنعاء أَيْـضاً على لسان الرئيس المشاط وعدد من المسؤولين؛ تعزيزاً لما جاء في الخطاب الأخير لقائد الثورة؛ مِن أجل وضع تحالف العدوان ورعاته أمام متطلبات الواقع وأمام مخاطر التصورات الخاطئة التي يعتمد عليها.
إتمام الحجّـة
نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الفريق الركن جلال الرويشان، أكّـد أن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “أقام الحجّـة” فيما يتعلق بالتوجّـه نحو السلام، مُشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب الأعداء “فإن لم يصدقوا فالشعب اليمني والقوات المسلحة ماضية في ضرب العدوان”.
وَأَضَـافَ أن: “السيد القائد حذر بشكل واضح والجميع يدرك ما يمكن أن يحدث بعد أن يصدر مثل هذا التحذير” داعياً “المجتمع الدولي والإقليم أن يعي رسائل السيد عبد الملك التي أطلقها في خطابه الأخير وأن يواكبوا ما تتطلبه المرحلة لاستنقاذ عجلة السلام قبل أن يفقدوها”.
هذا التأكيد يوضح أن مكاشفة قائد الثورة للشعب اليمني بتفاصيل المرحلة الراهنة في خطابه الأخير كانت تنبيهًا جديدًا بأنه لم يعد هناك متسع من الوقت أمام تحالف العدوان للمماطلة، وهو ما كان القائد قد أكّـده بوضوح في الخطاب السابق عندما حذر من نفاد الوقت قبل الاستجابة لمطالب الشعب اليمني، الأمر الذي يضع دول العدوان أمام حقيقة أن الاعتماد على المؤشرات الإيجابية المحدودة ومحاولة استغلالها لإطالة أمد حالة خفض التصعيد هو خيار خاطئ ومسار مسدود.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده أَيْـضاً الفريق الرويشان الذي قال: إن “الأطراف الأُخرى سارعت لوضع العراقيل في العجلة التي كنا نأمل أن تتحَرّك بالوساطة العمانية”، وإن “الفترة الزمنية الماضية أثناء الهدنة والمشاورات لم تحمل أية نتائج”، في إشارة إلى الحلول الحقيقة والثابتة التي يمكن البناء عليها، فكل ما تحقّق بحسب قائد الثورة هو انفراجة محدودة وبسيطة فيما يتعلق بميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهو غير كاف.
ويوضح الرويشان أن لجوء تحالف العدوان إلى “الهُدنة والبحث عن التفاوض” كان مدفوعا بالفشل في تحقيق النصر العسكري، وهو ما يشير إلى عدم وجود رغبة حقيقية لدى دول العدوان للتوجّـه نحو سلام فعلي، بل إنها تريد أن تكتفي بحالة خفض للتصعيد طويلة المدى تستفيد منها لترتيب أوراقها والبحث عن مسارات أُخرى لتحقيق أهدافها العدوانية التي عجزت عن تحقيقها عسكريًّا.
وكان قائد الثورة قد أوضح ذلك أَيْـضاً، إذ أكّـد أن “نوايا الأعداء غير حسنة وتوجّـههم عدواني” في سياق التنبيه إلى أن الوضع لا يزال وضع حرب.
المرتبات من الثروات
ووفقاً لذلك، فَـإنَّ كشفَ قائد الثورة لتفاصيل المرحلة الراهنة ووضع الشعب أمام حقيقة مواقف تحالف العدوان ورعاته يمثل تحذيرًا واضحًا من الدخول في مرحلة جديدة لانتزاع الحقوق التي يرفض تحالف العدوان التعاطي معها بالجدية المطلوبة؛ لأَنَّ الحالة الراهنة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
من أبرز تلك الحقوق، تمكينُ الشعب اليمني من ثروته الوطنية، والتي كشف القائد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على مواصلة حرمان الشعب منها، الأمر الذي قد يدفع بصنعاء إلى اتِّخاذ “خيارات ضاغطة” يجب أن يأخذها العدوّ في الحسبان الآن لتدارك موقفه.
