كذبٌ أمريكي حجم عائلي!!
موقع أنصار الله ||مقالات||عبد الكريم الوشلي
أمريكا القوةُ “العظمى” ومعها منظومتها الغربية الهيمنية.. تستمرُّ في إدارة الكوكب وقضاياه ومشاكله ومآسيه (معظمها عجين وخبز أيديهم)، بيدٍ طليقةٍ طاغيةٍ مستبِدَّةٍ لا تقبل اعتراضاً ولا مقاوَمةً ولا انتقاداً، وبخطاب تضليلي ماكر مخادع ملتفٍّ على الحقائق، قوامُه الكذبُ الذي لا سقف له، الكذبُ بالجملة وبالمفرَّق.. أما الآخر، المظلومُ والضحيةُ لهذا الظلم والجور، فليس من حقه أن يقاوم، ولو حتى بالحد الأدنى.. بالكلمة.
فالكلمةُ الكاشفةُ للحقائق والصادقةُ في نقل المآسي والمظلوميات واقترافات أُولئك المجرمين والقتلة.. هي -في نظرهم- جريمة يعاقَبُ عليها بالكتم والتعتيم والحجب لمواقعها ومنابرها وقنواتها، كما يعاقَب المقاوِمون للظلم والاحتلال والغزو والتدمير والإبادة، وكلّ أشكال العدوان في فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران وسواها، بكل أشكال العقاب والعدوان العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والدعائية والتضليلية والتشويهية، وأبسطُها الوصم بالإرهاب والتمرد والانقلاب وغيرها من مصطلحات التزوير والتزييف وقلب الحقائق..
في هذا السياق يجري ما يجري من تَعَدٍّ سافرٍ وقح، وحرب شعواء مسعورة على مواقع وقنوات ومنابر إعلامنا الوطني اليمني؛ وهو عينُ ما تعرضت وتتعرض له بقية وسائل الإعلام الشريفة المقاوِمة للشر الصهيوني الغربي العنصري العدواني الهيمني.. وهذا بعض ما يعرِّي الغربَ، ويكشفُ زيفَ ادِّعاءاته ومزاعمه، التي يتلطَّى بها وببريقها الكاذب المتغنِّي بالتمدن والحضارة وحرية التعبير وحقوق الإنسان، وكلّ الشعارات والعناوين الجوفاء والمضلِّلة والكاذبة!
هذه هي خلاصةُ ومختصرُ ما يُراد أن يكون عليه ما يوصف، زوراً وبهتاناً، بـ”المجتمع الدولي”، وهو في الواقعِ مجتمعُ المهيمنين المسيطِرين على القرار الدولي ومنظمتِه، شاهد الزور (الأمم المتحدة)، وهؤلاء لا يتجاوز عددُ دولهم أصابعَ اليد الواحدة، في مقابل ما يناهز المئتَي دولة من الدول والكيانات السياسية الأعضاء في هذه المنظَّمة الكرتونية الدولية الكبرى! والتي لا يتعدى وجودُها ودورُها توصيفَ (كمالة العدد) في هذا المجتمع الدولي المزعوم!
نعم.. هذا ما يُراد أن يكون عليه وضعُ الغابة الدولية.. الأمريكيُّ وأتباعُه المسيطرون على القرار وعلى وسائل الإعلام وتقنياتها المتطورة.. ينهبون ويسلبون ويقتلون ويبطشون ويفعلون كُـلَّ ما يحلو لهم.. ويمكرون ويضلِّلون ويكذبون بكل أنواع الكذب، ابتداءً بالكذب المقطَّر والمدروس والمحسوب بعناية على طريقة دس السم في العسل.. وليس انتهاءً بالكذب (الحجم العائلي)! بينما الضحايا عليهم أن يلوذوا بالصمت وأن لا تتحَرَّكَ حناجرُهم حتى بكلمة (آه)، وإلا فمصيرُهم أن تُكمَّمَ أفواهُهم وتُقتلَعَ حناجرُهم وتُخلَّعَ أضراسُهم الإعلامية بالتنزيل والحجب والتوقيف وكلّ صور الحرب القذرة.
إن هذه الهمجيةَ العدوانيةَ المفرطةَ والشطَطَ الاستكباري المتطرِّفَ والجامح، يُسقِطُ عن أمريكا والغرب الصهيوني المهيمن ورقةَ التوت “الحضارية” المزعومة، ويدُقُّ -في الوقت ذاته- المسمارَ الأخيرَ في نعش هيمنتهم، وما على الأحرار في اليمن والمنطقة إلا المزيدُ من الصبر والثبات والوعي واليقين بأن المستقبلَ لهم ولكل أحرار المعمورة، بمن فيهم أحرارُ أفريقيا، الذين يكملون اليوم في مالي وغينيا/ كوناكري وبوركينافاسو والنيجر -والبقية تأتي- ما بدأه أحرارُ يمننا العزيز وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران.. على مضمارِ التصدِّي لشياطين الطغيان والإجرام واللصوصية والشذوذ.. وإعتاق البشرية من براثن شرهم وطغيانهم.