نظرة الدين الإسلامي إلى المرأة

خاص

أعطى الاسلام المرأة العزة والكرامة ممَّا يؤهلها لحمل رسالة بناء الأجيال، وبناء الأسرة الصالحة، وغرس الأخلاق والصفات الحميدة كالصدق والأمانة والابتعاد عن الفواحش والمعاصي، وهذا من أهم الواجبات الملقاة على عاتق المرأة المسلمة.

الإسـلام يعيد الاعتبار للمرأة:

يؤكد السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440هـ بأن الإسـلام يقدم النظرة الصحيحة والفكرة الصحيحة ويعيد بناء المجتمع البشري على الأساس الصحيح والسليم ويعيد الاعتبار للمرأة بأنها هي والرجل كيان واحد وأصل واحد، الذي خلقهم الله عز وجل من نفس واحدة، ويبين أن الإسـلام قد ازاح تلك النظرة السلبية للمرأة وتلك التفرقة التي تساعد على تفكيك الأسرة، حيث يقول:

“جاء الإسْـلَامُ ليقدمَ النظرة الصحيحة والفكرة الصحيحة وليتخاطب مع المجتمع البشري وليعيد بناء المجتمع البشري على الأساس الصحيح والسليم، يأتي القُــرْآنُ فيقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) يأتي ليعيدَ الاعتبارَ للمرأة أنها إنْسَان أنها هي والرجل كيان واحد أصل واحد نوع واحد كائن واحد إنما ذاك ذكر وتلك أنثى ومن أصل واحد كلاهما من أصل واحد الذي خلقكم من نفس واحدة ليزيح هذه النظرة السلبية وليزيح معها تلك التفرقة التي تؤسس لاتِّجَـاهات متباينة في الحياة تساعد على تفكيك الأسرة وبعثرة الأسرة كيان واحد يبنى به المجتمع أسرة تبني على نحو واحد مترابطة ولديها النظرة الإيْجَـابية بعيدًا عن نظرة الاحتقار أَو النظرة العدائية والنظرة السلبية أَو النظرة الجاهلية التي ترى في المرأة عارا لا، كيان واحد الجميع إنْسَان المرأة إنْسَان والرجل إنْسَان كلاهما من نفس واحدة كلاهما كيان واحد حياتهما مرتبطة ببعض وهكذا يأتي القُــرْآن الكريم وتأتي رسالة الله مع كُـلّ الرسل والأنبياء عبر كُـلّ التأريخ لتخاطب على هذه الحقيقة ولتبني واقع البشر في واقع مسيرة حياتهم على أساس هذه الحقيقة ولتفتح المجال للارتقاء الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والقيمي والعملي والإيْمَــاني أمام الجميع للذكر والأنثى، فيقول الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ليقول: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى، بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) أنتم كيان واحد وأصل واحد والله فتح لكم جل شأنه مسار الارتقاء الإنْسَاني والإيْمَــاني والأَخْــلَاقي والمنزلة عند الله والوصول إلى ما وعد الله به من الخير العظيم والفوز العظيم والأجر الكبير المجال مفتوح للجميع ليس خاصًّا بالرجل ومغلقًا في وجه المرأة ليس مفتوحًا للذكَر ومغلقًا في وجه الأنثى، لا، وقدم النماذج التي ارتقت من عالم النساء إن صح التعبير وإلا فلا يناسب أن يقال عنهن إنهن عالَمٌ لوحدهن”.

القرآن الكريم ينظم علاقة المرأة في محيطها الأسري:

إن النظرة القرآنية هي واحدة للرجل والمرأة، وكلها تقوم على أساس الخطاب الإلهي الواحد الموجّه للرجال والنساء ككيان واحد في تحمّل المسؤولية والقيام بها، حيث يقدم القرآن الكريم موضوع الرجال والنساء بأنهم عبارة عن عالم واحد، وجنس واحد، وأمة واحدة، وليس على ما يقدمه الآخرون.

ويشير السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440هـ إلى أن القرآن الكريم ينظم علاقة المرأة في محيطها الأسري، وأحاطها بتشريعات تحميها وتصونها وتحافظ عليها وتحافظ على عفتها وكرامتها وشرفها ونزاهتها، حيث يؤكد بالقول: “لاحظوا القُــرْآن الكريم جعل هناك تنظيم لعلاقة المرأة في محيطها الأسري كيف علاقتها مع زوجها مع الآخرين مستوى التستر الانضباط الحشمة إلى أخره، أحاط المرأة بتشريعات تحميها تصونها تحافظ عليها تحافظ على عفتها على كرامتها على شرفها على نزاهتها”.