وفي هذا السياق، يؤكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن تذكير قائد الثورة بضرورة صرف المرتبات من الثروات الوطنية يمثل “تحذيرا” يتوجب على دول العدوان أن تأخذه بجدية، وإلا “فقد أعذر من أنذر” في إشارة واضحة إلى أن ما جاء في الخطابين الأخيرين للقائد هو أكثر من مُجَـرّد توضيح للتفاصيل.
لا سلام مع استمرار الاحتلال
ومن الحقوق الرئيسية والجوهرية التي توجب إنذار تحالف العدوان ورعاته بشأن مخاطر الالتفاف عليها أَو المماطلة فيها، والتي ركز قائد الثورة على تأكيدها بشكل ملحوظ، ضرورة رحيل القوات الأجنبية بشكل كامل عن اليمن، وهي أَيْـضاً من العناوين التي تصدرت واجهة مشهد الخروج الجماهيري الكبير بشعارات “ارحل يا محتلّ” التي وجهت رسالة واضحة بأن الاحتلال ليس ولن يكون أمرا قابلا للنقاش، كما أنه سيبقى عقبة كبرى أمام أي حَـلّ شامل.
عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري أكّـد على ذلك أَيْـضاً، إذ كتب أن “القاعدة الرئيسية للسلام في اليمن هي رحيل القوات الأجنبية من أرض وسماء وبحر اليمن، واحترام سيادته ووحدته”.
وأعاد نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ الوطني حسين العزي توجيه هذه الرسالة، بالتأكيد على أن دعم الشعب للقيادة في التمسك بضرورة رحيل الأعداء “يعني أن عليهم أن يرحلوا، فلا يحق لأحد أن يواصل البقاء في بلد كُـلّ ما فيها يناديه بالرحيل”.
وَأَضَـافَ العزي أن “أبسط حقوق الشعب اليمني هو رحيل قوات العدوان وإصلاح ما أفسدتها”.
وفي السياق نفسه وجه العزي رسالة تحذير خَاصَّةً للاحتلال الإماراتي، قائلاً: إن “على أبو ظبي أن لا ترهق نفسها كَثيراً بالعمل على تثبيت وجودها في جزيرة عبد الكوري ولا في أية جزيرة يمنية؛ لأَنَّ الرحيل من بلادنا ومن جزرنا هو دائماً الخيار الأمثل، والتاريخ يقول: إن من يصر على معاداتنا يتعبْ وينهَرْ سريعاً”.
الهدوء الهش قد ينتهي
وبناءً على كُـلّ ما سبق يمكن القول: إن قائد الثورة أطلق خلال الخطابين الأخيرين تنبيهات هامة وجادة لا تحذر فقط من اصطدام جهود الوسطاء بتعنت العدوّ، بل تحذر من أن هذا الاصطدام قد يغلق طريق الحل ويدفع بالأمور نحو مشهد مختلف تماماً لن يكون بالإمْكَان العودة إلى ما قبله.
وفي هذا السياق، يؤكّـد نائب وزير الخارجية أن “وضعية الهدوء الهش قد تنتهي في أية لحظة” مُضيفاً أن صنعاء تأمل أن تنتهي هذه الوضعية “بطرق دبلوماسية ومعالجات حقيقية وعاجلة”.
ويؤكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محافظ ذمار، محمد البخيتي، أن “المفاوضات بين صنعاء والرياض قد تنجح وقد تفشل، وصنعاء مستعدة لكل الاحتمالات، ولكنها في كُـلّ الأحوال لن تقبل التفاوض مع مخبر الرياض”.
ويضيف أن “تحقيق السلام في الجزيرة العربية مصلحة مشتركة لكل دولها، وكما أن صنعاء تفضّل خيار السلام، هي أَيْـضاً مستعدة لخوض الحرب القادمة التي سيشمل مسرحُها الدولَ المتورطة”.
وتلخِّصُ هذه الرسائلُ بوضوح الغايةَ الأَسَاسيةَ من تحذيرات وتنبيهات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية، وهي وضع تحالف العدوان في مواجهة مخاطر سلوكه، ومخاطر المغامرة باستنفاد الوقت.
صحيفة المسيرة