8 أعوام من التواطؤ الدولي الفاضح تجاه الجرائم بحق الإنسانية في اليمن

خلال ثمانية أعوام مضت، طالت صواريخ الإجرام لتحالف العدوان كل مدينة وقرية وحي ومنزل في اليمن، ولم يفرق تحالف العدوان بين طفل وشاب ورجل وامرأة، واستمر في ارتكاب المجازر والجرائم الوحشية بحقهم طيلة تلك الأعوام الثمانية، والتي ترقى بدون أدنى شكك إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

جرائم ضد الإنسانية فأين هي المنظمات الدولية؟

في الوقت الذي تندرج فيه المجازر والجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني ضمن قوائم جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، تتزاحم عدة تساؤلات في الأذهان: أين هو دور الأمم المتحدة المزعوم؟، وأين هي كافة منظماتها من هذه الجريمة البشعة وسابقاتها؟ ولماذا الصمت الدولي والأممي تجاه هذه الجرائم؟

وفي هذا المقام، يمكن القول انه في الوقت الذي تعد فيه المجازر والجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب اليمني بمثابة جرائم نكراء وبشعة، ومحرَّمَه شرعاً، ومرفوضة عرفاً، ومُجَّرمة وفقاً للقوانين الدولية عامةً والإنسانية خاصةً، بل تعد انتهاكًا لكل قوانين الدولية والإنسانية إلا أننا لم نسمع أي تنديد واستنكار من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفولة، لاسيما وأن العدوان على اليمن قد كشف حقيقة تلك المنظمات وعرى زيف شعاراتها المعلنة فقط في وثائق إنشائها فقط، في حين أن الواقع قد أثبت فعلاً أن تلك المنظمات ليست سوء أدوات لبيع حقوق الأنسان والطفولة، والاستثمار بمعاناة الشعوب، وجلّ ما يهمهما هو صفقات الفساد التي تعقدها تحت يافطة حقوق الإنسان والاهتمام فقط بحقوق ذلك الإنسان الموظف والعامل لديها والذي يشاركها في فسادها المخزي والمعيب.

من يحكم مجلس الأمن؟

دون أدنى شك فإن مجلس الأمن تحكمه المصالح الأمريكية، والجميع يعلم أن الشيطان الأكبر “أمريكا” هي من بيدها إسكات العالم على الجرائم التي ترتكبها، كما ما هو حال في عدوانها على اليمن، وبيدها أيضاً تعقيد الأمور وإثارة العالم إذا كانت تلك الجرائم في صالحها.

وعلى غرار الآلاف من المجازر والجرائم الوحشية، وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى نتيجة غارات تحالف العدوان على امتداد ثمانية أعوام من العدوان على اليمن، مرت تلك المجازر الوحشية بصمتٍ مطبق ومخزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فلم يحركوا ساكناً، بل كان الأسوأ من ذلك إن باتت مهمتهم تتجه صوب تقديم الضحية كجلاد، والجلاد والمعتدي كمدافع عن نفسه!، ولا غرابة في ذلك فتلك هي استراتيجية مجلس الأمن تجاه العدوان على اليمن: “تقديم الضحية كالجلاد”.

وعلى نفس ذلك المنوال، فإن المجازر والجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني ليست ‏سوى تعبير عن الوجه الحقيقي لمجلس الأمن الذي يمنح دول العدوان الغطاء السياسي ‏والعسكري للاستمرار في قتل الشعب اليمني والعدوان عليه، واستمرار الحصار، لاسيَّما وأن ‏القرارات والإدانات الصادرة عن مجلس الأمن يتم تفصّيلها وفق النظرة الأمريكية وعلى مقاس ‏الرغبة السعودية والإماراتية والتي تشجع تحالف العدوان على مواصلة شن الغارات العدوانية، ‏وارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم والمجازر الوحشية بحق الشعب اليمني المظلوم وفرض ‏الحصار الخانق عليه.‏

الصمت الأممي يساند قاتل الشعب اليمني:

إن الصمت المريب الذي تنتهجه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الإنسانية عند كل جريمة ومجزرة يتعرض لها الشعب اليمني، ومع كل جريمة حرب ترتكب بحق المدنيين من النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني، إذ لا يمكن لتحالف العدوان من التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم الوحشية والجماعية بحق الشعب اليمني إلا نتيجة ثقته بتواطؤ المنظمات الأممية وتغاضيها مدفوع الثمن عن كل جرائم الحرب اليومية التي يتباهى العدوان باقترافها على مرأى ومسمع العالم.

 وفي الختام، فإن كل جريمة ومجزرة ارُتكبت بحق الإنسانية في اليمن، تثبت وحشيته العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وانسلاخه من كافة القيم الإنسانية، حيث ستضل دماء الشهداء من النساء والأطفال ملطخة بحيطان الأمم المتحدة ومنظماتها التي تتشدق بحقوق الإنسان، وستكون وصمة عار تلاحقهم مدى التاريخ، فتلك جرائم ومجازر وحشية تخالف كل قوانين الإنسانية إلا أنه كان يُضرب بها حرض الحائط.

 

 

قد يعجبك ايضا