الصرخة في وجه المستكبرين… أيقظت شعوب الأمة وحققت المنعة الداخلية أمام مؤامرات الأعداء

في يوم 17/من يناير/2002م وفي قاعة مدرسة الإمام الهادي في مَرَّان ـ صعدة ـ أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي أول صرخة بالشعار من حنجرة رجل عرف الله حق معرفته فبلغ من كمال الإيمان مبلغا عظيما جعله من أصدق الواثقين بالله والمتوكلين عليه، رجـل عندما رأى الأحداث تحدق بالأمة لم يدس رأسه في التراب بل استشعر المسؤولية الدينية أمام ربه وأمته فانبرى كالليث الهصور يقتحم الصعاب ويجابه الأهوال بحكمة وصبر وشجاعة عالية ليقول للجميع أن عليهم أمام الأحداث والمستجدات أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي حائرين عن ما هو العمل المناسب للتصدي للهجمة الامريكية  فقال لهم (( أقول لكم أيها الأخوة: اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: [ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله –  ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى ، وستجدون من يصرخ معكم ـ إن شاء الله ـ في مناطق أخرى: [ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]، وأضاف قائلا: هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟.. لكنه أكد أن هذه الصرخة من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم.

وأضاف السيد حسين حينها: لنقل لأنفسنا عندما نقول: ماذا نعمل؟ هكذا اعمل، وهو أضعف الإيمان أن تعمل هكذا، في اجتماعاتنا، بعد صلاة الجمعة، وستعرفون أنها صرخة مؤثرة، كيف سينطلق المنافقون هنا وهناك والمرجفون هنا وهناك ليخوفونكم، يتساءلون: ماذا؟ ما هذا؟.

أتعرفون؟… المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ}فحتى تعرفون أنتم، وتسمعون أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ وينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها.

 إذاً عرفنا أن باستطاعتنا أن نعمل، وأن بأيدينا وفي متناولنا كثير من الأعمال، وهذه الصرخة [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود -لأنهم هم من يحركون هذا العالم من يفسدون في هذا العالم -/ النصر للإسلام] هي ستترك أثرها، ستترك أثراً كبيراً في نفوس الناس، إن شاء الله))

ولذا أيها الإخوة الأعزاء نرى أن من المهم أن نتحدث ببعض النقاط عن قيمة وأهمية هذا المشروع، أهمية الشعار وأهمية المشروع القرآني الذي نتج عنه المسيرة القرآنية المباركة.

أولاً: تحقيق المنعة الداخلية للأمة وللفرد

 إن توفر حالة من المنعة الداخلية هو ما يحمي الأمة من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان، ويبني واقعا محصَّنا من الاختراق، وعصيا على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء لدرجة عجيبة، تصبح العمالة فيها محط افتخار وتنافس، وسلعة رائجة في سوق النفاق، فالمكسب الأول من مكاسب الشعار، والمشروع القرآني أنه مشروع شامل ومتكامل وبَنَّاء ونهضوي يبني الأمة لتكون في مستوى مواجهة التحديات والأخطار، الشعار والمقاطعة من مكاسبها الأولية هو هذا المكسب توفر حالة من المنعة الداخلية، حالة من السخط والعداء للأعداء تحمي الداخل الشعبي لشعبنا ولأمتنا، تحميه من العمالة، عندما يكون هناك بيئة هكذا بيئة معادية للأعداء لها موقف معروف منهم، تصبح مسألة العمالة والخيانة مسألة خطيرة ويحسب العملاء والخونة ألف ألف حساب قبل أن يتورطوا في ذلك، لكن إذا كان هناك واقع مهيأ ليس هناك أي نشاط عدائي ولا أي موقف يكون حينئذ مشجعاً للكثير من ضعيفي الإيمان، من الذين ليس لديهم ضمير ولا إنسانية ولا مبدأ ولا وطنية ولا أي شيء آخر، كل عوامل المنعة مفقودة لديهم يمكن أن يستغلوا الفرصة عندما يجدون بيئة متهيئة وقابلة، فيدخلون في العمالة ولا يتحاشون من أي شيء ويتسابقون فيها، وهذا مكسب مهم للغاية.