وفي هذا السياق، يؤكد السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في بيان بمناسبة ذكرى مولد السيدة الزهراء 1442 عليها السلام بالقول: “أن الإنسان -ذكرًا أو أنثى- كيانٌ واحد من نفس واحدة، وحياته مترابطة، ومسؤوليته واحدة لا تختلف في أهميتها وإن تنوعت في بعض شكلياتها، ويجب أن يلتزم الجميع التقوى في تجسيد هذه الحقيقة المهمة في واقع الحياة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء : 1]”.

نماذج راقية جدًّا في سُموِّها الإيماني والأخلاقي:

يشير السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في بيان بمناسبة ذكرى مولد السيدة الزهراء 1442 عليها السلام الى ظهور نماذج راقية جدًّا في سُموِّها الإيماني والأخلاقي، وشرفها الإنساني، ومنزلتها العالية عند الله سبحانه وتعالى، حيث يقول: “أن ظهور نماذج راقية جدًّا في سُمُوِّها الإيماني والأخلاقي، وشرفها الإنساني، ومنزلتها العالية عند الله تعالى من النساء كمريم ابنة عمران وفاطمة بنت محمد، يقدم شاهدًا واضحًا على تكريم الله للمرأة، وفتح المجال أمامها في هذا المجال بلا مثيل له في أي فكر أو اتجاه آخر من الاتجاهات الضالة والمنحرفة”.

ومن النساء ترتقي نماذج تصل إلى مستويات عالية لا يصل إليها الكثير من الرجال، ومن تلك النماذج الراقية جدًّا في سُموِّها الإيماني والأخلاقي الصديقة الطاهرة مريم العذراء “عليــها السـلام”، وخديجة أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله سلم، والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليــها السـلام”، حيث يؤكد السيد القائد في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة للعام 1440هـ بالقول: “من النساء ترتقي نماذجُ فتصلُ إلى مستويات عالية لا يصلُ إليها الكثيرُ من الرجال، المستوى الذي وصلت إليه الصديقة الطاهرة مريم العذراء -عَلَيْــهَا السَّـلَامُ- مقام عالٍ جِـدًّا اصطفاها اللهُ -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى- وطهّرها، خاطبتها الملائكةُ عن الله (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) نماذج كثيرة في التأريخ من النساء ارتقت على المستوى الإنْسَاني والأَخْــلَاقي والقيمي حتى وصلت إلى مرتبات عالية جِـدًّا، خديجة أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء كذلك من هذه النماذج العظيمة جِـدًّا والتي ارتقت في سلم الكمال الإنْسَاني والأَخْــلَاقي إلى مستويات عالية وبلغت في مرتبتها الإيْمَــانية مرتبة أن بعث الله إليها بسلامه مع جبريل -عَلَيْــهِ السَّـلَامُ- فيما روي عن رسول الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَـى آلِـهِ-، الله جل شأنه يبلغها سلامَه عبر جبريل يا محمد ويبشرها ببيت في الجنة ليقول إن السمو إن الكمال للرجل وللمرأة هو بالسمو الأَخْــلَاقي والإنْسَاني والقيمي، وأنه الذي يتيح للإنْسَان رجلًا أَو امرأة ذكرًا أَو أنثى ليؤدي دورًا إيْجَـابيا وبناءً في هذه الحياة فالإنْسَان ذكرًا أَو أنثى يسمو يشرُف يكون له دورٌ إيْجَـابي وصالح في هذه الحياة بقدر ما يرتقي على المستوى الإنْسَاني على المستوى الأَخْــلَاقي على المستوى القيمي، المرأة لا تصبح مهمة وذات دور مهم وإيْجَـابي في الحياة بقدر الابتذال بقدر السفور بقدر العلاقات الفوضوية بقدر السقوط الأَخْــلَاقي، لا، هذا هوان هذا انحطاط وسقوط، لا يمثل بأي نسبة لا عن أهميّة ولا عن كرامة ولا عن دور بنَّاء ولا أي شيء أبدًا”.

 

قد يعجبك ايضا