ثانياً: إثراء الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم

ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تُضرب الأمة، وتُمثل ثغرةً كبيرةً يعتمدون عليها في استهداف الأمة، ونحن نشاهد النتائج السلبية للقصور في الوعي على المستوى الشعبي العام في شعوب منطقتنا العربية، كلما تناقص الوعي وتقاصر الفهم وضعف الإدراك بحقيقة ومستوى المخاطر والمؤامرات، كلما ساعد هذا على نجاح كثير من المؤامرات والمكائد،

 وكلما تنامت حالة الوعي والفهم، كلما أعاقت الكثير الكثير من مخططات الأعداء ومؤامراتهم فلا تنجح بل يكون مصيرها الفشل، وهذا جانب مهم يُغفله الآخرون الذين لهم مسار معاكس لتزييف الوعي لأن معركة الوعي هي المعركة الأولى في المواجهة مع العدو وإذا لم يتحرك فيها الناس بمسؤولية وهِمّة وإدراك لمستوى أهميتها فستكون هناك الكثير من النتائج السلبية وسيستطيع العدو أن يتقدَّم في خطوات كثيرة إلى الأمام لصالحه لضرب الأمة وإذلالها.

ثالثاً: الحفاظ على القيم وتنميتها

من المكاسب المهمة لهذا المشروع.. الحفاظ على القيم وتنميتها، فهذا المشروع يستند إلى مجموعة القيم الراقية ويعتمد عليها أساساً، ولكي نتحرك في مواجهة هذه التحديات والأخطار نحتاج إلى أن نقوي إيماننا بتلك المبادئ والقيم الهامة والعظيمة وأن نعززها في أنفسنا وفي واقعنا، والتي منها العزة والكرامة والشرف والحرية وما إلى ذلك، في مقابل مسار الهدم للقيم الملازم لمسار العمالة، فالذين يتحركون في مسار العمالة هم يستهدفون في الأمة كل القِيم التي تمثل حصانةً ومنعةً للأمة، يحاولون بدلاً من قِيم العزة والحرية والكرامة أن يُرسِّخوا ويفرضوا القبول بحالة الذل، وحالة الهوان، وحالة الانحطاط التي تجرد الإنسان العربي المسلم من كل قيمه وتفرّغه من كل مبادئه وأخلاقه فيكون أشبه شيء بالحيوان الذي يتقبل كل الإذلال وكل الهوان وكل القهر، بل إن كثير من الحيوانات تدافع عن نفسها بما زودها الله به من وسائل وألهمها من أساليب وطرق الدفاع عن النفس فتستخدم أنابيها ومخالبها أو قرونها وأرجلها أو حتى مهاراتها في التمويه والخداع.

وعلى هذا الأساس فهذا المشروع يترافق معه إرساء هذه القيم وتنميتها وبناء الواقع النفسي والتربوي على أساسها في مواجهة المسار الهدّام الذي يسعى لتجريد الأمة من تلك القيم والمبادئ وإفراغها كليها من إنسانيتها.

رابعاً: بناء الأمة في كل المسارات حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات

هذا المشروع أيضاً يهدف إلى بناء الأمة في مواجهة التحديات، بناؤها أولاً على مستوى الوعي ومن ثم في كل مسارات حياتها، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي، على مستوى أن يكون لها هدف حضاري، وألا تبقى أمة بدون هدف ولا مشروع، كما يريد لها الآخرون الذين يحاولون إقناعها بأن تبقى أمةً ذليلةً مستسلمة هينةً خاوية من أي مشروع تحرري نهضوي حتى تقبل بوصاية الآخرين عليها فيما يضربها هي وليس فيما يبنيها، ليست وصاية فيما يبني إنما وصاية فيما يعزز من حالة الذل والهوان والسقوط، لأنهم يدركون أهمية أن يكون هنالك مشروع يحمي الأمة، يحفظ لها عزتها، يحفظ لها توجهها الصحيح الذي لا يقبل بهيمنة الأعداء وسيطرتهم ولا يقبل بهذا الاسترخاص الذي يباع فيه الإنسان العربي وتُسترخص حياته، ويُسترخص أمنه، وتُسترخص مقدراته، ولا يكون حتى في مستوى محترم الدم في الشريعة الإسلامية هناك حيوانات محترمة الدم، اليوم ليس للإنسان العربي وزن عند الأمريكيين حتى في مستوى وزن الحمار في الشريعة الإسلامية، الحمار في الشريعة الإسلامية محترم الدم، الإنسان العربي في السياسة الأمريكية والنهج العدائي الأمريكي مُهدر الكرامة ومُستباح الدم.

خامساً:  دفع خطورة المستكبرين على الواقع البشري ككل

إضافة إلى أن هذا المشروع يمكن الاستفادة منه لدفع الخطر كلياً عن الشعوب المستضعفة في العالم إذا ما تبنته بالشكل المطلوب،  مع أن شريحة واسعة وكبيرة من أبناء الشعوب المستضعفة باتت اليوم تتبنى هذا المشروع الحُرّ والنهضوي، وخاصة شعوبنا العربية.

وإذا ما حدث تحرك جاد وصحيح وسليم وقدم هذا المشروع بنكهته القرآنية وقيمه الإيمانية ومبادئه العادلة بين أوساط تلك الشعوب المقهورة فإنه بلا شك يستطيع أن يغير من وضعيتها السيئة تلك إلى وضعية أفضل وأحسن تجعلها أكثر قوة وأصلب عودا وأشد منعة.

لأن بإمكان هذا المشروع فعلا أن يدفع عن هذه الشعوب ويلات القهر والاستعباد كما أن باستطاعته أن يدفع الكثير من المخاطر التي قد تحدق بها، وهذا ما بدا جليا وواضحا في مجتمعنا اليمني المظلوم الذي تحرك على أساس هذا المشروع فكسب الحرية واسترد السيادة المغتصبة وحرر جزءاً كبير من أرضه وعرضه وكرامته.

ولأن الأمريكيين-والواقع يشهد-حريصون على تفادي سخط الشعوب ولذلك يغازلونها في الوقت الذي يقتلونها ويمتهنون كرامتها ويستهدفونها، يغازلونها بعناوين مخادعة، عنوان الديمقراطية، عنوان الحرية، عنوان حقوق الإنسان، وغيرها من العناوين الأخرى، لماذا يغازلون الشعوب بهذه العناوين؟ لأنهم يحرصون على تفادي سخطها، هذه مسألة أكيدة، بل هم يخصصون أموالا كبيرة بالمليارات يصرفونها في سبيل تحسين صورة أمريكا لدى الشعوب حتى تستطيع وتتمكن من السيطرة على الشعوب بأقل كلفة، هذه مسألة مهمة جداً لدى الأمريكيين، أقل كلفة على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري، على المستويات الأخرى، وهذه مسألة واضحة وأكيدة.

سادساً:  إيقاظ الشعوب وتنبيه الأُمَّــة تجاه تَـحَـرُّك الأعــداء الشامل

هذا المشروع انطلق وهذا الهتاف في مقدمته كعنوان له وله أَهْـدَاف مهمة في مقدمتها إيقاظ الشعوب وتنبيه الأُمَّــة تجاه تَـحَـرُّك الأَعْــدَاء الشامل ومؤامراتهم وهذه مَسْــألَـة مهمة؛ لأَن حالة الغفلة وحالة الانخداع بطبيعة العناوين التي تتَـحَـرَّكُ من خلالها أَمريكا حالة سائدة لدى الكثير من الشعوب و خُصُوْصاً حينما لا يكون هناك تَـحَـرُّكٌ كبير لفضح المؤامرات الأَمريكية والإسْرَائيْلية فعملية الإيقاظ للأُمَّــة من حالة الغفلة والسُبات التي تعيشُ فيها تجاه هذا التَّـحَـرُّك الخطير جداً بكل ما تعنيه الكلمة أضحت شرطا أساسيا لنجاتها من شراك المصيدة الأمريكية التي تنشرها تحت عناوين براقة ومخادعة فتارة تنشرها باسم الحرية والديمقراطية وتارة أخرى باسم العدالة والإنسانية؛ فيقع فيها بسطاء الوعي وسذّج التفكير ولهذا فإن توعية الناس بحقيقة الوجه الأمريكي المزيف بات الأمس قبل اليوم ضرورة حياتية لحماية العالم من شر الشيطان الأكبر ووساوسه وغواياته وخطورته.

ولا أحد يملك من القدرة على التصدي لهذا المارد الماكر والمجرم المتستر بظله سوى هذا المشروع القرآني المنبثق من نور الهدى الذي أنزل من علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأنفس وما تخفي الصدور.

 

 

قد يعجبك ايضا